إن كثيرا من الأساتذة يخطئون في أمر الأعداد من ثلاثة إلى عشرة، فيقولون هذه الأعداد تُذكر مع المؤنث وتؤنث مع المذكر
لقد قررت خطأ ونسبته إلى كثير من الأساتذة، ولا أدري أيدخل فيهم ابن هشام الأنصاري (761هـ)
وهو يقول: (القسم الثاني ما يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث دائما وهو الثلاثة والتسعة وما بينهما سواء كانت مركبة مع العشرة أو لا ... ) شرح شذور الذهب تحقيق عبد الحميد المكتبة العصرية 1419هـ ص 460 - 461
وأنت تعلم أن علم العربية قد انتهى في معظمه إلى أوضحه وقطره ولبيبه وشذوره
ثم أي خطأ ممن يستقرئ الظاهر بلا تأويل، ويأخذ العلم من (هكذا قالت العرب) والعرب أمة أمية أتت لغتها على السليقة والفطرة ولم تكن تعرف المنطق إلا بعد انقضاء فترة الاحتجاج.
قلتَ:
الأصل في الأسماء التذكير، ثم نضع علامة لتمييز المؤنث عن المذكر بزيادة التاء المربوطة في آخر الكلمة أو غيرها من العلامات، فنقول خياط خياطة، طالب طالبة، معلم معلمة، كريم كريمة .. ولذا فإننا إذا حسبنا فإننا نقول: ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة .. وهذا أصلٌ في هذه الأعداد.
يتضح من كلامك أن ثلاثة وأربعة وخمسة إلى عشرة ألفاظ مذكرة
فماذا تقول عن قوله تعالى {تلك عشرة كاملة} حيث أشير إلى "عشرة " باسم إشارة مؤنث "ت ِ" ووصفت بصفة مؤنثة "كاملة"، وقد عد الصرفيون الضمير والإشارة والوصف والتصغير دوالّ على التأنيث
انطر: أوضح المسالك تحقيق عبد الحميد المكتبة العصرية [4/ 257]
قلتَ
إن أضفنا تاءا [لا ترسم ألف التنوين هنا]، فسوف نقول سَبْعَتَةٌ، وخَمْسَتَةٌ، وهذا ثقيل جدا كما لا يخفى،
أليس في اللغة ألفاظ كثيرة مختومة بتاءين: موتة ٌ، ميتة ٌ مكبوتة ٌ منحوتة ٌ؟
فأين الثقل وأين الحذف؟!
قلتَ:
ولذا قالوا نحذف التاء هذه المرة عوضا من زيادتها، فيحصل المقصود، فنقول: خمس طالبات، وخمسة طلاب، ومعلوم أننا لم نذكر عدد "خمسة" لأن لفظ "خمسة" مذكر وإنما حذفنا تاءه.
جاء تقرير هذه العلة كاليقين وكأنه مبني على أن اللغة مواضعة واصطلاح، والصواب أن مثل هذه العلل اجتهاد ظني فلمَ تخطّئ من خالفها حتى حذرته من اعتقاد غيره فقلت َ:
لكنه لا ينبغي أن يعتقد المتصدر للتعليم صحة ذلك.
كأن ذلك جاء بنص قاطع، ولو جارينا مافيه لكان الصواب أن تقول (نحذف التاءين)
والموضوع برمته فيه تعلق بالمنطق، وهو ما جنى على النحو، ولا مانع من الاستئناس ببعض العلل، لكن لا تجعل أصلا تلوي الظاهر من الاستعمال، وتدخل طالب النحو في دهاليز (ثم قالوا فوجدوا وقدمو فحذفوا وأخروا وفرقوا ثم عبسوا وبسروا. . .) والأدهى أن نجعل مخالفتها من الأخطاء الشائعة.
كما أن الموضوع لا مناسبة له في مسائل الأخطاء الشائعة التي يقصد منها تصحيح لفظة وجملة لا تصحيح توجيه علمي!
ولو كان ذلك من باب التوسع لكان حقيقا بجميع ما يطرح في الملتقى أن يدرج في هذا الموضوع لأنه في الأغلب عرض لمسائل علمية وقضايا بحثية تتناول تصويب آراء وتخطئة أخرى.
شكرا
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 06 - 05, 11:45 م]ـ
قال الحريري: ((ويقولون فلان يستأهل الإكرام وهو مستأهل للأنعام -ولم تسمع هاتان اللفظتان في كلام العرب ولا صوب التلفظ بهما من أحد أعلام الأدب ووجه الكلام أن يقال فلان يستحق التكرمة وهو أهل لإسداء المكرمة فأما قول الشاعر
لا بل كلي يا ميّ واستاهلي = = إن الذي أنفقت من ماليه
فإنه عنى بلفظة استاهلي أي اتخذي الإهالة وهي ما يؤتدم به من السمن والودك وفي أمثال العرب استاهلي اهالتي وأحسني ايالتي أي خذي صفو طعمتي وأحسني القيام بخدمتي)). أ. هـ.
ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[10 - 06 - 05, 11:54 م]ـ
الإخوة الأفاضل
قد سررت بكتاباتكم وجمعكم لتلك الألفاظ، ولطولها لم أتمكن من قراءتها كاملة
لكن أحببت أن أشير إلى كتيب صغير في هذا الميدان بعنوان (الصحيح والضعيف في اللغة العربية) للشيخ الدكتور محمود فجال، وقد صدر عن جامعة الإمام ضمن سلسلتها الثقافية.
ومن عنوانه يتضح فحواه، إذ أنه لم يخطئ استعمالا إلا إذا لم يجد له وجها في العربية، وإن وجد له وجها ولو في لغة قليلة أو نادرة قال عنه: استخدام ضعيف، ولا ينسبه إلى الخطأ ما دام انه قد ورد في كتب اللغة.
¥