هل (المجاز) من قسم التأويل البدعي أصلاً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[18 - 12 - 03, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل (المجاز) في أصله من قبيل التأويل المبتدع
وليس من التأويل في معنييه الشرعيين .. ؟
شكر الله لكم إفادتكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 12 - 03, 06:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عند من لايقول بالمجاز
فلا وجود له أصلا، وليس له أصل، وعند من يقول به فهو مصطلح يستعمل في الأصل لأمر معين ثم أصبح يسمى به شيء آخر، فيسمون الأول حقيقة والثاني مجاز
وعلى القول به قد يدخل في التأويل البدعي إذا صرف اللفظ عن ظاهره لغير قرينة، مثل من يقول إن معنى محبة الله يعني إرادة الإنعام فهذا زيغ وضلال والعياذ بالله
فعلى هذا قد يقال إن القول بالمجاز مصطلح اصلح عليه أهل اللغة، فإن استعمل في صرف اللفظ عن ظاهره لغير قرينة صحيحة فهو بدعي، فهو في أصله محتمل للحق والباطل، والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 12 - 03, 09:56 م]ـ
استفدنا من بعض مشايخنا أن مايسمى بالمجاز قد يكون تأويلاً صحيحاً ولكن إذا توافرت فيه شروط ثلاثة:
1 - أن يمتنع المعنى الحقيقي.
2 - أن توجد قرينة صارفة (صحيحة) وهذا القيد الأخير مهم.
3 - أن يحتمل السياق ذلك المعنى المأول الذي صرف إليه اللفظ.
وهذا باتفاق العقلاء سنيهم وأشعريهم بل حتى المعتزلة، غير أن أهل البدع يقيسون الخلق بالخالق فيحكمون بامتناع المعنى الحقيقي، ثم يأولون بقرائن عقلية واهية يعتقدون أنها صارفة للمعنى الحقيقي.
أما من يقول بعدم جواز المجاز حتى في اللغة -وهو قول قوي له وجهه وحسبك أن قال به شيخ الإسلام- فلا ينكرون أن يكون ذاك أسلوب مستخدم موجود في لغة العرب، ولكن هل يطلق عليه مجاز على اصطلاح المتأخرين أو لا؟ هم ينازعون في ذلك ويقولن الظاهر والمتبادر لايقتضى صرفاً عن الظاهر.
هكذا درسنا، ثم وجدت هذه المعاني مبثوثة في الجزء المطبوع من الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لشمس الدين ابن قيم الجوزية.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 10:19 م]ـ
إني منتفع بما تكتبونه حفظكم الله تعالى
ـ[مهداوي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 10:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)
قد خاطب القرآن العرب بلغتهم فكان أمرا طبيعيا أن يستخدم أساليبهم في التعبير والبيان، ومن ضمنها "المجاز"، والقول بنفي المجاز "مطلقا" من القرآن الكريم قول ممجوج لا ينشرح له صدر عربي سليم اللسان يقرؤ القرآن أو يسمعه.
وإنكار شيخ الإسلام كان على المبتدعة الذين جعلوا "المجاز" قسيما "للحقيقة"، وجاءوا بهذا التقسيم لنفي صفات الله عز وجل، فهو لم ينكر المجاز مطلقا، فلم ينكره بمعنى التشبيه والاستعارة والكناية وغير ذلك. ولكنه يقول إن المجاز أيضا يراد به الحقيقة فلا يمكن أن يكون مقابلا لها، فمثلا قولنا "إنك أسد أو نمر" هذا مجاز، ولكنه يدل على حقيقة وهي الشجاعة مثلا. وإلا كان المجاز كذبا!
وطبعا يتضح المقصد من هذا التقسيم الذي ابتدعه المتكلمون، فهم يوظفونه لتأويل الغيبيات وصفات الله سبحانه وتعالى.
نفعنا الله بعلمكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 12 - 03, 02:18 ص]ـ
أخي الفاضل مهدواي ..
بغض النظر عن الراجح، لكن شيخ الإسلام ينفي وجود المجاز وقد قرر نفيه هذا في غير موضوع.
وقد نص مشايخنا على نقل ذلك عنه، وممن نص على ذلك وانتصر له الشنقيطي -صاحب أضواء البيان- في رسالة أسماها عدم جواز المجاز، وكلام ابن تيمية أوضح من الشمس في نفيه المجاز في كتابه القيم (الإيمان).
ولايعني ذلك انكار وجود أسليب بيان في اللغة ولكن هل يصح أن يطلق عليها مصطلح المجاز والذي يقرر من ينكره بأنه قد عرف متأخراً (أول ما جاء على لسان الجاحظ المعتزلي).
هذا وأنبه إلى أن لفظ المجاز قديم إطلاقه ولكنهم لم يكونوا يعنون به المعنى الاصطلاحي الذي عرف بعد الجاحظ وأشياعه.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 12 - 03, 03:20 ص]ـ
الاخ الكريم , كما ذكر اخونا الفاضل حارث همام ان انكار ابن تيمية رحمه الله تعالى للمجاز أوضح من الشمس في رابعة النهار.
وقد نص على هذا كثيرا كثيرا وقد تبعه تلميذه ابن القيم رحمه الله في مواضع كثيرة ولكن الذي البس على البعض هو كلام مشتبه للشيخ رحمه الله في الرسالة المدنية وغيرها وهذا ليس بمعارض له وقد سبق بحث هذا الامر في هذا الملتقى في أحد المواضيع.
ولا اخفيك ان قول شيخ الاسلام فيه دليل على جبروت فكري و قوة عقلية وعمق معرفي في النظر والاستدلال وكلامه قوى لكن ليس بسالم من المعارض في كل موضع اذ ان بعض االاسماء من الواضح الصريح انها نسجت على غير ما اطلقه العرب عليه فهذا قد يضعف فيه كلام الامام شيخ الاسلام اما غالب الاسماء في اللغة فكلام شيخ الاسلام يصح فيها.
وقد سبق الشافعي رحمه الله شيخ الاسلام في الاشارة الى هذا الامر كما في الرسالة.
¥