تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جمع الكلمات (مكتوب، مشروع، موضوع، مفهوم) وما أشبهها مما هو في المفرد على وزن مفعول جمعا يأباه الكتاب وتنفر منه السنة حيث نرى جمعها خطأ على (مكاتيب، مشاريع، مواضيع، مفاهيم) على وزن مفاعيل، وهذا الجمع وبالتالي هذا الوزن ليس لها ولا لأشباهها لأنه لم يسمع عن العرب الألى نحن من جلدتهم ونتكلم بألسنتهم، وإني إذ أنقل ما نصّ عليه فحول العلماء وهم قدوتنا بعد الأنبياء آمل أن نسير على دربهم ليتصل حبلنا بحبلهم.

قال العلامة الصبان في حاشيته على شرح الأشموني لألفية الإمام ابن مالك في أعقاب باب جمع التكسير عند قول الناظم:

وبفعالل وشبهه انطقا

في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى

فائدة: "لا يجمع جمع تكسير نحو مضروب (يعني ما كان على وزن مفعول) وشذ ملاعين جمع ملعون، ذكره ابن هشام في شرح بانت سعاد".

وهاؤم اقرأوا ما كتبه مسك ختام المجتهدين من اللغويين والنحاة ابن هشام الأنصاري طيب الله ثراه في تحليته لبانت سعاد عند تحليله لقول كعب بن زهير سر أبيه حكيم العرب وصاحب الحوليات زهير بن أبي سلمى:

أمست سعاد بأرض ما يبلغها

إلا العتاق النجبيات المراسيل

"وإنما تمنع الصفة المبدوءة بالميم من التكسير في مسألتين:

- إحداهما: أن تكون على وزن مفعول كمضروب وشذ نحو ملاعين ومشائيم.

- والثاني: أن تكون الميم مضمومة".

ولعله يشير إلى مثل قول الشاعر المجهول في الأولى:

إن هو مستوليا على أحد

إلاّ على أضعف المجانين

وقد تفرّقت روايات عجز هذا البيت مما جعله أكثر هلهلة من نسج العنكبوت إذ جعل بعض المنشدين العجز (إلاّ على حزبه الملاعين)، على حين جعله بعض آخر (إلاّ على حزبه المناحيس) وأيا ما كان عجزه فما أغنانا عن الروايات الملفقة التي ندت عن المألوف ونبت عما اصطلح عليه فضلاء العلماء وما يعقلها إلا العالمون.

وقد أشار المحقق الصبّان إلى جموع الكلمات (مكتوب، مشروع، موضوع، مفهوم، ملعون) وأمثالها بأنها تجمع جمع تصحيح لا جمع تكسير، بدليل قوله: فيقال: مختارون ومنقادون في جمع مختار ومنقاد، يعني بذلك حالة الرفع، أمّا في حالتي النصب والجر فيقال: مختارين ومنقادين.

ومثل ذلك يقال في جمع مثل مضروب والكلمات مكتوب وما بعدها فتجمع هكذا مضربون رفعا ومضروبين نصبا وجرا.

وفي القرآن الحجة البالغة والدليل والبرهان، ألم تر إلى ربك كيف قال: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاس ِ}، {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [3] جمع مسجون، {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} [4] جمع مرجوم، {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} جمع معزول، {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} [5] جمع مقبوح، {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ} [6] إلى قوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} [7] جمع ملعون، {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} [8] جمع منصور، {أَئِنَّا لَمَبعُوثُون} 47 {لَمَجمُوعُون} 50 {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} 60 {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} 67 [9].

تلك عشرة كاملة من آيات الله المحكمات تضاف إليها آية النازعات العاشرة {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَة ِ} كلّها ناطقة بجمع موازن مفعول جمع تصحيح لمذكر، ولنا قياسا متبعا وليس مبتدعا جمع مكتوب ومشروع وموضوع ومفهوم على مكتوبات ومشروعات وموضوعات ومفهومات جمع تصحيح لمؤنث، أعني به ما دل عليه قول الناظم:

وما بتا وألف قد جمعا

يكسر في الجر وفي النصب معا

والله المسئول أن يهدينا سواء السبيل. اهـ مجلة الجامعة العدد 19

وقال الشيخ ضياء الدين الصابوني الموجه التربوي للغة العربية بالجامعة الإسلامية:

ولا تقل: مواضيع

قل: موضوعات

يخطئ بعض الكتاب في استعمال جموع لا صحة لها، منها كلمات (مشروع، موضوع، مكتوب) فيجمعها على (مشاريع، مواضيع، مكاتيب) على وزن مفاعيل، جمع تكسير. والصحيح أن تجمع على مفعولات (أي جمع مؤنث سالماً) فتقول: (مشروعات، موضوعات، مكتوبات).

قال العلامة الصبَّان في حاشيته على شرح الأشموني لألفية ابن مالك في أعقاب باب جمع التكسير، عند قوله:

جمع ما فوق الثلاثة ارتقي

في وبفعالل وشُبهه أنطقا

فائدة (لا يجمع جمع تكسير نحو مضروب (أي ما كان على وزن مفعول) وشذّ (ملاعين) جمع ملعون.

ذكره ابن هشام في شرح (بانت سعاد):

وإليك ما كتبه ابن هشام في شرحه لبيت:

إلا العتاق النجيبات المراسيل

أمستْ سعاد بأرض ما يبلغها

وإنما تمنع الصفة المبدوءة بالميم من التكسير في مسألتين: إحداهما: أن تكون على وزن مفعول كمضروب، وشذّ نحو (ملاعين ومشائيم).

والثاني: أن تكون الميم مضمومة (مُختار، مُنقاد) فتجمع جمع مذكر سالماً (مختارون، منقادون)، وقد أشار العلامة الصبّان إلى جموع الكلمات: (مكتوب، مشروع، موضوع، مفهوم، وأمثالها) بأنها تجمع جمع تصحيح لا جمع تكسير. ومثال ذلك يقال في جمع مثل (مضروب ومكتوب) فتجمع على (مضروبون، مكتوبون). قال تعالى في سورة الشعراء {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} (جمع مسجون). وقال أيضاً في نفس السورة: {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} آية 116 (جمع مرجوم). فنحن نجمعها جمع مؤنث سالماً فنقول: (مكتوبات، مشروعات، موضوعات، مفهومات). جمع تصحيح لمؤنث ... والله أعلم. مجلة الجامعة العدد 59.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير