================
دعني الآن أعلمك شيئا , لعله يكون الفائدة الوحيدة لك من هذا الجدل العقيم
إن علاقة بعض المتكلمين بعلم أصول الفقه هي أنهم أقبلوا على هذا العلم , وكتبوا فيه , وأضافوا عدة مسائل لا علاقة لها بمعرفة الأحكام الشرعية , وسأعطي مثالا لذلك:
تم الإتفاق مثلا على أن الله تعالى لم يكلفنا بالمحال (أي بالمستحيل)
ثم نجدهم يبحثون: هل كان من الممكن أن يكلفنا الله تعالى بالمحال؟!!!!!
فهل لأن بعض المتكلمين كتبوا في علم أصول الفقه: هل يصح أن نقول أنه يسمى علم الكلام؟!!!!!!!!
وهل لأن بعض المعتزلة كتبوا في تفسير القرآن أو قواعده: هل يصح القول بأن تفسير القرآن وقواعده هو علم معتزلي؟!!!!!
وعندما كتب الصوفية في التفسير: هل يصح القول أن التفسير إنما هو علم صوفي؟!!!!
@@@@@@@@ @@@@@@@@@@@@@@@@
ثانيا:عندما نقلتُ من مقدمة تهذيب الكمال فقد وضعتُ نقاط هكذا ( ..... ) وهذا معناه طبعا وجود اختصار , وأنني أخذتُ من الكلام ما يبين القصد
والإختصار المخل هو الذي يكون بحذف كلمات تُغير المعنى المراد
والمعنى الذي صرحتُ به هو:
ذكر الحافظ المزي في مقدمته لتهذيب الكمال أسماء عشرة كتب , وصرح بأنها هي أمهات كتب الجرح والتعديل التي اعتمد عليها في معرفة جرح وتعديل الرواة
فهل وجدت أنت أنه ذكر غير العشرة؟!!!!!
وهل وجدت أنت أنه لم يصرح باللفظ بأنها أمهات الكتب في معرفة الجرح والتعديل؟!!!!!
أم أنك تبذل قصارى جهدك لبيان أن محاورك لم يكن أمينا في النقل؟!!!!!!!!
فإذا أردتُ أنا أن أوضح أن الحافظ المزي صرح أن كتاب ابن يونس من أهم عشرة كتب لمعرفة الجرح والتعديل: هل المطلوب مني أن أنقل صفحة كاملة , وأذكر أسماء العشرة وترتيبها؟!!!!!!!!
إن قولك:
فهو ذكر كتاب ابن يونس من الكتب التي تحتاجها في زيادة الأطلاع وليس من الكتب الأساسية في هذا الشأن
قولك هذا يدل على عدم فهمك لكلام الحافظ المزي
كيف تجعل فهمك أنت يخالف تصريحه هو؟!!!!
الحافظ المزي يصرح قائلا:
فهذه الكتب العشرة أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن
وأنت تزعم أن قصده هو:
كتاب ابن يونس من الكتب التي تحتاجها في زيادة الأطلاع وليس من الكتب الأساسية في هذا الشأن
الحافظ المزي يقول:
من أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن (أي الجرح والتعديل)
وأنت تزعم أن قصده هو:
وليس من الكتب الأساسية في هذا الشأن
أهذا هو الفهم الصحيح الذي تطالبنا به يا عالم الحديث؟!!!!!!
أهذه هي طريقتك التي ستفهم بها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!!!
============== == =====================
إن عدم فهمك لكلام الحافظ المزي مبني على عدم فهمك لقوله: " فعامته منقول من .. "
فالمراد بقوله " عامته " أي أكثره وليس كله
وقد صرح هو بذلك حيث قال:
" وما كان فيه من ذلك منقولا من غير هذه الكتب الاربعة، فهو أقل مما كان فيه من ذلك منقولا منها، أو من بعضها"
ولماذا كان أكثر النقل من هذه الأربعة؟
لأن الطالب المبتديء يعلم أن الكتاب مخصص لرواة الكتب الستة المعلومة
فهو غير مستوعب لكل الرواة
وتتمة الكتب العشرة فيها الكثير من رواة غير الكتب الستة , لذلك كانت نسبة النقل من الأربعة الأولى أكثر من نسبة النقل من تتمة الكتب العشرة
فهناك رواة لم يذكرهم الحافظ المزي لخروجهم عن شرط كتابه , ومن أراد الإطلاع على تراجمهم فيمكنه النظر في الكتب التي فيها أحوال الكثير من رواة غير الكتب الستة
وهذا واضح جدا من كلام الحافظ المزي حين قال:
وقد اشتمل هذا الكتاب على ذكر عامة رواة العلم ... ، ولم يخرج عنه منهم إلا القليل، فمن أراد زيادة اطلاع على ذلك، فعليه بعد هذه الكتب الاربعة بكتاب .....
فهل قوله " زيادة الإطلاع " يعني به أن هذه الكتب غير أساسية؟
هذا الفهم خاطئ قطعا , ويدل على ذلك صريح كلامه كما يلي:
الدليل الأول:
أن الحافظ المزي قال:
فهذه الكتب العشرة أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن.
فكيف يفسر عاقل قوله " أمهات الكتب" بأنه أراد أنها غير أساسية؟!!!!!!
الدليل الثاني:
أن عبارة " زيادة الإطلاع " قد أطلقها الحافظ المزي أيضا على الكتب الأربعة المذكورة أولا , حيث قال:
فمن أراد مراجعة شئ من ذلك أو زيادة اطلاع على حال بعض الرواة المذكورين في هذا الكتاب، فعليه بهذه الامهات الاربعة
¥