تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مشروعية الدرس قبل صلاة الجمعة و الرد على من زعم أنه بدعة]

ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:04 ص]ـ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه أجمعين.

شدد بعض العلماء في حكم الدرس الذي يقام في بعض البلدان يوم الجمعة قبل الصلاة. حتى ذهب فيه مذهبا عنيفا، و انتهج فيه مسلكا مصادرا، خالف فيه القواعد و الأصول؛ فشنع و بالغ، و أنكر إلى حد التأثيم و التبديع.

و لما كانت المسألة بهذه الحساسية و الخطر، و ما يترتب عن القيل فيها من أثر. خاصة و أن بعض المنكرين لها - كالشيخين الألباني و العثيمين رحمهما الله - لهما وقع في النفوس، و منزلة في القلوب تجعل ما يصدر عنهما أمرا غالبا. فإني رأيت أن أعرض فتواهما كاملة من غير تنقيص، حتى يتسنى النظر للمتأمل، و يمكن من التبصر كل متعلل. ثم يكون الرد بما يناسب المقام، و الجواب على قدر ما يفتح به الملك العلام.

أولا: فتوى الألباني رحمه الله:

فقد سئل الشيخ الألباني - رحمه الله - عن حكم الإجتماع للدرس يوم الجمعة قبل صلاة الجمعة؟

فأجاب:

الذي نعتقده و ندين الله به أن هذه العادة التي سرت في بعض البلاد العربية و هي: أن ينتصب أحد المدرسين أو الخطباء ليلقي درساً، أو كلمةً، أو موعظةً، قبل أذان الجمعة بنصف ساعة أو ساعة من الزمان. هذا لم يكن من عمل السلف الصالح - رضي الله عنهم -، هذا من جهة. و من جهة أخرى فمن المعلوم لدى علماء المسلمين قاطبة أن هناك أحاديث صحيحة تأمر المسلمين بالتبكير للحضور إلى المسجد الجامع يوم الجمعة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام: " من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة و من راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة وهكذا حتى ذكر الكبش والدجاجة والبيضة"، ومما لا شك فيه أن حض النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين على التبكير في الرواح يوم الجمعة إلى المسجد الجامع ليس هو لسماع الدرس و إلقائه؛ و إنما هو للتفرغ في هذا اليوم لعبادة الله - عز وجل – و لذكره، و تلاوة كتابه، و بخاصة منه سورة الكهف، و الجلوس للصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - تحقيقاً لقوله في الحديث الصحيح و المروي في السنن و غيرها ألا وهو قوله - عليه السلام - " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم تبلغني " قالوا: كيف ذلك و قد أرمت؟ قال: " إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ".

و قد ثبت أيضاً في أحاديث كثيرة مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت تطبيق الصحابة لتلك الأحاديث هو أن أحدهم كان يأتي إلى المسجد يوم الجمعة فيصلي ما بدا له إيماناً وتحقيقاً لقوله - عليه السلام - " من غسل يوم الجمعة و اغتسل و بكر و ابتكر ثم صلى ما بدا له – و في رواية: ما كتب الله له - غفر له ما بينه و بين الجمعة التي تليها ".

فهذه هي وظائف الجمعة لكل مسلم يأتي يوم الجمعة، فإذا انتصب المدرس يوم الجمعة كما هو مشاهد في بعض البلاد العربية اليوم فهو يصد الناس عن كل هذه العبادات و الطاعات بسبب تشويشه على هؤلاء الآتين للمسجد و الذين أقل ما يفعله أحدهم أن يصلي ركعتين تحية المسجد يوم الجمعة، فحينئذ يكون هذا المدرس مشوشاً و مبدّداً للقائمين بمثل هذه الصلاة التي لا بد منها وهما ركعتا تحية المسجد فضلاً عمن أراد أن يتطوع بأكثر من ركعتين كما سبق الإشارة لحديث الرسول - عليه السلام - في قوله: " ثم صلى ما بدا له - أو - كتب الله له ". و قد ثبت عن بعض الصحابة كابن مسعود و غيره بأنهم كانوا يصلون أربعاً، ستاً، و ثمانياً، فهؤلاء كيف يصلون إذا أرادوا أن يحيوا هذه السنة التي أماتها الناس، و هناك صوت المدرس يلعلع و يشوش على هؤلاء المتعبدين و المصلين و قد جاء في الحديث الصحيح قوله - عليه السلام - «يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة»

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير