تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الدر المصون]ــــــــ[13 - 11 - 05, 10:42 م]ـ

إن كان نفي المجاز لكونه مصطلحا حادثا فقد سقطت كثير من العلوم .. !

وأما دعوى نفي الحقائق الشرعية إن قلنا بالمجاز فهذا أيضا باطل ..

والشيخ العلامة العثيمين رحمه الله_ وهو من أنصار القول بنفي المجاز _ قد ضعَّف حجة النفاة بأن القول بالمجاز يستلزم أن شيئا في القرآن يجوز نفيه، وذا باطل وما أدَّى إلى الباطل فهو باطل .. فهذه حجة ضعيفة. وهي أعظم حجة عند النفاة.!!

وأما نفي الصفات الإلاهية بحجة أنها مجاز فهذا أيضا باطل مردود على أصحابه.

ولي عودة ...

ـ[أبو عدنان]ــــــــ[14 - 11 - 05, 01:00 ص]ـ

أما الاستدلال بحدوث المصطلحات على إبطالها!! فهذه من كيسك، و أنا إنما تكلمت عن هذا الاصطلاح بعينه لخصائصه الذاتية وهو حادثٌ لاشك في ذلك.

أما نفي الحقائق الشرعية عن طريقه و بواسطته فواقعٌ حاصلٌ من كلام المجازيين، وهو أمر باطلٌ فوسيلته و الذريعة إليه باطلةٌ و محرمة كذلك.

أما القائل بالمجاز مع التزامه عدمَ نفي شئ من الحقائق الشرعية فهذا صنفٌ من الناس وقعوا في ورطة التناقض لأنّ المجاز الذي يثبتونه ليس بمجازٍ اصطلاحي و لا يعرفه أهل المجاز لأن فيه تجريداً له عن خصائصه الموضوعة، من ذلك قولك إنه لا يجوز نفيه في القرآن! هذه من أهم سماته التي يُعرف بها.

فإذا كان المجاز موجوداً و لكنه لا يجوز نفيه - كما تقول - فحينها لا إشكال ...... ولكنَّ هذا اصطلاحٌ جديد!! ينبغي نسبته إليك - مثلاً - و لن يكون لنا معك فيه اختلاف، إذ لا محظور في هذا المجاز الجديد الذي لا يعرفه البلاغيون و لا الأصوليون!!

و الحال خلاف هذا فنحن نتحدث عن المجاز الاصطلاحي المعروف، هل في معناه اختلاف عند المتأخرين من أهل الاصطلاح!

و أما كلام الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله رحمة واسعة) فلمْ تنقله لنا (بحروفه)، و أنا سمعته سنة 1419هـ يحتج بهذا و بغيره من الأدلة من كون الحقائق إما مطلقة أو مقيدة.

و على افتراض صحة نقلك يا أخي قد استدل بهذا شيخُ الشيخ ابن العثيمين: الأمين الشنقيطي و هو عالمٌ بالعربية بلا نزاع، فلنا في هذا سلفٌ من أهل العلم، فدع عنك النقول و هاتِ الحجج و الأدلة!

ثم من قال إن هذه أعظم حجة عند النفاة أما وقفت على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، و هذا لا ينفي أنها حجةٌ قوية.

و البحث أولاً و آخراً في هذا المصطلح الضار بفهم دلالات الكتاب والسنة.

ـ[الدر المصون]ــــــــ[14 - 11 - 05, 03:56 ص]ـ

أخي الفاضل أبو عدنان

قولك: (أما الاستدلال بحدوث المصطلحات على إبطالها!! فهذه من كيسك)

أقول: لا، لا .. ليست من كيسي إن كنت تعقل ما تكتب، بل هو مفهوم من قولك: (فإيقاع هذا الاصطلاح الحادث في الوحي يستلزم منه نفي الكثير من الحقائق الشرعية) لأن الأصل أن تقول: (إيقاع المجاز) ولكنك عدلتَ عن التصريح به إلى ذكر وصفٍ لازمٍ له وهو حدوثه ليُرَتَّبَ الخبرُ على المبتدا لإفادة علة الحكم وللإشارة إلى وجه بناء الخبر على المبتدا كما هو مذكور في كتب البيانيين .. وفي هذا كفاية .. وإن كنت لم تُرد هذا فاعلم أنك تكتب ما لا تريده ... !!!!!!

وقولك: (و أنا إنما تكلمت عن هذا الاصطلاح بعينه لخصائصه الذاتية)

أقول: المجاز نوع من أنواع الكلام، والكلام لفظ، واللفظ صوت، والصوت عرض مسموع، فكيف يُوصف العرض بأن له خصائص ذاتية ... !!! قولك: (أما نفي الحقائق الشرعية عن طريقه و بواسطته فواقعٌ حاصلٌ من كلام المجازيين)

أقول: إن كنت تقصد بالحقائق الشرعية أسماء الرب وصفاته _ جل وعلا _ فنعم قد وقع التحريف _ ولا أقول: التأويل _ وهو باطل ومردود على أصحابه ... لكن هل إذا نُفِيَ المجاز بَطَلَ تحريفُ الصفات في الكتاب والسنة؟

الجواب: هذا ما يظنه كثير من طلبة العلم .. وليس الأمر كذلك = لأن المحرِّف قبل دعوى المجاز، يعتمد على وساوسَ وتخيلاتٍ في نفسه، وهي أن ظاهر آيات الصفات المماثلة، فلا يعقل من اليد إلا هذه اليد التي يراها، والله سبحانه (ليس كمثله شي). فهنا قعدوا قاعدة، وهي قاصمة الظهر، (أن آيات وأحاديث الصفات ظاهرها غير مراد). وهذه هي المقدمة الأولى.

والسؤال: هل للمجاز علاقة في تقرير هذه القاعدة هنا؟

الجواب: لا شكَّ، لا ...

فقالوا: إذًا، لا بُدَّ أن نصرف هذا الظاهرَ غيرَ المراد إلى معنىً آخر قد ورد استعماله في لغة العرب مرجوحا، فكلا المعنيين قد استُعملا في لغة العرب، فإن استعمل في المعنى الراجح فهو الحقيقة، وإن استعمل في المعنى المرجوح فإن شئتَ فسَمِّه مجازا، وإن شئتَ فسَمِّه أُسلوبا من أساليب العربية، ولا مشاحة في الاصطلاح.

والحاصل: أن دعوى المجاز في تحريف الصفات وقعت مقدمةً ثانية، فلا يظن الظانُّ أن إسقاطَ هذه المقدمة يعني إغلاقَ بابِ التحريف .. كلا.

فلا يَلزمُ مَن أثبتَ المجاز أن يقول بأقوال أهل البدع؛ كما لا يَلزم مَن أنكر المجاز أن ينقض أقوال أهل البدع ...

وإن كنت تقصد بالحقائق الشرعية شيئا آخر، فيناقش كل مثال على حده ..

وأما أعظم حجة عند نفاة المجاز فهذه سيأتي الكلام عنها مفصَّلا .. والحمد لله رب العالمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير