تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 09 - 05, 02:20 م]ـ

الدرس الثاني والعشرون: عيوب القافية-2

2 - العيوب المتعلقة بما قبل الروي من الحروف:

وعنوانها الجامع: السِّناد.

وهو أنواع:

الأول: سِناد الرّدف:

وهو أن يكون أحد البيتين مُردفا (أي مشتملا على حرف ردف) والآخرُ غيرَ مردف (وقد تقدم أن الردف هو حرف المد الذي قبل الروي متصلا به).

مثاله قول الشاعر:

إذا كنتَ في حاجة مُرسلا ... فأرسِل حكيمًا ولا توصِهِ

وإنْ بابُ أمرٍ عليك الْتَوَى ... فشاورْ لبيبا ولا تَعْصِهِ

الروي هو الصاد (وأما الهاء فوصل كما تقدم في تعريف الروي)؛ وقبله في البيت الأول: حرفُ مد – هو الواو -، بخلاف البيت الثاني.

الثاني: سناد التأسيس:

أن يكون أحد البيتين مؤسسا (أي مشتملا على حرف التأسيس الذي سبق تعريفه) والثاني غير مؤسس.

مثاله قول العجاج – من مشطور الرجز:

يا دار ميّة اسلمي ثم اسلمي

فخندِفٌ هامةُ هذا العالَم

الروي هو الميم.

وفي البيت الثاني: تأسيس وهو ألف (عالم)؛ بخلاف البيت الأول.

طريفة: يُروى أن رؤبة بن العجاج كان يقول: (لُغة أبي همزُ (العالم)). يقصد أن لغة أبيه: (العأْلم)، فليس في البيت سناد التأسيس.

الثالث: سناد الإشباع:

هو اختلاف حركة الدخيل (سبق تعريفه).

وهو نوعان:

أولهما: أن يكون بين كسر وضم، نحو:

وهُم طردوا منها بَلِيّا فأصبَحَتْ ... بَلِيٌّ بوادٍ من تِهامةَ غائِرِ

وهم منعوها من قُضاعةَ كُلّها ... ومن مضر الحمراء عند التّغاوُر

الدخيل في البيت الأول هو الهمزة وهي مكسورة، وفي البيت الثاني هو الواو وهي مضمومة.

وقد أجاز بعض العروضيين هذا النوع لتقارب حركتي الضم والكسر.

والثاني: أن يكون بين فتح وغيره، نحو:

يا نخل ذات السدر والجداوِلِ

تطاولي ما شئْتِ أن تطاوَلي

الدخيل مكسور في البيت الأول، ومفتوح في الثاني.

وهذا النوع أقبح.

الرابع: سناد الحذو:

وهو اختلاف حركة ما قبل الردف، نحو:

لقد ألج الخباء على جوارٍ ... كأن عيونهن عيونُ عِينِ

كأني بين خافيتي عُقابٍ ... يُريدُ حمامةً في يومِ غَيْنِ

الروي هو النون، والردف هو الياء. وما قبل الردف مكسور في البيت الأول، ومفتوح في البيت الثاني.

وقد أجازوا الجمع بين الكسرة والضمة لتقاربهما.

الخامس: سناد التوجيه:

هو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيّد (أي الساكن)، نحو قول رؤبة – من مشطور الرجز:

وقائمِ الأعماقِ خاوي المُخترَقْ

ألَّف شتى ليس بالراعي الحَمِقْ

شذابةٌ عنها شذى الرَّبعِ السّحُقْ

الراء في البيت الأول مفتوحة، والميم في البيت الثاني مكسورة، والحاء في البيت الثالث مضمومة.

واعلم أن بعض العروضيين قد أجازوا للمولدين السنادَ بجميع أنواعه. والمختار أن يجتنبه الشاعر – ما أمكن – لثقله في السمع. وقد يُترخص به في النظم العلمي.

