تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أثر علم "العلل" على علم "اللغة" (للمذاكرة)]

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - 07 - 03, 02:17 ص]ـ

مسألة الاحتجاج بالحديث في اللغة قديمة حديثة،وليس غرضي هنا بحث المسألة فقد قتلت (رحمها الله)،ولكن غرضي هنا التنبيه على أمر عجيب في أثر علم العلل على علم اللغة،وبيان ذلك:

أننا نجد كثيرا من أهل العلم ـ وخاصة من المتأخرين والمعاصرين ـ يتعقبون على بعض أئمة اللغة في نفيهم صحةَ كلمةٍ ما،وما السبب يا ترى؟!

السبب: أنه وقع في بعض طرق البخاري،أو مسلم،فضلاً عن غيرها من الكتب التي هي دونها في الصحة بمراتب،وقع فيها ذكر هذه اللفظة!!

هنا يتدخل علم العلل!!

كيف!!

يأتي دور المحدث ـ من خلال جمع الطرق ـ ليبين الاختلاف على الراوي في تلك اللفظة،وهل اتفق الرواة عليها أم لا؟ (هنا يفترض أن الرواة كلهم حفاظ ثقات)،فإن اتفقوا صحّ التعقب على ذلك الإمام من أئمة اللغة فيها.

أما إذا اختلف الرواة على شيخهم (سواء كان هذا الاختلاف من التلاميذ أو من الشيخ نفسه) فلا يحسن الاعتراض على ذلك الإمام،لسببين قويين:

السبب الأول: أن الرواية بالمعنى حصل فيها توسع كثير،وهذا لا يستريب فيه أدنى من له نظر في كتب السنة،وعلى رأسها الصحيحيان.

السبب الثاني: دخول العجمة على الناس،فضلا عن كون جملة كبيرة من الرواة هم من العجم أصلاً.

وخلاصة البحث: عدم التعجل في التعقب على أئمة اللغة الكبار إلا بعد جمع الطرق،والتأكد من كون الكلمة محفوظة مضبوطة،لم يتطرق إليها احتمال الرواية بالمعنى،أو تصرف الرواة،هذا مدخل علم العلل وأثره في علم اللغة .... فسبحان الله!! ما أجله من علم!! وما أشرفه من علم!!

وهذه أيضاً من درر شيخنا العالم الجليل أبي عمر د. إبراهيم اللاحم،حفظه ربي وبارك في علمه وعمله،وإنما كان دوري هو ترتيب الكلام وعرضه،فمن كان له مداخلة تثري الموضوع فهذا حسن.

ومما دعاني لطرق هذا الموضوع أن بعض الفضلاء ـ حينما يأتي الحديث عن أصول اللهجات العامية عندنا في القصيم أو نجد أو عموم الجزيرة العربية ـ تجده يعمد إلى أحد هذه الألفاظ التي وردت فيجعلها أصلاً.

ولست متشدداً لأطلب إسناداً حتى للكلام،ولكن مقام التحقيق والبحث يقتضي التثبيت،على مقولة: ثبت العرش ثم انقش.

والله تعالى أعلم.

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - 07 - 03, 02:44 ص]ـ

هل يتكرم المشرف بتثبيت هذا الموضوع بعض الوقت،لأهميته وطرافته،لننظر في ما ينحفنا به الإخوة الكرام؟!

ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[03 - 07 - 03, 03:30 ص]ـ

لله درك فضيلة الشيخ / عمر المقبل

- بارك الله بعلمكم ونفعنا به وسائر المسلمين - آمين -

وأضم صوتي الى صوتك

رزقنا الله فطنة مثل فطنتك - آمين -

ـ[علي الأسمري]ــــــــ[03 - 07 - 03, 10:17 ص]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (2\ 71): وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ. كما قال الإمام أحمد بن حنبل: «إياك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام».

فهل خالف ابن تيمية قوله باستدراكاته على سيبويه

ياشيخ عمر

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - 07 - 03, 09:06 م]ـ

يبدو أنك أخي علي خلطت بين علم النحو وعلم اللغة،وكلامي واضح في اللغويات،أما مسائل النحو فالأمر فيها ـ من حيث إعرابها وتصريفها ـ أسهل،وما المثل المشهور عن حجة النحاة عنك ببعيد.

ولا أعرف الآن نوعية الاستدراك الذي استدركه ابن تيمية على سيبويه،ولكن الظاهر أنه في النحويات لا في اللغويات،وإن كان عندك شيء أفدناجزيت خيراً.

وموضوع الاستدراك وارد،وكل يؤخذ من وقله ويترك إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام.

أرجو أن يكون الأمر قد اتضح ...... يا شيخ علي.

بقي أن تجيبني على هذا السؤال:

ما الرابط بين مقولة أحمد،وبين استدراك ابن تيمية على سيبيويه؟؟ ‍‍‍‍!!

انتظر الجواب.

ـ[المحقق]ــــــــ[03 - 07 - 03, 11:33 م]ـ

الأخ عمر هذه المسألة كنا قد بحثناها و ناقشناها مع جمع من أهل العربية، و للدكتور الدالي بحث فيها في مجلة مجمع اللغة بدمشق، لا أذكر موضعه ..

و خلاصة رأيي فيها: أن اللفظ الوارد في الحديث حجة في العربية بشرط تأكد ثبوته و أن النبي صلى الله عليه و سلم قاله و نطق به؛ و ذلك أن اللفظ الوارد مرتبط بأمور:

الأول: اختلاف الرواة فيه و هذا من خصوصيات علم العلل، فإذا تبين اللفظ الثابت فهو ذاك، و إذا لم يختلفوا فالأصل الاحتجاج به، إلا إذا كان الراوي الذي يرجع إليه الحديث أعجمي الأصل و كان معروف الرواية بالمعنى و هو الأمر الثاني.

الثاني: أن كثيرا من الرواة العرب و العجم منهم يروون على المعنى، فإذا كان الراوي معروفا عنه الإتيان بالأحاديث بألفاظها دون تصرف، فهذا موضع احتجاج، و لذلك تجد في كتب الرجال قولهم في بعض الرواة: و كان يؤدي الألفاظ أو يأتي بها .. و في بعضهم كان يغير الألفاظ ..

و الثالث: استعمال اللغة الفصيحة مرجحا بين جهات الخلاف في ألفاظ الحديث

المهم الاحتجاج بلفظ حديث في الاعتراض على قاعدة أو تقييدها أو نقل لفظ من العامية إلى الفصحى يحتاج إلى تثبت كبير ..

و أذكر هنا:

أن لفظة أعزب كان قد عدها بعضهم غير فصيحة و أنها من العامية كما صنع ابن قتيبة في أدب الكاتب .. و قد اعترض بكر أبو زيد حفظه الله على هذا في معجم المناهي فيما أذكر بأن أعزب لفظة فصيحة و احتج بما وقع في الصحيحين: ليس في الجنة أعزب،،و في غيره ..

الشاهد من هذا: أن نفس الحديث المستدل به عند بكر وقع في بعض طرقه: ليس في الجنة عزب، و كذا حديث ابن عمر: وهو شاب عزب ..

فهنا أنت بين واحد من الأمرين، هل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعزب أو عزب؟؟

الذي أراه أن ما وافق العربية الفصحى هو الأقرب لغة للنبي صلى الله عليه و سلم لأنه الموافق لإحدى جهتي الخلاف في الحديث.

و يحضرني كثير غيرها لكن الوقت لا يسمح لي الآن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير