[ما صحة هذا الأثر في التفسير عن ابن عباس؟]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 09:10 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره عند نقله لما أثر في تفسير قول الله تعالى: {ولا يرضى لعباده الكفر}:
(حدثني علي قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: إنْ تَكْفُرُوا فإنَّ اللّهَ غَنِيٌ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، فيقولوا: لا إله إلا الله، ثم قال: وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم: إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ قال: لا يرضى لعباده المؤمنين أن يكفروا.)
فما صحة هذا الأثر؟ وهو إن صح يكون حجة لبعض المبتدعة الذين قالوا: إن الرضا والمحبة والإرادة في حق الرب تعالى بمعنى واحد وإن كل ما شاءه وأراده فقد أحبه ورضيه.
وقد رد عليهم ابن القيم في شفاء العليل، ومما قاله في الرد عليهم: (فلما أورد عليهم قوله: ? وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ? (الزمر: من الآية7) أجابوا عنه بجوابين:
أحدهما: لا يرضاه ممن لم يقع منه، وأما من وقع منه فهو يرضاه، إذ هو بمشيئته وإرادته.
والثاني: لايرضاه لهم ديناً، أي: لا يشرعه لهم ولا يأمرهم به ويرضاه منهم كوناً.
وعلى قولهم فيكون معنى الآية: ولا يرضى لعباده الكفر حيث لم يوجد منهم، فلو وجد منهم أحبه ورضيه. وهذا في البطلان والفساد كما تراه .... )
وظاهر أن قول ابن عباس موافق للجواب الأول.
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 08 - 04, 12:16 ص]ـ
إلى الشيخ الحبيب: أبي مجاهد
أما صحته فكما تعلمون هذه السلسلة مشهورة من سلاسل تفسير ابن عباس وهي سلسلة تفسيرية أعتقد أنكم من أعلم الناس بها
كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
ورجال الإسناد معروفون لديكم والكلام على رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس لا تخفى على مثلكم
أما التفسير فلم يظهر لي فيه شيئ وإليك البيان:
قال ابن عباس: " إن تكفروا فإن الله غني عنكم " يعني الكفار اللذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم فيقولوا: لا إله إلا الله - أي لم يسلموا ولم يأتوا بالشهادة - ثم قال تعالى " ولا يرضى لعباده الكفر " وهم - يقصد به ضمير الغيبة " لعباده " - وهم عباده المخلصون الذين قال " إن عبادي ليس عليهم - فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله -الضمير يعود للمؤمنين- وحببها إليهم
فبهذا لم يتضح لي أن هناك علاقة بهذا التفسير والذي استشكل عليكم
لا أدري هل وضحت مشكلا أم أن الإشكال لم يتضح لي
محبك: المقرئ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 07:42 ص]ـ
أخي الكريم المقرئ
جزاك الله خيراً على تعليقك وحسن ردك
ولعلك تعيد قراءة كلام ابن القيم المنقول أعلاه، فهو قد حكم على أن من حمل قول الله تعالى: (ولا يرضى لعباده الكفر) على من لم يقع منه - وهم المؤمنون - بأنه ظاهر البطلان والفساد، ومعلوم أن ابن عباس رضي الله عنهما فسر الآية بما حكم عليه ابن القيم بهذا الحكم. لأنه قال عن قول الله تعالى: {وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ} وهم عباده المخلصون ...
ومعلوم أن أهل السنة يقولون: لا يرضاه ولا يحبه من الجميع.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 08 - 04, 10:45 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهدالعبيدي حفظه الله من كل شر
تأذن لي و الإخوة الأفاضل المشاركة في هذا الموضوع.
أخي العزيز لو تدبرت كلام ابن عباس رضي الله عنهما لوجدته يتكلم عن فئة خاصة جدا لا على عموم من انتسب للإيمان.
عن ابن عباس،: إنْ تَكْفُرُوا فإنَّ اللّهَ غَنِيٌ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ يعني الكفار الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم، فيقولوا: لا إله إلا الله، ثم قال: وَلا يَرْضَى لِعِبادِهِ الكُفْرَ وهم عباده المخلصون الذين قال فيهم: إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهمْ سُلْطانٌ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحَبَّبها إليهم.
¥