والله أعلم.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 09 - 05, 02:22 م]ـ

تنبيه ختامي:

من تابع هذه الدروس وضبطها حق الضبط فإنه يكون قادرا على ما يلي:

- نظم الشعر إن كانت لديه المَلكة، والثروة اللغوية الكافية.

- معرفة البحور الشعرية، والتمكن من تقطيع الأبيات.

- تمييز صحيح الشعر من سقيمه، ومكسوره من سليمه.

- التعرف على عيوب القافية.

وهذه الأمور هي المقصد الأسمى لعلم العروض، كما هو معروف.

ولن يعزب عنه من علم العروض إلا المصطلحات، التي آثرتُ إغفالها طلبا للتيسير والتخفيف، ولأن هذا العلم لا يراد لذاته، وإنما هو مهارة تكتسب. وآلة تستعمل في مظان الحاجة إليها.

فلم أذكر: الأسباب والأوتاد والفواصل والخبن والطي والكف، إلى آخر هذه المصطلحات العروضية، مع أنني ذكرتُ معانيها في مواضع الحاجة إليها.

فمن تابع هذه الدروس يكتسب المهارة دون الاصطلاحات.

ومتى احتاج إلى هذه الاصطلاحات وتعريفاتها أمكنه الرجوع إليها بيسر في كتب الفن، ولن يعجزه فهمها – إن شاء الله تعالى – لأن المعانيَ حاضرة في ذهنه.

وهذا اجتهاد خاص مني، أسأل الله تعالى أن يكون موفقا.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

كتبه: أبو محمد البشير عصام المراكشي

الرباط في شهر رجب من عام 1426.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 09 - 05, 02:24 م]ـ

وهذه الدروس على ملف وورد

والحمد لله على نعمه.

ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[11 - 11 - 05, 01:15 ص]ـ

جزاك الله خيرا ونفع بك ...

ـ[عصام البشير]ــــــــ[13 - 11 - 05, 08:08 م]ـ

وأنت حياك الله.

فائدة:

يقول المبرد في الكامل (1/ 38 - 39) (طبعة الرسالة):

(هذه (حمارَّة القيظ) فالقيظ الصيف، وحَمارَّتُه اشتداد حره واحتدامه. وحمارَّة مما لا يجوز أن يحتج عليه ببيت شعر لأن كل ما كان من الحروف التقاء ساكنين لا يقع في وزن الشعر إلا في ضرب منه يقال له المتقارب، وهو قوله:

فذاك القصاص وكان التَّقا ** صُّ فرضا وحتْما على المسلمينا.

ولو قال: (وكان القصاص فرضا) كان أجود وأحسن، ولكن قد أجازوا هذا في هذه العروض، ولا نظير له في غيرها من الأعاريض).

انتهى كلام المبرد.

قلت: يستدرك على ما قاله بأمرين:

أولهما: أن هذا الذي ذكره عن المتقارب ليس متفقا عليه عند أهل العروض.

قال الزمخشري في القسطاس: (وقد أجاز الخليل رحمه الله في عروض البيت السالم الضرب الحذف والقصر. وأباه الكثير. ( .. ) وشاهد القصر قوله:

فرمنا القصاصَ، وكان التقا ** صُّ عدلا وحقا على المومنينا

تقاصْ: فعولْ، وهو العروض. والابتداء: صُعَدلنْ. وروي: القصاص. وقوله:

ولولا خداش أخذت دوا ... بَّ سعدٍ، ولم أعطه ما عليها).

والثاني: أن التقاء الساكنين وارد في غير هذا الموضع، وذلك في نحو الضرب الثالث للرمل (فاعلانْ)، وذلك نحو قول الشاعر:

من أتانا فليحدث نفسه ... أنه موف على قرن زوالْ.

ومثله في المديد.

فلعل أبا العباس يقصد عدم الورود في غير الضرب - أي في آخر البيت الشعري.

فليحرر هذا الموضع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير