تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لطائف المناظرات في اللغة والأدب - للمشاركة]

ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 05 - 05, 03:50 م]ـ

الحمد لله،

من طرائف العلم وملحه - على فائدة علمية فيها لا تخفى - جمع المناظرات اللغوية والنحوية والأدبية، التي تنتثر في كتب اللغة والأدب.

وهذه بداية مني، والأمل معقود على مشاركات الأحبة.

1 - مسألة الزنبور بين سيبويه والكسائي:

وهذه أشهر المناظرات النحوية فيما أعلم.

في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري (2/ 703):

... وذلك أنه لما قدم سيبويه على البرامكة فطلب أن يجمع بينه وبين الكسائي للمناظرة حضر سيبويه في مجلس يحيى بن خالد وعنده ولداه جعفر والفضل ومن حضر بحضورهم من الأكابر فأقبل خلف الأحمر على سيبويه قبل حضور الكسائي فسألة عن مسألة فأجابه سيبويه فقال له الأحمر أخطأت ثم سأله عن ثانية فأجابه فيها فقال له أخطأت ثم سأله عن ثالثة فأجابه فيها فقال له أخطأت فقال له سيبويه هذا سوء أدب

قال الفراء فأقبلت عليه وقلت إن في هذا الرجل عجلة وحدة ولكن ما تقول في من قال هؤلاء أبون ومررت بأبين كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أويت فقدر فأخطأ فقلت أعد النظر فقدر فأخطأ فقلت أعد النظر فقدر فأخطأ ثلاث مرات يجيب ولا يصيب فلما كثر ذلك عليه قال لا أكلمكما أو يحضر صاحبكما حتى أناظره

قال فحضر الكسائي فأقبل على سيبويه فقال تسألني أو أسألك فقال بل تسألني أنت فأقبل عليه الكسائي فقال كيف تقول كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو فإذا هو إياها فقال سيبويه فإذا هو هي ولا يجوز النصب فقال له الكسائي لحنت ثم سأله عن مسائل من هذا النحو نحو: خرجت فإذا عبد الله القائم أو القائم فقال سيبويه في ذلك بالرفع دون النصب فقال الكسائي ليس هذا من كلام العرب والعرب ترفع ذلك كله وتنصبه فدفع ذلك سيبويه ولم يجز فيه النصب

فقال له يحيى ابن خالد قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن ذا يحكم بينكما فقال له الكسائي هذه العرب ببابك قد اجتمعت من كل أوب ووفدت عليك من كل صقع وهم فصحاء الناس وقد قنع بهم أهل المصرين وسمع أهل الكوفة والبصرة منهم فيحضرون ويسألون فقال له يحيى وجعفر قد أنصفت وأمر بإحضارهم فدخلوا وفيهم أبو فقعس وأبو زياد وأبو الجراح وأبو ثروان فسئلوا عن المسائل التي جرت بين الكسائي وسيبويه فوافقوا الكسائي وقالوا بقوله فأقبل يحيى بن سيبويه فقال قد تسمع

وأقبل الكسائي على يحيى وقال أصلح الله الوزير إنه وفد عليك من بلده مؤملا فإن رأيت أن لا ترده خائبا فأمر له بعشرة آلف درهم فخرج وتوجه نحو فارس وأقام هناك ولم يعد إلى البصرة

ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 05 - 05, 03:56 م]ـ

2 - بين اليزيدي والكسائي:

سأل أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي النحوي، الكسائيَّ عن قول الشاعر:

ما رأينا خرباً نقَّر عنه البيضَ صَفْرُ

لا يكون العير مُهراً لا يكونُ، المُهرُ مهرُ

فقال الكسائي: يجب أن يكون المهر منصوبا على أنه خبر كان وفي البيت على هذا التقدير إقواء.

وقال اليزيدي: بل الشعر صواب، لأن الكلام قد تم عند قوله (لا يكون) الثانية، وهي مؤكدة للأولى، ثم استأنف فقال: (المهر مهر). ثم ضرب بقلنسوته وقال: أنا أبو محمد.

وكان بحضرة الخليفة، فقال يحيى البرمكي: أتكتني بحضرة أمير المؤمنين؟ والله إن خطأ الكسائي مع حسن أدبه لأحسن من صوابك مع سوء أدبك.

فقال اليزيدي: إن حلاوة الظَّفر أذهبت عني التحفظ.

(طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (3/ 142))

ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 05 - 05, 10:02 م]ـ

3 - بين الكسائي وابن الأعرابي:

ومن ذلك إنكار الأصمعيّ على ابن الأعرابيّ ما كان رواه ابن الأعرابيّ لبعض ولد سعيد بن سَلْم بحضرة سعيد بن سلم لبعض بني كلاب:

(سمين الضواحي لم تؤرّقه ليلة ... وأنعم أبكار الهموم وعُونا

فرفع ابن الأعرابيّ (ليلة) ونصبها الأصمعيّ وقال: إنما أراد: لم تؤرّقه أبكار الهموم وعُونها ليلةً وأنعم أي زاد على ذلك. فأُحضر ابن الأعرابيّ وسئل عن ذلك فرفع (ليلة) فقال للأصمعيّ لسعيد: من لم يحسن هذا القدر فليس بموضع لتأديب ولدك فنحَّاه سعيد فكان ذلك سبب طعن ابن الأعرابيّ على الأصمعيّ.

من الخصائص لابن جني (3/ 306)

ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 05 - 05, 10:06 م]ـ

4 - الفردوس:

وقال أبو الحسن لأبي حاتم: ما صنعت في كتاب المذكّر والمؤنّث قال: قلت: قد صنعتُ فيه شيئا.

قال: فما تقول في الفردوس

قال: ذكر.

قال: فإن الله - عزّ وجلّ - يقول: (الفِرْدَوْسَ هُمْ فيها خالدون)

قال: قلت: ذهب إلى الجنَّة فأنَّث.

قال أبو حاتم: فقال لي التوّزي: يا عاقل! أما سمعت قول الناس: أسألك الفردوس الأعلى

فقلت: يا نائم: الأعلى هنا أفعل لا فَعْلَى!

قال أبو الفتح (أي المؤلف ابن جني): لا وجه لذكره هنا لأن الأعلى لا يكون أبدا فعلى

من الخصائص أيضا (3/ 309)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير