العِرَاقِيُّوْنَ و الخُرَاسَانِيُّوْنَ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى فِيْ فِقْهِ الشَّافِعِي
ـ[عبدالحميد بن صالح الكراني]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:40 م]ـ
(1) العِرَاقِيُّوْنَ: هُمُ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى فِيْ الاهْتِمَامِ بِفِقْهِ الشَّافِعِيِّ وَنَقْلِ أَقْوَالِهِ، وَيُقَالُ لَهُمْ-أَيْضَاً-: البَغْدَادِيُّوْنَ؛ لأَنَّ مُعْظَمَهُمْ سَكَنَ بَغْدَادَ وَمَا حَوْلَهَا. وَمَدَارُ طَرِيْقَةِ العِرَاقِيِّيْنَ وَكُتُبِهِمْ أَوْ جَمَاهِيْرِهِمْ -مَعَ جَمَاعَاتٍ مِنَ الخُرَاسَانِيِّيْنَ-: عَلَى الشَّيْخِ أَبِيْ حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ (ت: 406هـ) وَتَعْلِيْقَتِهِ؛ وَهُوَ: شَيْخُ طَرِيْقَةِ العِرَاقِيِّيْنَ، وَعَنْهُ انْتَشَرَ فِقْهُهُمْ، انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ المَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ بِبَغْدَادَ، وَاشْتُهِرَتْ طَرِيْقَتُهُمْ فِيْ تَدْوِيْنِ الفُرُوْعِ: بِطَرِيْقَةِ العِرَاقِيِّيْنَ. وَتَمْتَازُ طَرِيْقَةُ العِرَاقِيِّيْنَ بِأَنَّهَا: أَتْقَنُ فِيْ نَقْلِ نُصُوْصِ الشَّافِعِيِّ، وَقَوَاعِدِ مَذْهَبِهِ، وَوُجُوْهِ مُتَقَدِّمِيْ الأَصْحَابِ، وَأَثْبَتُ مِنْ نَقْلِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ غَالِبَاً.
[يُنظر: مقدمة المجموع (1/ 69)، تهذيب الأسماء (2/ 496)، الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج ص (671 - 673) مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، السنة (20)، العدد (60)، سنة: 1426هـ، ص (325 - 332)، المذهب عند الشافعية ص (94 وَمَا بَعْدَهَا)].
(2) الخُرَاسَانِيُّوْنَ: هُمُ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى بَعْدَ العِرَاقِيِّيْنَ فِيْ الاهْتِمَامِ بِفِقْهِ الشَّافِعِيِّ وَنَقْلِ أَقْوَالِهِ، وَيُقَالُ لَهُمْ-أَيْضَاً-: المَرَاوِزَةُ؛ لأَنَّ شَيْخَهُمْ وَمُعْظَمَ أَتْبَاعِهِمْ مَرَاوِزَةٌ؛ فَتَارَةً يَقَالُ لَهُمْ: الخُرَاسَانِيُّوْنَ، وَتَارَةً: المَرَاوِزَةُ، وَهُمَا عِبَارَتَانِ بِمَعْنَىً وَاحِدٍ، وَمَدَارُ طَرِيْقَةِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ: عَلَى القَفَّالِ الصَّغِيْرِ، وَهُوَ: عَبْدُاللهِ بْنُ أَحْمَدَ المَرْوَزِيُّ (ت: 417هـ)،المُتَكَرِّرُ ذِكْرُهُ فِيْ كُتُبِ مُتَأَخِّرِيْ الخُرَاسَانِيِّيْنَ؛ لأَنَّهُ الأَشْهَرُ فِيْ نَقْلِ المَذْهَبِ؛ فَهُوَ شَيْخُ طَرِيْقَةِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ، الَّذِيْ انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ المَذْهَبِ فِيْ عَصْرِهِ، فَسَلَكَ طَرِيْقَةً أُخْرَى فِيْ تَدْوِيْنِ الفُرُوْعِ، وَاشْتُهِرَتْ طَرِيْقَتُهُمْ فِيْ تَدْوِيْنِ الفُرُوْعِ: بِطَرِيْقَةِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ، وَكَانَ اشْتِهَارُهَا فِيْ القَرْنِ الرَّابِعِ وَالخَامِسِ الهِجْرِيَّيْنِ. وَتَمْتَازُ طَرِيْقَةُ الخُرَاسَانِيِّيْنَ بِأَنَّهَا: أَحْسَنُ تَصَرُّفَاً وَبَحْثَاً وَتَفْرِيْعَاً غَالِبَاً.
