ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[07 - 11 - 03, 01:01 ص]ـ
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان عظمة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإذ أخذنا}؛ لأن الضمير هنا للتعظيم؛ وهو سبحانه وتعالى العظيم الذي لا أعظم منه.
2. ومنها: أن التوحيد جاءت به الرسل جميعاً؛ لقوله تعالى: (لا تعبدون إلا الله).
3. ومنها: أن العبادة خاصة بالله. تبارك وتعالى؛ فلا يعبد غيره؛ لقوله تعالى: {لا تعبدون إلا الله}؛ لأن هذا يفيد الحصر.
4. ومنها: وجوب الإحسان إلى الوالدين؛ لقوله تعالى: {وبالوالدين إحساناً}؛ وإنما أوجب ذلك؛ لأن نعمة الوالدين على ولدهما هي التي تلي نعمة الله عزّ وجلّ؛ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان: {أن اشكر لي ولوالديك} [لقمان: 14]؛ فهما سبب وجودك، وإمدادك، وإعدادك. وإن كان أصل ذلك من الله؛ فلولا الوالدان ما كنت شيئاً؛ والإحسان إلى الوالدين شامل للإحسان بالقول، والفعل، والمال، والجاه، وغير ذلك من أنواع الإحسان؛ وضده أمران؛ أحدهما أن يسيء إليهما؛ والثاني: أن لا يحسن، ولا يسيء؛ وكلاهما تقصير في حق الوالدين مناف لبرهما؛ وفي الإساءة زيادة الاعتداء.
5. ومن فوائد الآية: وجوب الإحسان إلى ذوي القربى. أي قرابة الإنسان. وهم من يجتمعون به بالأب الرابع، فما دون؛ ولكن يجب أن نعلم أن الإحسان يتفاوت؛ فكل من كان أقرب فهو أولى بالإحسان؛ لأن الحكم إذا عُلِّق بوصف قوي بحسب قوة ذلك الوصف؛ فمثلاً يجب عليك من صلة العم أكثر مما يجب عليك من صلة أولاد العم؛ ويجب عليك من صلة الخال أكثر مما يجب عليك من صلة أولاد الخال.
6. ومنها: وجوب الإحسان إلى اليتامى؛ وهو يشمل الإحسان إليهم أنفسهم؛ والإحسان في أموالهم؛ لقوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} [الأنعام: 152].
7. ومنها: وجوب الإحسان إلى المساكين؛ وذلك بإعطائهم ما يستحقون من الزكاة، ودفع الضرورة، وما أشبه ذلك.
8. ومنها: وجوب القول الحسن؛ لقوله تعالى: {وقولوا للناس حسناً}؛ وضد القول الحسن قولان؛ قول سوء؛ وقول ليس بسوء، ولا حسن؛ أما قول السوء فإنه منهي عنه؛ وأما القول الذي ليس بسوء، ولا حسن فليس مأموراً به، ولا منهياً عنه؛ لكن تركه أفضل؛ ولهذا وصف الله عباد الرحمن بأنهم: {لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مرُّوا كراماً} [الفرقان: 72]؛ وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً؛ أو ليصمت" (1).
9. ومنها: الأمر بإقامة الصلاة على وجه الوجوب فيما لا تصح الصلاة إلا به؛ وعلى وجه الاستحباب فيما تصح الصلاة بدونه وهو من كمالها.
10. ومنها: أن الصلوات مفروضة على من كان قبلنا.
11. ومنها: وجوب إيتاء الزكاة؛ لقوله تعالى: (وآتوا الزكاة)
12. ومنها: وجوب الزكاة على من كان قبلنا؛ ولكن لا يلزم أن يكونوا مساوين لنا في الأموال التي تجب فيها الزكاة، ولا في مقدار الزكاة، ولا في أهلها الذين تدفع إليهم.
13. ومنها: أن بني إسرائيل مع هذا الميثاق الذي أخذه الله عليهم لم يقوموا به إلا القليل منهم.
14. ومنها: أن تولي بني إسرائيل كان تولياً كبيراً، حيث كان تولياً بإعراض.
15. ومنها: أن المتولي المعرض أشد من المتولي غير المعرض.
16. ومنها: أن التولي قد يكون بإعراض، وقد يكون بغير إعراض؛ لأنه لو كان بإعراض مطلقاً لم يستقم قوله: (وأنتم معرضون).
¥