تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل ثبت الدعاء بقدر قراءة سورة البقرة بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى؟]

ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:12 ص]ـ

سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله، وقد سُئل عن صفة الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى وأنه يكون بقدر قراءة سورة البقرة، فقال الشيخ: لا أعلم دليلا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد وقت الدعاء وأنه بقدر قراءة سورة البقرة.

فتعجبت من إنتشار هذا الأثر وكأنه ثابت في الصحيحين.

فبحثتُ باحثا قاصرا، فوجدت ابن حجر رحمه الله تعالى أشار الى ذلك في الفتح (3/ 584) حيث قال:

روى الن أبي شيبة بإسناد صحيح عن عطاء قال:" كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم عند الجمرتين مقدار مايقرأ سورة البقرة).

ووجدت ابن تيمية رحمه الله أشار الى ذلك في الفتاوى (26/ 140) حيث قال:

(فيدعو الله تعالى، مستقبل القبلة، رافعا يديه بقدر سورة البقرة) ولم يذكر دليلا.

وكذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في الزاد (2/ 285)، ولم يذكر دليلا.

وبحثت كذلك بحثا قاصرا في بعض كتب الحديث والفقه التي بين يدي فلم أظفر بشئ؟

فأرجو الإفادة؟

ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 12 - 07, 01:01 م]ـ

ممن نص عليها: ملا علي القاري في المرقاة .. ونقل ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما ..

وممن نص عليها: الشافعي -دون أن يذكر المستند- وتتابع بعده على ذلك علماء الشافعية.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 12 - 07, 12:10 ص]ـ

في تلخيص الحبير: (حَدِيثٌ: {أَنَّهُ وَقَفَ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ، وَقَالَ: خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ}، أَمَّا الْوُقُوفُ بَيْنَهَا: فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ {أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَقْدَمُ فَيُسْهِلُ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ طَوِيلًا وَيَدْعُو بِرَفْعِ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَرْمِي الْوُسْطَى، ثُمَّ يَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيُسْهِلُ فَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ يَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَيَقُومُ طَوِيلًا ثُمَّ يَرْمِي الْجَمْرَةَ ذَاتَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، وَلَا يَقِفُ عِنْدَهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ، وَيَقُولُ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ}) إلى أن قال: (قَوْلُهُ: وَالسُّنَّةُ إذَا رَمَى الْجَمْرَةَ الْأُولَى أَنْ يَتَقَدَّمَ قَلِيلًا قَدْرَ مَا لَا يَبْلُغُهُ حَصَيَاتُ الرَّامِينَ، وَيَقِفَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَيَدْعُوَ وَيَذْكُرَ اللَّهَ بِقَدْرِ قِرَاءَةِ الْبَقَرَةِ، وَإِذَا رَمَى الثَّانِيَةَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَا يَقِفُ إذَا رَمَى الثَّالِثَةَ، يُسْتَفَادُ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ)

قلت: فعل الراوي، وهو ابن عمر رضي الله عنه، يُعَد -هنا- تفسيراً لمرويه الذي في الصحيح، فهو أقرب ما يكون لتفسير وقوف رسول الله صلى الله عليه وسلم للدعاء هنالك.

قال الصنعاني في السبل: (وَقَدْ فَسَّرَ مِقْدَارَ الْقِيَامِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُومُ عِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ بِمِقْدَارِ مَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَأَنَّهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ الدُّعَاءِ ").

قال ابن أبي شيبة برقم (14344): حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن عطاء قال كان ابن عمر يقف عند الجمرة مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة.

وفي "أخبار مكة" للفاكهي: حدثنا محمد بن أبي عمر قال: ثنا مروان، عن هارون بن إبراهيم قال: رأيت عطاء بن أبي رباح على حمار واقفا عند الجمرة الوسطى قدر ما كان إنسان قارئاً سورة البقرة.

وقال ابن بطال (7/ 493): (عن أبى مجلز قال: كان ابن عمر يشبر ظله ثلاثة أشبار، ثم يرمى، وقام عند الجمرتين قدر سورة يوسف. وقال عطاء: كان ابن عمر يقف عندها بمقدار ما يقرأ سورة البقرة.

قال ابن المنذر: ولعله قد وقف مرتين كما قال أبو مجلز، وكما قال عطاء، ولا يكون اختلافًا وكان ابن عباس يقف بقدر قراءة سورة من المائتين، ولا توقيف فى ذلك عند العلماء، وإنما هو ذكر ودعاء، فإن لم يقف ولم يدع فلا حرج عليه عند أكثر العلماء إلا الثورى؛ فإنه استحب أن يطعم شيئًا أو يهريق دمًا، والسنة أن يرفع يديه فى الدعاء عند الجمرتين، قال ابن المنذر: ولا أعلم أحدًا أنكر غير مالك؛ فإن ابن القاسم حكى عنه أنه لم يكن يعرف رفع اليدين هنالك، قال ابن المنذر: واتباع السنة أفضل).

وفي عمدة القاري (15/ 340): (واختلفوا في مقدار ما يقف عند الجمرة الأولى: فكان ابن مسعود يقف عندها قدر قراءة سورة البقرة مرتين، وعن ابن عمر كان يقف عندها قدر قراءة سورة البقرة عند الجمرتين، وعن أبي مجلز قال كان ابن عمر يشبر ظله ثلاثة أشبار ثم يرمي وقام عند الجمرتين قدر قراءة سورة يوسف، وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقف بقدر قراءة سورة من المئين، ولا توقيف في ذلك عند العلماء وإنما هو ذكر ودعاء، فإن لم يقف ولم يدع فلا حرج عليه عند أكثر العلماء إلا الثوري فإنه استحب أن يطعم شيئا أو يهريق دماً).

وفي "الاستذكار": (قال وأخبرنا معمر والثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز قال كان بن عمر يستر ظله ثلاثة أشبار ثم يرمي وقام عند الجمرتين قدر سورة يوسف

قال أبو عمر: قد روي عنه قدر سورة البقرة. ولا توقيت في ذلك عند الفقهاء وإنما هو ذكر ودعاء).

وذهب بعضهم إلى أن تخصيص ابن مسعود لسورة البقرة في قوله: (هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة) ربما كان لأنه يشرع الوقوف عند الجمرتين الأوليين بقدرها. والله أعلم. انظر "فتح الباري" (3/ 582) و"تحفة الأحوذي" (3/ 551).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير