تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم التوسل]

ـ[خالد عبدالكريم]ــــــــ[17 - 04 - 08, 10:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

يسأل الشيخ محمد الجراح رحمه الله الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله عن التوسل بالصالحين.

أجاب الشيخ عبد الرحمن ما نصه:

(حضرة الأخ الفاضل محمد بن السليمان الجراح المحترم حفظه الله ورعاه. آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم، 10 رجب سنة 1370هـ:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن صحتكم أرجو الله أن تكونوا بأتم الحالات، وصلني كتابك المكرم 26 الماضي، وسررت بصحتكم وصحة الوالد والإخوان والأصحاب، أحمد الله على ذلك وأسأله أن يتم على الجميع نعمه التوفيق لشكره وذكره وحسن عبادته، تسألون حفظكم الله عن ذكر الأصحاب رحمهم الله أنه يجوز التوسل بالصالحين والاستشفاع بهم إلى الله، ونقلهم عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال في منسكه أن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، تسألون مراد الأصحاب بذلك.

مرادهم رحمهم الله، قول الداعي في دعائه: اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد أو بجاهه أو بجاه الصالحين، فهم رحمهم الله أجازواها ولم يستحبوها، والمسألة أصلها مختلف فيها

_ فكثير من أهل العلم من الحنابلة والشافعية وغيرهم يجوزون ذلك، ومنهم من يستحب، وكلام أصحابنا يتنزل على هذا القول المجيز للتوسل بهم، وبعضهم يستحب ذلك.

_ أما القول الآخر وهو الصواب، فإنه لا يجوز التوسل بالرسول ولا بالصالحين علة هذا الوجه المذكور، وهذا القول أصح دليلا فإن الله تعالى قال: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} فالتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته هو المشروع، وكذلك ينعمه على العبد، كالتوسل بالإيمان في قول أولى الألباب {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان ... } الآية، فتوسلوا إلى الله بإيمانهم ومنة الله عليهم بذلك، وكما توسل أصحاب الغار بما من الله به عليهم بالأعمال الصالحة، فهذا من أفضل الوسائل، وهذا الباب مشروع بالإجماع

وأما التوسل بالذوات فهذا لم يرد من النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، ولو كان جائزا أو مشروعا لكان الصحابة رضي الله عنهم أولى الناس بذلك، ولكنهم رضي الله عنهم تصيبهم النوائب فلا يقول أحد مهم اللهم إني أسألك بجاه نبيك، أو بحق نبيك، أو نحو ذلك

بل لما استسقى عمر بالعباس قال: " اللهم إنا منا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا " أي لما كان النبي صبى الله عليه وسلم نأتي إليه ونطلب من أن يدعو الله لنا " وإنا نستسقي إليك بعم نبيك، قم يا عباس فادع الله " فهذا هو المشروع أن يقدم الرجل الصالح، خصوصا إذا كان من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو والناس يؤمنون فالإشتراك في الدعاء ومباشرة الصالحين الأولياء الدعاء أقرب الوسائل إلى الله وأنجحها

فا تضح بما ذكرناه أن مراد الأصحاب رحمهم الله الجريان على القول الأول وهو كما ترى ضعيف) انتهى، والله أعلم

من كتاب عالم الكويت وفقيهها وفرضيها الشيخ محمد بن سليمان الجراح سيرته ومراسلاته وآتاره العلمية. تأليف وليد الميس ص114

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 04 - 08, 12:56 م]ـ

هذا كقول القائل اللهم إني أسألك بعمل فلان من الناس أن تغفر لي مثلا، وهذه المسألة كما ذكر الشيخ السعدي رحمه الله مختلف فيها، كالسؤال بجاة النبي صلى الله عليه وسلم، ورجح الشيخ المنع من ذلك.

ولكن عددا من الناس من المتصوفة وغيرهم يخلطون بين هذه المسألة وبين التوسل بذوات الصالحين وجعلهم وسائط في الاستغاثة ونحوها، ثم يشوشون على الناس بها ويحسبون أنهم على شيء، فعملهم هذا مثل عمل الكاهن الذي يسمع الكلمة من الحق ثم يضيف لها مائة كذبه.

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في جوابه على سؤال وجه إليه هذا نصه:

السؤال:

العاشرة - قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالشيوخ والعلماء المتّقين، وقوله: يجوز أن يُسْتَشْفَع إلى الله برجل صالح، وقيل:

يستحب، قال أحمد: إنه يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه؛ وقال أحمد وغيره في قوله عليه السلام: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" الاستعاذة لا تكون بمخلوق، فما معنى هذا الكلام؟ وما العمل عليه منهما أم على قوله فما المعنى؟ وقولهم في الشرح: قال إبراهيم الحربي: الدعاء عند قبر معروف الترياق المجرَّب، فما معنى هذا الكلام؟ قال في الفروع: قال شيخنا: قصدُه الدعاءَ عنده رجاءَ الإجابة بدعةٌ لا قربة باتفاق الأئمة، فما معنى هذا الكلام؟

الجواب:

العاشرة - قولهم في الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين: وقول أحمد: يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جداً، وليس الكلام مما نحن فيه، فكون بعضٍ يرخِّص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصُّه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء ينهي عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور إنه مكروه فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، لكن إنكارنا على من دعا المخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى، ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وإعطاء الرغبات فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً، ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو (إلا) الله مخلصاً له الدين، فأين هذا مما نحن فيه؟ أهـ

مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب (2/ 41) ط 1، دار القاسم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير