فإذا فعلوا شيئا من ذلك – كما ورد في العهدة العمرية – تنقض الذمة، وكما ورد في آخر العهدة: "عليهم ما على أهل الشقاق والعناد من قتال ومن عقاب ومن قتل ومن طرد واسترقاق"، وكما تراه الدولة الإسلامية في ذلك.
هذا هو الحق في ذلك، بما ورد في تاريخ الخلفاء الراشدين، وأعلام المجتهدين، وفي نصوص القرآن والسنة، ونصوص الأعلام من العلماء المسلمين.
أقول هذا وأكتفي به، وأترك المجال لمن يريد أن يلاحظ، أو يسأل، أو يستفسر، أو يعارض، وأحمد الله، والحمد لله رب العالمين.
-انتهت المحاضرة ويليها أسئلة وأجوبة -
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - 02 - 06, 05:25 ص]ـ
أسئلة وأجوبة
(ملاحظة نص الأسئلة لم يكن واضحا في الشريط، فتركناه)
سؤال: هل الإسلام دين حرب وليس دين سلم؟.
الجواب: لا؛ الإسلام دين سلم وليس دين حرب، ولكن عندما يحاول أعداء الإسلام أن يستذلوه، وأن يحتلوه، وأن يقهروه، وأن يجزئوه شعوبا وأحزابا، ومزقا وقطعا، كما ترونه الآن، من لا يحارب عن عرينه، من لا يدافع عن عرضه، من لا يدافع عن تراثه، من لا يدافع عن آبائه وأجداده .. فلا حق له في الحياة.
الحرب في الإسلام هي حرب دفاعية وليست حربا هجومية، فالإسلام حينما انتصر؛ انتصر بهداية الناس، وقد أرسل محمد صلى الله عليه وسلم هدى للناس، ومن رحمته بالناس: حرب المرتدين والضلال، والفساق والدعاة، وفساد العالم اليوم ما قام إلا بوجود أمثال هؤلاء، فلو أن للمسلمين دولة موحدة قوية، تعيد للإسلام عزته وقوته وحكمه وقوانينه لانتفى شيء كثير، وزال شيء كثير. الإسلام دين سلم وليس دين حرب، واسمه: الإسلام، دليل على ذلك.
سؤال:
الجواب: عمر بن الخطاب؛ نعم، عرض عليه أن يصلي وقد حان وقت فريضة من الفرائض؛ أن يصليها في كنيسة القيامة في القدس، والقدس دخلت صلحا، وبطارقتها الذين كانوا يحكمونها قالوا: "لا نسلم مدينتنا إلا للخليفة الأعظم عمر"، فعمر جاء من محله تقديرا للأقصا وللقدس، وشرفها في الإسلام، وكونها القبلة الأولى للمسلمين، وما تم عليها من مسرى الرسول، وما كان من معراجه عليه الصلاة والسلام. فكانت مصلحة الدين في ذلك، فكانت أول وحدة مع أهل الذمة هي مع هؤلاء.
فأقرهم عمر رضي الله عنه على كنائسهم الموجودة بما أقوله. ومما يجدر بالنظر؛ أن المعاهدة التي عمر أمضاها ليس هو الذي أنشأها، هم الذين كتبوها، هم الذين أنشؤوها، هؤلاء البطارقة.
وكان مما شهدوا على أنفسهم: أن لا نحدث كنيسة ولا نجدد ما خرب منها .. إلى بقية الشروط، ولا حاجة لذكرها. كل ما حبر عمر بن الخطاب شرط: "وعلى من خالف أو نقض ما على أهل الشقاق والعناد من عقاب". هذا الذي جاء فيه.
فهو بدخوله أقر بهذا النوع الذي أقوله على أن تبقى لا ترمم. ولو بقيت لم ترمم؛ هل ستبقى إلى الآن بعد ألف وأربعمائة سنة؟. مستحيل.
ولم تحدث كنيسة أخرى، بل حدثت كنائس كثيرة، يقول ابن تيمية في أجوبته في هذا المعنى، وفي فتاواه وفي رسائل مستقلة: عمر بن عبد العزيز لم يكد يموت – رضوان الله عليه ورحمته – حتى لم يبق بمصر كنيسة، ولم يبق في الشام إلا كنائس قليلة جدا، أبقاها لمصلحة المسلمين، وشيئا قليلا في العراق. ومع ذلك لما حكم الفاطميون أبناء القداح ميمون، هؤلاء كانوا كما هي بعض الفئات الضالة التي تحكم بعض بلاد المسلمين الآن: ظاهرهم – كما قال ذلك الغزّالي وكذلك ابن تيمية – الرفض، وحقيقتهم الكفر المحض. هؤلاء ما كانوا يستوزرون في مصر إلا كل يهودي ونصراني، وحينما كان أحد هؤلاء يستوزر كانوا يعلنون على المسلمين نصرانيتهم ويهوديتهم، إلى أن امتلأت مصر في أيام الفاطميين بالكنائس الكثيرة الكاثرة.
فلما عادت للمسلمين ولأهل السنة والجماعة، في عهد صلاح الدين ونور الدين، لم تتغير الأمور، صلاح الدين اشتغل بحروب الصليبيين، وببيت المقدس وإرجاع الأقصا، رحمه الله وأعاد الله الأقصا من جديد للمسلمين، فهو لم يكن متفرغا إذذاك، لهذا ترك ذلك لمن بعده، ولكن ما مضى ذلك إلا وبدأت الأمور تتغير وتفسد من جديد.
سؤال:
¥