وأقول أنه لا ينبغي الاجتراء على كتب أهل العلم وإخراجها عما أرادوه وكتبوه، فكل إمام قد كتب كتابه وافنى فيه وقته ودرسه لطالبه وهو يدين الله به، وقد انتقى عبارته على مايراه مناسباً، ولذلك لم يوجد عبر القرون من حنبل كتب الشافعية أو حنف كتب المالكية أو غيّر وبدّل - وهذا ليس في ديننا - والأمثلة التي ذَكَرتَ ليست على ما أولت، وإنما هو تصنيف مستقل سار فيه المؤلف الثاني على تبويب أو ترتيب أو طريقة أو غير ذلك ما كان عليه المؤلف الأول، ثم لماذا نحنبل الكتب ولا نشفعها أو نملكها أو نحنفها، ثم ألا تكفينا كتب الحنابلة، ألا نرضا بما دونوه وصنفوه وكتبوه ومتّنوه وشرحوه ونظموه وهذبوه وخرجوه وبسطوه وقعدوه وأصلوه، وهل يرضا جهبذ من الشافعية أو غيره أن نورد كتابه بعد وفاته هذه الموارد؟ أويرضا أن تجول أقلمنا في جمله، ومباضعنا في سطوره، ثم يتجه الطالب! إلى ما فعلناه نحن ويهجروا المنبع النقي. وهل يرضا أحدنا أن يؤخذ كلامه وفتواه وقوله وشرحه وإملائاته ثم يأتي إليها أحد فيصوغها كما يريد؟ ويحذف يضيف وييمزج عبارة بأخرى وينقل معنى عن مراده وحكم عن مقصده؟ عني لا أرضا وأظنكم كذلك؟
ثم ما الحكمة في أن نصرف همتنا في مثل هذه الأعمال، وأن نطرحها للتصويت والرأي - خاصة إذا كانت الفكرة من طالب علم - ما الحكمة. هل فرغنا مما بين أيدينا من أمات العلوم ومتونها. وتحقيقات المذاهب وفنونها حتى يكون الوقت فارغاً لمثل هذه المشاريع؟
وإن كانت الفكرة معقودة والأسباب موجودة فلماذا لا نألف متناً مستقلاً في المذهب الحنبلي _ مع يقيني أنا لا نحتاجه - وأن نكتب كتاباً ونسير فيه على وفق المتون الأخرى التي نريد. ونبسط فيه ونذلل الصعاب ونتدارك النقص وغير ذلك.
إخواني .... ينبغي أن لا تسوقنا العاطفة العلمية في الترصد لكتب أهل العلم حتى لا نفتح الباب لكل من أراد التحريف والتصحيف والتصريف والتحفيف والتنتيف والتسفيف.
هل نرضا أن يأتي شخص ويقول لمن معه: ما رأيكم لو نشفع فتاوي الشيخ ابن باز ونحنف فتاوي العثيمين _ ونشيع فتاوي الجبرين _؟
إياكم أيها الأخوة وعمل لا يحمد عقباه مع علمي والله بحسن النية وصفاء الطوية. لكن من سبر خبر.
ولنعقد الهمة على صون كتب القوم والتسويق لها، وقد ترجم أحد الكتاب العرب أحد الكتب الغربية فقال عند أحد العبارات في الحاشية ولم يكن راضٍ عن مال قاله الغربي: (هكذا قال وقد نقلته كما قال مخافة أن أحرف في مراده).
فكيف بكتب علمائنا، ألم يكن عوار الرافضة من زيادتهم على كتب أئمتهم - زعموا - وحرفوا فيها.
أعلم أن الأسلوب ذا لكنة حادة، لكن مما رأيت من جرأة البعض - ولا أقصدكم - على كتب أهل العلم.
آمل أن تفهموا مرادي وتتأملوا مرامي. وقد كتبته على عجل ووجل وخجل.
أخوكم / عارف بن حيلول الصاعد
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[06 - 09 - 06, 11:53 ص]ـ
بعد التحية للأخ / عامر بن بهجت وبقية الإخوان
وأقول أنه لا ينبغي الاجتراء على كتب أهل العلم وإخراجها عما أرادوه وكتبوه، فكل إمام قد كتب كتابه وافنى فيه وقته ودرسه لطالبه وهو يدين الله به، وقد انتقى عبارته على مايراه مناسباً، ولذلك لم يوجد عبر القرون من حنبل كتب الشافعية أو حنف كتب المالكية أو غيّر وبدّل - وهذا ليس في ديننا - والأمثلة التي ذَكَرتَ ليست على ما أولت، وإنما هو تصنيف مستقل سار فيه المؤلف الثاني على تبويب أو ترتيب أو طريقة أو غير ذلك ما كان عليه المؤلف الأول
جزاك الله خيراً
هلّا أثبتَّ لنا أن الكتب المذكورة ليست من هذا الباب كتاباً كتاباً
إذا ثبت فليكن هذا كتاباً مستقلا سار صاحبه على تبويب وترتيب وطريقة وعبارات صاحب الورقات
فما المانع؟
وأما قولك:
((-هذا ليس في ديننا-))
فإن كان المراد أن ديننا يمنعه، فهات الأدلة؟
وإن كان المراد أنه لم يأت في جوازه دليل خاص، فأظنك أعلم من أن تستدل بذلك.
وأشكرك على إثراء الموضوع
وفتح مجال للنقاش في اعتراض كنت أتوقعه.
سددك الله
ـ[عبد]ــــــــ[07 - 09 - 06, 03:03 م]ـ
طبعاً مشروع (الحنبلة) وتحويل الكتب لغير مذاهبها الأصلية موجود من قديم عند كل المذاهب أو جلها،
فمثلاً:
1 - (روضة الناظر) هو (اختصار+حنبلة) لكتاب (المستصفى)
2 - (الأشباه والنظائر) لابن نجيم هو (تحنيف) لكتاب السيوطي
3 - (مراقي السعود) هو (نظم+تمليك) لكتاب جمع الجوامع.
والله أعلم.
لا يكفي في بيان المراد أين يقال "حنبلة" أو "تحنيف" أو "تمليك" لأن المصادر في اللغة مبعث الإطلاقات، فهلا قيدت لنا هذه كلها بما يلي:
1 - كيف كانت هذه الحنبلة؟
2 - كيف كان التحنيف؟
3 - كيف كان التمليك؟
أخي الكريم، النظم و الاختصار والتهذيب و الاستفادة من طريقة التبويب والانتفاع بمسالك الترتيب شيء و (تحويل الكتب لغير مذاهبها الأصلية) - على ما صرّحت به!! - شيء آخر.
الخلاصة:التحويل لفظ مجمل يحتاج منك إلى مزيد بيان.
¥