[يُنظر: مقدمة المجموع (1/ 69)، تهذيب الأسماء (1/ 47)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/ 182)، الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج ص (671 - 673) مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، السنة (20)، العدد (60)، سنة: 1426هـ، ص (325 - 332)، المذهب عند الشافعية ص (94 وَمَا بَعْدَهَا)]
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً اخي الكريم، وبارك فيك.
ـ[عبدالحميد بن صالح الكراني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 01:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً اخي الكريم، وبارك فيك.
جزاك الله خيراً
وفيك بارك الله
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:50 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة السنية
من أهم قضايا العلوم هو معرفة ترتيبها المنهجي والتاريخي والمعرفي، وطريقة تكون المدارس الفقهية
والسؤال الآن:
بعد هاتين الطريقتين إلى أين استقر المذهب الشافعي، هل اعتبرت الطريقتان، أو إحداهما أو استحالت الطريقتان إلى طريقة جديدة، هذا السؤال نحتاج إلى إجابة له؟
ـ[عبدالحميد بن صالح الكراني]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:26 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة السنية
من أهم قضايا العلوم هو معرفة ترتيبها المنهجي والتاريخي والمعرفي، وطريقة تكون المدارس الفقهية
والسؤال الآن:
بعد هاتين الطريقتين إلى أين استقر المذهب الشافعي، هل اعتبرت الطريقتان، أو إحداهما أو استحالت الطريقتان إلى طريقة جديدة، هذا السؤال نحتاج إلى إجابة له؟
وفيك بارك أخي الكريم؛ وسؤلك هذا متينٌ؛ وفي طياته تضمين للإجابة بطرفٍ خفيٍّ.
وإليكها من أهلها الحاذقون:
يجيب على تساؤلك الذي أوردته الإمام النووي –رحمه الله- في كتابه الشهير: روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/ 1)، فيقول:
(وكانت مصنفات أصحابنا رحمهم الله في نهاية الكثرة فصارت منتشرات، مع ما هي عليه من الاختلاف في الاختيارات، فصار لا يحقق المذهب من أجل ذلك إلا أفراد من الموفقين الغواصين المطلعين أصحاب الهمم العاليات، فوفق الله سبحانه وتعالى - وله الحمد - من متأخري أصحابنا من جمع هذه الطرق المختلفات، ونقح المذهب أحسن تنقيح، وجمع منتشره بعبارات وجيزات، وحوى جميع ما وقع له من الكتب المشهورات، وهو الإمام الجليل المبرز المتضلع من علم المذهب أبو القاسم الرافعي ذو التحقيقات، فأتى في كتابه " شرح الوجيز " بما لا كبير مزيد عليه من الاستيعاب مع الإيجاز والإتقان وإيضاح العبارات).
وأثني بمقولة ذات صلة؛ وبها مزيد فائدة؛ للإمام ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- في كتابه: تحفة المحتاج في شرح المنهاج (1/ 150):
(ودل عليه كلام المجموع وغيره وهو أن الكتب المتقدمة على الشيخين لا يعتمد شيء منها إلا بعد مزيد الفحص والتحري حتى يغلب على الظن أنه المذهب ولا يغتر بتتابع كتب متعددة على حكم واحد فإن هذه الكثرة قد تنتهي إلى واحد ألا ترى أن أصحاب القفال أو الشيخ أبي حامد مع كثرتهم لا يفرعون ويؤصلون إلا على طريقته غالبا , وإن خالفت سائر الأصحاب فتعين سبر كتبهم هذا كله في حكم لم يتعرض له الشيخان أو أحدهما , وإلا فالذي أطبق عليه محققو المتأخرين ولم تزل مشايخنا يوصون به وينقلونه عن مشايخهم وهم عمن قبلهم. وهكذا أن المعتمد ما اتفقا عليه أي ما لم يجمع متعقبو كلامهما على أنه سهو وأنى به).
عسى أن يكون في هذا النقل إجابة لسؤلك