[فتاوى معاصرة في الصيام]
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فنتفيء هذه الأيام ظل شهر رمضان المبارك، شهر التوبة والطاعة والمغفرة، شهر الخير والبركة، شهر الجهاد والعبادة والتضحية، شهر الفتوحات والانتصارات والبطولات، شهر القرآن الكريم.
قال عليه الصلاة والسلام: " إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين " متفق عليه.
وفي الصحيحين أيضاً قال عليه الصلاة والسلام: " إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ".
وفي فضل الصيام أيضاً قال عليه الصلاة والسلام: " من صام يوماً في سبيل الله بَعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً " متفق عليه.
وهذا بعض أجر الصوم، أما الأجر الحقيقي للصيام فلا يعلمه إلا الله، وهو الذي يجزي به يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام:
" قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم " متفق عليه.
واعلم أخي المسلم أن الله عز وجل منحك ثلاث فرص في هذا الشهر العظيم فلا تفوتنك، فإن فاتتك واحدة فلا تضيع الأخرى:
الفرصة الأولى: في قوله عليه الصلاة والسلام: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
فهنيئاً لمن صام الشهر إيماناً واحتساباً ليحظى بهذا الأجر، إلا أن بعض المسلمين يفوته هذا الأجر بعذر كسفر أو مرض، فإن كان كذلك فلا تفوتنك أخي المسلم الفرصة الثانية في قوله عليه الصلاة والسلام: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
فإن فاتت هذه الفرصة أيضاً كما هو الحال عند الحائض أو المريض فلا تفوتنك الفرصة الثالثة: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
وبعد هذه المقدمة التي لابد منها حول هذا الشهر الفضيل أقول:
من المُسَلَّمِ به منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وحتى وقتنا الحاضر اختلاف العلماء في المسائل الفقهية ومنها الصيام، فقد نجد عند بعضهم بطلان الصوم بخروج الدم بالحجامة كما هو الحال عند الحنابلة، ثم نجد عدم بطلانة بالحجامة كما هو الحال عند الجمهور، وقديماً قيل: الخلاف لا يفسد للود قضية، وبناءً على ذلك فإن المسائل التي سأذكرها أبين فيها الراجح من الأقوال الموافق للقرآن الكريم والسنة النبوية، ثم ما اختاره كبار العلماء وجمهورهم، وترجح لدي من خلال النظر والبحث:
1 - السحور سنة مؤكدة رغب بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين بفعلها فقال: " تسحروا فإن في السحور بركة "، ومن المؤسف أن كثيراً من المسلمين ضيعوا هذه السنة وما عاد يواظب عليها إلا القليل.
كما أن بعض المتسحرين يُعجل السحور فتراه يتسحر قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة وهذا أيضاً مخالف للسنة، والسنة تأخير السحور ليكون قريباً من أذان الفجر الثاني، قال عليه الصلاة والسلام: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور " ويظن كثير من المسلمين أن وقت السحور ينتهي بما يسمى ((وقت الإمساك)) أي قبل الفجر بنحو ربع ساعة تقريباً وهذا أيضاً بدعة ما عرفها السلف الصالح، فليس في الإسلام ما يسمى بوقت الإمساك، بل وقت الإمساك هو وقت الفجر قال تعالى: ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ".
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن بلالاً كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ".
قال القاسم: ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقي ذا وينزل ذا.
2 - لا بأس ولا حرج فيما يأتي:
¥