تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الخلاف حول مشروعية صلاة الجنازة في المسجد]

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 11 - 03, 05:39 م]ـ

قال الطحاوي (شرح معاني الآثار):

باب الصلاة على الجنازة هل ينبغي أن تكون في المساجد أو لا؟

... عن أبى سلمة بن عبدالرحمن أن عائشة حين توفى سعد بن أبى وقاص قالت: ادخلوا به المسجد حتى أصلى عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت: لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء في المسجد ...

قال أبو جعفر: فذهب قوم الى هذا الحديث فقالوا: لا بأس بالصلاة على الجنازة في المساجد واحتجوا في ذلك أيضاً بما حدثنا أحمد بن داود قال ثنا أحمد بن أبي عمر قال ثنا عبدالعزيز بن محمد عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أنّ عمر صلي عليه في المسجد.

وخالفهم في ذلك آخرون، فكرهوا الصلاة على الجنازة في المساجد واحتجوا في ذلك بما حدثنا ... عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى على جنازة في مسجد فلا شيء له.

فلما اختلفت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب فكان فيما روينا في الفصل الأول إباحة الصلاة على الجنائز في المساجد وفيما روينا في الفصل الثاني كراهة ذلك احتجنا الى كشف ذلك لنعلم المتأخر منه فنجعله ناسخاً لما تقدم من ذلك.

فلما كان حديث عائشة فيه دليلاً على أنهم قد كانوا تركوا الصلاة على الجنائز في المسجد بعد أن كانت تفعل فيه حتى ارتفع ذلك من فعلهم وذهبت معرفة ذلك من عامتهم فلم يكن ذلك عندها لكراهة حدثت ولكن كان ذلك عندها لأن لهم أن يصلوا في المسجد على جنائزهم ولهم أن يصلوا عليها في غيره ولا يكون صلاتهم في غيره دليلاً على كراهة الصلاة فيه كما لم تكن صلاتهم فيه دليلاً على كراهة الصلاة في غيره فقالت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات سعد ما قالت لذلك. وأنكر عليها ذلك الناس وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم وكان أبو هريرة رضي الله عنه قد علم من رسول الله صلى الله عليه وسلم نسخ الصلاة عليهم في المسجد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمعه منه في ذلك وأن ذلك الترك الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة على الجنائز في المسجد بعد أن كان يفعلها فيه ترك نسخ.

فذلك أولى من حديث عائشة لأن حديث عائشة رضي الله عنها إخبار عن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال الإباحة التي لم يتقدمها نهى وفي حديث أبى هريرة رضي الله عنه إخبار عن نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد تقدمته الإباحة فصار حديث أبي هريرة رضي الله عنه أولى من حديث عائشة رضي الله عنها لأنه ناسخ له.

وفي إنكار من أنكر ذلك على عائشة رضي الله عنها وهم يومئذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل على أنهم قد كانوا علموا في ذلك خلاف ما علمت، ولولا ذلك لما أنكروا ذلك عليها وهذا الذي ذكرنا من النهى عن الصلاة على الجنازة في المسجد وكراهتها قول أبى حنيفة ومحمد وأبى يوسف أن أصحاب الإملاء رووا عن أبى يوسف رضي الله عنه في ذلك أنه قال: إذا كان مسجد قد أفرد للصلاة على الجنازة فلا بأس بأن يصلى على الجنائز فيه. اهـ.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 11 - 03, 05:44 م]ـ

قال النووي في شرح للحديث في صحيح مسلم:

وفي هذا الحديث دليل للشافعي والأكثرين في جواز الصلاة على الميت في المسجد, وممن قال به: أحمد وإسحاق. قال ابن عبدالبر: ورواه المدنيون في الموطأ عن مالك, وبه قال ابن حبيب المالكي.

وقال ابن أبي ذئب وأبو حنيفة ومالك على المشهور عنه: لا تصح الصلاة عليه في المسجد بحديث في سنن أبي داود "من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له".

ودليل الشافعي والجمهور حديث سهيل بن بيضاء, وأجابوا عن حديث سنن أبي داود بأجوبة:

أحدها: أنه ضعيف لا يصح الاحتجاج به, قال أحمد بن حنبل: هذا حديث ضعيف تفرد به صالح مولى التوأمة, وهو ضعيف.

والثاني: أن الذي في النسخ المشهورة المحققة المسموعة من سنن أبي داود "ومن صلى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه" ولا حجة لهم حينئذ فيه.

الثالث: أنه لو ثبت الحديث وثبت أنه قال: "فلا شيء" لوجب تأويله على "فلا شيء عليه" ليجمع بين الروايتين وبين هذا الحديث وحديث سهيل بن بيضاء, وقد جاء (له) بمعنى (عليه) , كقوله تعالى: {وإن أسأتم فلها}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير