تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 ومنها: أن السمع نوعان: سمع استجابة، وسمع إدراك؛ مثال الأول: {خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا}؛ ومثال الثاني: (سمعنا وعصينا)

.8 ومنها: أن المؤمن حقاً لا يأمره إيمانه بالمعاصي؛ لقوله تعالى: {إن كنتم مؤمنين} يعني إن كنتم مؤمنين حقاً ما اتخذتم العجل إلهاً.

.9 ومنها: أن الشر لا يسنده الله تعالى إلى نفسه؛ بل يذكره بصيغة المبني لما لم يُسمَّ فاعله؛ لقوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم}؛ ولهذا نظير من القرآن، كقوله تعالى: {وأنَّا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً} [الجن: 10]؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "والشر ليس إليك"؛ فالشر في المفعول. لا في الفعل؛ الخير والشر كل من خلْق الله عزّ وجلّ؛ لكن الشر بالنسبة لإيجاد الله له هو خير، وليس بشر؛ لأن الله سبحانه وتعالى ما أوجده إلا لحكمة بالغة، وغاية محمودة. وإن كان شراً.

لكن الشر في المفعولات. أي المخلوقات؛ وأما نفس الفعل فهو ليس بشر؛ أرأيت الرجل يكوي ابنه بالنار. والنار مؤلمة محرقة. لكنه يريد أن يُشفى.

فهذا المفعول الواقع من الفاعل شر مؤلم محرق لكن غايته محمودة. وهو شفاء الولد؛ فيكون خيراً باعتبار غايته.

.10 ومن فوائد الآية: أن الله تعالى قد يبتلي العبد، فيملأ قلبه حباً لما يكرهه الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (وأشربوا في قلوبهم العجل).

.11 ومنها: أن الإيمان الحقيقي لا يحمل صاحبه إلا على طاعة الله؛ لقوله تعالى: (قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين).


(قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة:95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (البقرة:96)

الفوائد:

.1 من فوائد الآيات: تكذيب اليهود الذين قالوا: "لنا الآخرة، ولكم الدنيا، لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة"؛ ووجهه: أن الله تعالى قال لهم: {فتمنوا الموت}، وقد قال تعالى: {ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم

2. ومنها: أنَّ الكافر يكره الموت لما يعلم من سوء العاقبة؛ لقوله تعالى: (بما قدمت أيديهم).

.3 ومنها: إثبات السببية. تؤخذ من الباء في قوله تعالى: (بما قدمت أيديهم).

.4 منها: إثبات علم الله تعالى للمستقبل؛ لقوله تعالى: {ولن يتمنوه أبداً}؛ فوقع الأمر كما أخبر به.

.5 ومنها: جواز تخصيص العموم لغرض؛ لقوله تعالى: {والله عليم بالظالمين} فخص علمه بالظالمين تهديداً لهم.

.6 ومنها: أن اليهود أحرص الناس على حياة.

.7 ومنها: إبطال قولهم: "لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة"، ثم يخرجون منها، ويكونون في الجنة؛ لأن من كان كذلك لا يكره الموت.

.8 ومنها: أن الناس يتفاوتون في الحرص على الحياة؛ لقوله تعالى: {أحرص}؛ و {أحرص} اسم تفضيل

.9 ومنها: أن المشركين من أحرص الناس على الحياة، وأنهم يكرهون الموت؛ لقوله تعالى: {ومن الذين أشركوا} مما يدل على أنهم في القمة في كراهة الموت ما عدا اليهود.

10. ومنها: أن طول العمر لا يفيد المرء شيئاً إذا كان في معصية الله؛ لقوله تعالى: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر).

.11 ومنها: غَوْرُ فهم السلف حين كرهوا أن يُدْعَى للإنسان بالبقاء؛ فإن الإمام أحمد كره أن يقول للإنسان: "أطال الله بقاءك"؛ لأن طول البقاء قد ينفع، وقد يضر؛ إذاً الطريق السليم أن تقول: "أطال الله بقاءك على طاعة الله"، أو نحو ذلك.

.12 ومنها: أن الله سبحانه وتعالى محيط بأعمال هؤلاء كغيرهم؛ لقوله تعالى: {والله بصير بما يعملون}؛ والبصر هنا بمعنى العلم؛ ويمكن أن يكون بمعنى الرؤية؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم "لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"؛ فأثبت لله بصراً؛ لكن تفسيره بالعلم أعم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير