[الاستحسان في اللغة ..... من لطائف العلم]
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 11:41 م]ـ
معلوم أن الاستحسان من الأدلة المختلف فيها فقهاً ....
فماذا عن الاستحسان في اللغويات!!!
قال الخليل في العين: " الأحجار: جمع الحَجَر. والحِجارة: جمع الحَجَر أيضاً على غير قياس، ولكن يجوز الاستحسان في العربية كما أنه يجوز في الفقه، وترك القياس له كما قال [الأعشى؛ يمدح قوماً]:
لا ناقصي حسَبٍ ولا .... أيدٍ إذا مُدَّت قِصاره
ومثله المِهارة والبِكارة والواحدةُ مُهْرٌ وبَكْرٌ "اهـ، من العين، للخليل، وانظر: اللسان، لابن منظور (4/ 165).
قلت: وقوله: "وترك القياس له": أي لأجل الاستحسان.
وعقد ابن جني في "خصائصه" باباً في الاستحسان في اللغة، قال في فاتحته: "وجِماعُه أن علته ضعيفة غير مستحكمة، إلا أن فيه ضرباً من الاتساع والتصرف. من ذلك تركك الأخف إلى الأثقل من غير ضرورة، نحو قولهم: الفتوى، والبقوى، والتقوى، والشروى، ونحو ذلك .. "اهـ
قلت: يريد أن الأصل في هذه الألفاظ الأربع الياء، فأصلها: الفتيا، والبقيا، والتقيا، والشريا.
ثم قال بن جني: " ألا ترى أنهم قلبوا الياء هنا واواً من غير استحكام علةٍ أكثر من أنهم أرادوا الفرق بين الاسم والصفة. وهذه ليست علة معتدة، ألا تعلم كيف يشارك الاسم الصفة في أشياء كثيرة لا يوجبون على أنفسهم الفرق بينهما فيها "اهـ[الخصائص، لابن جني]
لكن الأزهري صاحب تهذيب اللغة منع الاستحسان في اللغة، وأجاب عن جمع الحجَر على حِجارة: بأن العرب تدخل الهاء في كل جمعٍ على فِعال أو فُعول [انظر: اللسان، لابن منظور (4/ 165)]
""""""""""""""
هذا من تورارد أهل الفقه واللغة طُرَّاً على بعض الأصول، وهو من لطائف العلم.
والله تعالى أعلى وأعلم ...
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[20 - 09 - 05, 12:49 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 06, 03:59 ص]ـ
لا وجه لمنع الاستحسان في اللغة لأنه ليس المقصود به إدخال ما ليس من لغة العرب في كلامهم
بل الظاهر من صنيعهم (الخليل وابن جني وغيرهما) أن الاستحسان المقصود به استحسان العرب أنفسهم في ترك أصل إلى غيره لخفة النطق به أو غير ذلك من أوجه الاستحسان.
ولم يقل أحد من أهل اللغة إن للمتأخر أن يستحسن فيغير لغة العرب كما يحلو له.
هذا للتنبيه؛ لأن بعض الناس قد يفهم ما ذكر هنا خطأ، والله أعلم.