تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من لطائف زوائد ((الأدب المفرد)) على ((الصحيحين))]

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 08 - 04, 08:25 م]ـ

الحمد لله الذى جعل التوحيدَ دليلاً على مرضاته. وحادياً إلى جناته. فأكرمْ به صاحباً للعبد من مولده إلى مماته. ومُنجياً له من عذاب القبر وظلماته. والصلاة والسلام الأكملان على محمَّدٍ خير خلق الله ودعاته. وبعد ..

فمن لطائف زوائد ((الأدب المفرد)) على ((الصحيحين)):

قال إمام المحدثين (548): حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ حَمَّادٌ لا أعلمه إلا عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنَّا جُلوسَاً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ سِيجَانٍ حتَّى قام على رأس النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ، أو قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ، وَيَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ، فَأَخَذَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، فَقَالَ: أَلا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لا يَعْقِلُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ، آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَن فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ فِي كِفَّةٍ، لرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً، لقَصَمَتْهُنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ، فقُلْتُ أَوْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟، أَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟، قَالَ: لا، فهو أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا نَعْلانِ حَسَنَتَانِ، لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ؟، قَالَ: لا، قَالَ: فهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا، قَالَ: لا، قَالَ: فَهُوَ أَنْ يَكُونَ لأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟، قَالَ: لا، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا الْكِبْرُ؟، قَالَ: ((سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ)).

وأخرجه كذلك أحمد (2/ 225،169)، وابن أبى الدنيا ((التواضع والخمول)) (206)، والحاكم (1/ 49:48) جميعاً من طريق الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسارعن عبد الله بن عمرو به.

قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجا للصقعب بن زهير، فإنه ثقة قليل الحديث سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن عمر يقول: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سألت أبا زرعة عن الصقعب بن زهير فقال: ثقة، وهو أخو العلاء بن زهير. وهذا من الجنس الذي يقال: أن الثقة إذا وصله لم يضره إرسال غيره. فقد أخبرني علي بن عيسى الحيري ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم قال: قال رجل للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ما رأيت رجلاً أعطى لراعي الغنم من محمَّدٍ ... ثم ذكره بنحو منه)) اهـ.

قال أبو محمد: ما أحسن تعليق أبى عبد الله! وما أبدعه! وما أدله على واسع معرفته بالحديث رواية ودراية!. وفيه ثلاث فوائد عزيزة:

(أولها) الحكم بصحة الحديث، وهو كما قال.

(ثانيها) توثيق الصقعب بن زهير الأزدى الكوفى.

(ثالثها) بيان أنه لا يضره إرسال غيره إياه، إذ زيادة الثقة مقبولة.

وأما المرسل، فقد أخرجه ابن أبى عاصم ((الزهد)) (1/ 51) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكر نحوه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير