تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما قولكم في إعراب هذا البيت؟]

ـ[عيسى الحوراني]ــــــــ[03 - 06 - 05, 10:30 م]ـ

إنّ هندُ المليحةُ الحسناءَ وأيَ مَنْ أضمرتْ لِخلٍّ وفاءَ

ـ[أبو حازم السنيدي]ــــــــ[04 - 06 - 05, 05:51 م]ـ

يجيبك ابن هشام في المغني:

– قد تقع الهمزة فعلاً، وذلك أنّهم يقولون " وَأى " بمعنى وَعَدَ، ومضارعه " يَئِي " بحذف الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، كما تقول: وَفَى يَفِي، وَ وَنَى يَنِي، والأمر منه إه، بحذف اللام [للأمر] وبالهاء للسكت في الوقف، وعلى ذلك يتخرّج اللّغز المشهور، وهو قوله:

إنَّ هِنْدُ المَلِيحَةُ الحَسنَاءَ ... وَأْيَ مَنْ أضْمَرَتْ لِخِلٍّ وَفَاءَ

فإنَّه يقال: كيف رُفِعَ اسم إنَّ وصفته الأولى؟

والجواب:

أنَّ الهمزة فعلُ أمر، والنون للتّوكيد، والأصلُ إينَّ بهمزة مكسورة، وياء ساكنة للمخاطبة، ونون مشددة للتّوكيد، ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنةً مع النون المدغمة كما في قوله:

لَتَقْرَعِنَّ عَلَيَّ السِّنَّ مِنْ نَدَم ... إذَا تَذَكَّرْتِ يَومًا بَعْضَ أخْلاَقِي

وهندُ: منادى مثل (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا)،

والمليحةُ: نعتٌ لها على اللفظ كقوله:

* يا حَكمُ الوارثُ عن عبدِالملكْ *

والحسناءَ: إمّا نعت لها على الموضع، كقول مادح عمر بن عبدالعزيز …:

يَعُودُ الفضلُ منكَ عَلَى قُرَيشٍ ... وتَفرُجُ عَنهمُ الكُرَبَ الشِّدَادَا

فَمَا كَعْبُ بنُ مَامَةَ وابنُ سُعْدَى ... بأجْوَدَ مِنْكَ يَا عُمَرُ الجَوَادَا

وإمّا بتقدير أمدح، وإمّا نعت لمفعول به محذوف، أي عِدِي يا هند الخلّةَ الحسناءَ، وعلى الوجهين الأولين فيكون إنّما أمَرَها بإيقاع الوعد الوفي، من غير أنْ يعيّن لها الموعود.

وقوله " وَأيَ ": مصدرٌ نوعيٌّ منصوب بفعل الأمر، والأصل وَأيًا مثل وَأيَ مَن، ومثله (فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ).

وقوله " أضمرت ": بتاء التأنيث محمول على معنى مَنْ، مثل " مَنْ كانت أمّك؟ ".

المصدر: معني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام، تحقيق عبد الحميد، المكتبة العصرية 1422هـ، ج1، حرف الألف، ص26.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير