ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:34 ص]ـ
وقال ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح ص 38
(0000وقال في صفة النار (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها)
بغير واو
فقالت طائفة هذه (واو الثمانية) دخلت في أبواب الجنة لكونها ثمانية وأبواب النار سبعة فلم تدخلها الواو
وهذا قول ضعيف لا دليل عليه ولا تعرفه العرب ولا أئمة العربية وإنما هو من استنباط بعض المتأخرين
وقالت طائفة أخرى الواو زائدة والجواب الفعل الذي بعدها كما هو في الآية الثانية
وهذا أيضا ضعيف فإن زيادة الواو غير معروف في كلامهم ولا يليق بأفصح الكلام أن يكون فيه حرف زائد لغير معنى ولا فائدة
وقالت طائفة ثالثة الجواب محذوف وقوله (وفتحت أبوابها) عطف على قوله (جاؤوها) وهذا اختيار أبي عبيدة والمبرد والزجاج وغيرهم
قال المبرد وحذف الجواب أبلغ عند أهل العلم قال أبو الفتح بن جني وأصحابنا يدفعون زيادة الواو ولا يجيزونه ويرون أن الجواب محذوف للعلم به) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:51 ص]ـ
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (2/ 401)
(وهذه الطريقة تريحك من دعوى زيادة الواو ومن دعوى كونها واو الثمانية
لأن أبواب الجنة ثمانية فإن هذا لو صح فإنما يكون إذا كانت الثمانية منسوقة في اللفظ واحدا بعد واحد فينتهون إلى السبعة ثم يستأنفون العدد من الثمانية بالواو وهنا لا ذكر للفظ الثمانية في الآية ولا عدها فتأمله على أن في كون الواو تجيء للثمانية كلام آخر قد ذكرناه في ((الفتح المكي)) وبينا المواضع التي ادعى فيها أن الواو للثمانية) انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (3/ 559)
فصل
واو الثمانية
الكلام على واو الثمانية
قولهم إن الواو تأتي للثمانية ليس عليه دليل مستقيم
وقد ذكروا ذلك في مواضع فلنتكلم عليها واحدا واحدا
الموضع الأول:
قوله تعالى (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر)
فقيل الواو في والناهون واو الثمانية لمجيئها بعد استيفاء الأوصاف السبعة وذكروا في الآية وجوها آخر
منها أن هذا من التفنن في الكلام أن يعطف بعضه ويترك عطف بعضه ومنها أن الصفات التي قبل هاتين الصفتين صفات لازمة متعلقة بالعامل وهاتان الصفتان متعديتان متعلقتان بالغير فقطعتا عما قبلهما بالعطف ومنها أن المراد التنبيه على أن الموصوفين بالصفات المتقدمة هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر وكل هذه الأجوبة غير سديدة
وأحسن ما يقال فيها أن الصفات إذا ذكرت في مقام التعداد فتارة يتوسط بينها حرف العطف لتغايرها في نفسها وللإيذان بأن المراد ذكر كل صفة بمفردها وتارة لا يتوسطها العاطف لاتحاد موصوفها وتلازمها في نفسها وللإيذان بأنها في تلازمها كالصفة الواحدة وتارة يتوسط العاطف بين بعضها ويحذف مع بعض بحسب هذين المقامين
فإذا كان المقام مقام تعداد الصفات من غير نظر إلى جمع أو انفراد حسن إسقاط حرف العطف وإن أريد الجمع بين الصفات أوالتنبيه على تغايرها حسن إدخال حرف العطف
فمثال ألأول (التائبون العابدون الحامدون) وقوله (مسلمات مؤمنات قانتات تائبات)
ومثال الثاني قوله تعالى (هو الأول والآخر والظاهر والباطن)
وتأمل كيف اجتمع النوعان في قوله تعالى (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول)
فأتي بالواو في الوصفين الأولين
وحذفها في الوصفين الآخرين
لأن غفران الذنب وقبول التوب قد يظن أنهما يجريان مجرى الوصف الواحد لتلازمهما فمن غفر الذنب قبل التوب فكان في عطف أحدهما على الآخر مايدل على أنهما صفتان وفعلان متغايران ومفهومان مختلفان لكل منهما حكمه أحدهما يتعلق بالإساءة والإعراض وهو المغفرة والثاني يتعلق بالإحسان والإقبال على الله تعالى والرجوع إليه وهو التوبة فتقبل هذه الحسنة وتغفر تلك السيئة
وحسن العطف ههنا هذا التغاير الظاهر وكلما كان التغاير أبين كان العطف أحسن ولهذا جاء العطف في قوله (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) وترك في قوله (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن) وقوله (الخالق الباريء المصور)
¥