تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا يخفى ما فيه ولا سيما وقد بينا أن الرواة لم يتفقوا على هذه العبارة وتمسك ابن بطال بظاهر لفظ حديث أبي هريرة فاستدل به على أن التسوية سنة قال لأن حسن الشيء زيادة على تمامه وأورد عليه رواية من تمام الصلاة. انتهى

قال زين الدين العراقي – رحمه الله – في طرح التثريب (2/ 530 ط الباز):

وقد ذكر العلماء في معنى إقامة الصلاة أمورًا:

أحدها: حصول الاستقامة والاعتدال ظاهرًا كما هو المطلوب باطنًا.

ثانيها: لئلا يتخللهم الشيطان , فيفسد صلاتهم بالوسوسة كما جاء في ذلك الحديث.

ثالثها: ما في ذلك من حسن الهيئة.

رابعها: أن في ذلك تمكنهم من صلاتهم مع كثرة جمعهم , فإذا تراصوا وسع جميعهم المسجد , وإذا لم يفعلوا ذلك ضاق عنهم.

خامسها: أن لا يشغل بعضهم بعضًا بالنظر إلى ما يشغله منه إذا كانوا مختلفين, وإذا اصطفوا غابت وجوه بعضهم عن بعض وكثير من حركاتهم وإنما يلي بعضهم من بعض ظهورهم. انتهى


الاستاذ24 - 08 - 2005, 05:41 AM
ذكر الأمر بإتمام الصفوف الأولى اقتداءً بفعل الملائكة عند ربهم
روى مسلم بسنده , فقال:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ «مَا لِى أَرَاكُمْ رَافِعِى أَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُسٍ اسْكُنُوا فِى الصَّلاَةِ». قَالَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَرَآنَا حَلَقاً فَقَالَ «مَا لِى أَرَاكُمْ عِزِينَ». قَالَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ «أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا». فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا قَالَ «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِى الصَّفِّ» (حديث رقم 430).

قال الكسائي كما في غريب الحديث (1/ 161): التراص أن يلصق بعضهم ببعض حتى لا يكون بينهم خلل, ومنه قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ) الصف/4. انتهى

وروى أبو داود بسنده , فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: أَتِمُّوا الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ ثُمَّ الَّذِى يَلِيهِ فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِى الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ. (حديث رقم 671)

قال النووي – رحمه الله – في شرحه على مسلم (4/ 115):
وفيه الأمر بإتمام الصفوف الأول والتراص في الصفوف، ومعنى إتمام الصفوف الأول أن يتم الأول ولا يشرع في الثاني حتى يتم الأول، ولا في الثالث حتى يتم الثاني، ولا في الرابع حتى يتم الثالث، وهكذا إلى آخرها. انتهى

ولذلك قال الصنعاني– رحمه الله- في:سبل السلام (2/ 29 ط إحياء التراث العربي):
فإنك ترى الناس في المسجد يقومون للجماعة وهم لا يملؤن الصف الأول لو قاموا فيه , فإذا أُقيمت الصلاة يتفرقون صفوفًا على اثنين وعلى ثلاثة ونحوه. انتهى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير