تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عند أبي داود (956) [السورة] بدل لفظة [السُّوَر]، وبعد الرجوع إلى سنن أبي داود بتحقيق محمد عوامة، والتي حققها وقابلها بأصل الحافظ ابن حجر وسبعة أصول أخرى ذكر لفظة [السُّوَر]، وقال في الحاشية (2/ 43):

[السُّوَر] في ع، ب، م: السورة.

والحديث إسناده صحيح كما ذكر العلامة الألباني – رحمه الله – في صحيح سنن أبي داود (843).

- من كان من الصحابة يجمع بين أكثر من سورة في الركعة الواحدة؟

- عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

روى الإمام أحمد في مسنده (5/ 66) عن أبي العالية قال: أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لكل سورة حظها من الركوع والسجود. قال: ثم لقيته بعد فقلت له: إن بن عمر كان يقرأ في الركعة بالسور، فتعرف من حدثك هذا الحديث؟ قال: إني لأعرفه وأعرف منذ كم حدثنيه، حدثني منذ خمسين سنة.

قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند (34/ 250 ح 20651):

إسناده صحيح … وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (6/ 417) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. دون ذكر القصة في آخره.ا. هـ.

ورو الإمام أحمد أيضا في مسنده (5/ 66) عن نافع قال: ربما أمَّنا ابن عمر بالسورتين والثلاث.

قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند (34/ 250 ح 20652):

إسناده صحيح على شرط الشيخين … وزاد ابن أبي شيبة قوله: في المكتوبة … وأخرج عبد الرزاق (2854)، والبيهقي (3/ 10) من طريق محمد بن سيرين عن ابن عمر أنه كان يقرأ بعشر سور في ركعة.ا. هـ.

- عثمان بن عفان رضي الله عنه:

روى عبد الرزاق في المصنف (2/ 148) عن السائب بن يزيد أن عثمان قرأ بالسبع الطوال في ركعة.

وإسناده صحيح.

والخلاصة:

لو قرأ الشخص في صلاته ببعض سورة في ركعة وأكمل الباقي في الركعة الثانية، أو بسورة قبل سورة، أو بسورة واحدة في الركعتين، أو يردد سورة واحدة في ركعتين، أو قرأ ببعض سورة في الركعة الأولى، وقرأ في الثانية بسورة أخرى فكل ذلك جائز إن شاء الله تعالى.

قال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الأذان:

باب الجمع بين السورتين في الركعة والقراءة بالخواتيم، وبسورة قبل سورة، وبأول سورة.

ويُذكر عن عبد الله بن السائب: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون في الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع.

وقرأ عمر في الركعة الأولى بمائة وعشرين آية من البقرة، وفي الثانية بسورة من المثاني.

وقرأ الأحنف بالكهف في الأولى، وفي الثانية بيوسف أو يونس. وذكر أنه صلى مع عمر رضي الله عنه الصبح بهما.

وقرأ بن مسعود بأربعين آية من الأنفال، وفي الثانية بسورة من المفصل.

وقال قتادة - فيمن يقرأ سورة واحدة في ركعتين أو يردد سورة واحدة في ركعتين -: كلٌ كتابُ الله.

فالإمام البخاري من خلال هذه الترجمة والآثار التي أوردها يرى أن ذلك جائز، وأنه لا بأس به إن شاء الله.

وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 299) آثارا أخرى عن الصحابة فقال:

وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي بكر الصديق أنه أمّ الصحابة في صلاة الصبح بسورة البقرة فقرأها في الركعتين، وهذا إجماع منهم … وروى الدارقطني بإسناد قوي عن ابن عباس أنه قرأ الفاتحة وآية من البقرة في كل ركعة.ا. هـ.

وقال إمام أهل السنة في هذا العصر العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز تعليقا على كلام الحافظ ابن حجر الآنف:

ويدل على ما ذكره الشارح من جواز قراءة بعض السور ما رواه البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر بالآيتين من البقرة وآل عمران … وما جاز في النافلة جاز في الفريضة ما لم يرد مخصص، والله أعلم.ا. هـ.

أما تخريج الآثار التي أوردها البخاري فبالإمكان الرجوع إلى كلام الحافظ ابن حجر عليها.

أما ما استدللت به يا أخانا هيثم بحديث: لكل سورة ركعة. فالحديث ورد من نفس الطريق بألفاظ أخرى فمن ذلك:

ما رواه الإمام أحمد في مسنده (5/ 66) عن أبي العالية قال: أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لكل سورة حظها من الركوع والسجود.

وقد أشرت إلى تخريجه آنفا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير