تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ كِلاهُمَا عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَمَرَ مُؤَذِّنَهُ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ.

وحَدَّثَنَاه عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَقَ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَمَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُؤَذِّنَهُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ.ِ

وقال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة فى ((كِتَابِ الْجُمُعَةِ)) من ((صحيحه)):

بَابُ أَمْرِ الإِمَامِ الْمُؤَذِّنَ فِي أَذَانِ الْجُمُعَةِ بِالنِّدَاءِ أَنَّ الصَّلاةَ فِي الْبُيُوتِ

لِيَعْلَمَ السَّامِعُ أَنَّ التَّخَلُفَ عَنِ الْجُمُعَةِ فِي الْمَطَرِ طَلْقٌ مُبَاحٌِ (1864) أخبرنا أحمد بن عبدة أخبرنا عباد بن عباد ح وحدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير جميعا عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ: أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَذَلِكَ يَوْمٌ مَطِيرٌ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أنَّ لا إِلَه إِلا اللهُ أَشْهَدُ أنَّ محمدا رسول الله، ثُمَّ قَالَ لَهُ: نَادِ النَّاسَ فَلِيَصَلُوا فِي بُيُوتِهِمْ، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟، قَالَ: قَدْ فَعَلَ هَذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، أَفَتَأمُرُونِيَ أَنْ أُخْرِجَ النَّاسَ أَوْ أَنْ يَأَتُوا يَدُوسُونَ الطِّينَ إِلَى رُكَبِهِمِْ. هذا حديث أحمد بن عبدة، وقال يوسف بن موسى فى حديثه ((أَنْ أُخْرِجَ النَّاسَ، وَنُكَلِّفَهُمْ أَنْ يَحْمِلُوا الْخَبَثَ مِنْ طُرُقِهِمْ إِلَى مَسْجِدِكُمْ)).

بَابُ أَمْرِ الإِمَامِ الْمُؤَذِّنَ بِحَذْفِ حَيّ عَلَى الصَّلاةِ

وَالأَمْرِ بِالصَّلاةِ فِي الْبُيُوتِ بَدَلَهُ (1865) أخبرنا مؤمل بن هشام ثنا إسماعيل عن عبد الحميد صاحب الزيادي عن عبد الله بن الحارث: أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلا تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذلِكَ، قَالَ: أتعجبون من ذا، فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمْعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ، فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ.

وقَوْلُ إمام المحدِّثين ((الرُّخْصَة إِنْ لَمْ يَحْضُر الْجُمُعَة فِي الْمَطَر)) هو قول جُمْهُورِ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ بَيْن قَلِيل الْمَطَر وَكَثِيره. وَعَنْ الإِمَامِ مَالِك: لا يُرَخَّص فِي تَرْكهَا بِالْمَطَرِ. وَحَدِيثُ اِبْن عَبَّاسٍ هَذَا حُجَّة لِلْجُمْهُورِ القائلين بجواز التَّخَلُفِ عَنْهَا فِي الْمَطَرِ، ويؤازره حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ، وَهُو فِى ((الصَّحِيحِين)) أَيْضَاً، وَحَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ فِى غَيْرِهِمَا.

وفيما بوَّب عليه إمام الأئمة أبو بكر بيانٌ بإلزام الإمام بأن يأمر مُؤَذِّنَهُ وهو يُؤَذِّنُ للْجُمُعَةِ: ألا يذكر فى أذانه ((حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ))، وأن يستبدله بقوله ((صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ))، وألا يخشى استنكار الناس لما جهلوا من السنن التى خفى عليهم علمُها.

وفى ((فتح البارى)): ((وَقَالَ الزَّيْن بْنُ الْمُنِير: الظَّاهِر أَنَّ اِبْن عَبَّاسٍ لا يُرَخِّص فِي تَرْك الْجُمُعَة , وَأَمَّا قَوْلُهُ ((صَلُّوا فِي بُيُوتكُمْ)) فَإِشَارَة مِنْهُ إِلَى الْعَصْر , فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي تَرْك الْجَمَاعَة فِيهَا , وَأَمَّا الْجُمُعَة فَقَدْ جَمَعَهُمْ لَهَا، فَالظَّاهِر أَنَّهُ جَمَّعَ بِهِمْ فِيهَا.

قَالَ: وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون جَمَّعَهُمْ لِلْجُمُعَةِ لِيُعْلِمهُمْ بِالرُّخْصَةِ فِي تَرْكهَا فِي مِثْل ذَلِكَ، لِيَعْمَلُوا بِهِ فِي الْمُسْتَقْبَل.

وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ لَمْ يُجَمِّعهُمْ , وَإِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ ((صَلُّوا فِي بُيُوتكُمْ)) مُخَاطَبَة مَنْ لَمْ يَحْضُر، وَتَعْلِيم مَنْ حَضَرَ)) اهـ.

وأقول: عجبت لصدور مثله عن ابن المنير المالكى، مع ظهور الدلالة على الترخيص فى ترك الجمعة، فإن قول المؤذن ((صَلُّوا فِي بُيُوتكُمْ)) إنما هو فى النداء للجمعة، وليس لما قبلها من الصلوات، ولا لما بعدها!!.

والحمد لله على تيسيره وتسهيله، والصلاة والسلام على محمد وآله وقبيله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير