تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وصرح تعالى بأن القمر في السبع الطباق في قوله: {أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ?للَّهُ سَبْعَ سَمَـ?وَ?تٍ طِبَاقاًوَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} فعلم من الآيات أن القمر في السبع الطباق، وأن الله حفظها من كل شيطان رجيم، فلم يبق شك ولا لبس في أن الشياطين أصحاب الأقمار الصناعية سيرجعون داخرين صاغرين عاجزين عن الوصول إلى القمر والوصول إلى السماء، ولم يبق لبس في أن السماء التي فيها القمر ليس يراد بها مطلق ما علاك، وإن كان لفظ السماء قد يطلق لغة على كل ما علاك، كسقف البيت، ومنه قوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ?لسَّمَآءِ}. وقد قال الشاعر: وقد يسمى سماء كل مرتفع وإنما الفضل حيث الشمس والقمر

لتصريحه تعالى بأن القمر في السبع الطباق. لأن الضمير في قوله: {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ} راجع إلى السبع الطباق وإطلاق المجموع مراداً بعضه كثير في القرآن وفي كلام العرب.

ومن أصرح أدلته: قراءة حمزة والكسائي {فَإِن قَـ?تَلُوكُمْ فَ?قْتُلُوهُمْ} من القتل في الفعلين. لأن من قتل بالبناء للمفعول لا يمكن أن يؤمر بعد موته بأن يقتل قاتله، ولكن المراد: فإن قتلوا بعضكم فليقتلهم بعضكم الآخر، كما هو ظاهر. وقال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً}. وصح كون السموات ظرفاً للقمر. لأنه لا يلزم من الظرف أن يملأه المظروف. تقول: زيد في المدينة، وهو في جزء منها.

واعلم أن لفظ الآية صريح في أن نفس القمر في السبع الطباق. لأن لفظة {جَعَلَ} في الآية هي التي بمعنى صير، وهي تنصب المبتدأ والخبر، والمعبر عنه بالمبتدأ هو المعبر عنه بالخبر بعينه لا شيء آخر، فقولك: جعلت الطين خزفاً، والحديد خاتماً، لا يخفى فيه أن الطين هو الخزف بعينه، والحديد هو الخاتم، وكذلك قوله: {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} فالنور المجعول فيهن هو القمر بعينه، فلا يفهم من الآية بحسب الوضع اللغوي احتمال خروج نفس القمر عن السبع الطباق، وكون المجعول فيها مطلق نوره. لأنه لو أريد ذلك لقيل: وجعل نور القمر فيهن أما قوله: {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} فهو صريح في أن النور المجعول فيهن هو عين القمر، ولا يجوز صرف القرآن عن معناه المتبادر بلا دليل يجب الرجوع إليه، وبوضح ذلك أنه تعالى صرح في سورة الفرقان بأن القمر في خصوص السماء ذات البروج بقوله: {تَبَارَكَ ?لَّذِى جَعَلَ فِى ?لسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً} وصرح في سورة الحجر بأن ذات البروج المنصوص على أن القمر فيها هي بعينها المحفوظة من كل شيطان رجيم بقوله: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى ?لسَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّـ?هَا لِلنَّـ?ظِرِينَوَحَفِظْنَـ?هَا مِن كُلِّ شَيْطَـ?نٍ رَّجِيمٍ} وما يزعمه بعض الناس من أنه جل وعلا أشار إلى الاتصال بين أهل السماء والأرض في قوله: {وَمِنْ ءَايَـ?تِهِ خَلْقُ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَى? جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ} يقال فيه: إن المراد جمعهم يوم القيامة في المحشر، كما أطبق عليه المفسرون. ويدل له قوله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى ?لاٌّرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَـ?لُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى ?لكِتَـ?بِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى? رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}.

ويوضح ذلك تسمية يوم القيامة يوم الجمع في قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ?لْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ?لتَّغَابُنِ}. وكثرة الآيات الداله على أن جمع جميع الخلائق كائن يوم القيامة، كقوله: {إِنَّ فِى ذ?لِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ?لاٌّخِرَةِ ذ?لِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ?لنَّاسُ وَذَ?لِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} وقوله:

{قُلْ إِنَّ ?لاٌّوَّلِينَ وَ?لاٌّخِرِينَلَمَجْمُوعُونَ إِلَى? مِيقَـ?تِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} وقوله: {?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى? يَوْمِ ?لْقِيَـ?مَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ} وقوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ?لسَّمَآءُ بِ?لْغَمَـ?مِ وَنُزِّلَ ?لْمَلَئِكَةُ تَنزِيلاً} وقوله {وَجَآءَ رَبُّكَ وَ?لْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} وقوله {وَحَشَرْنَـ?هُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً}.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير