وكذلك ما رواه الإمام أحمد أيضا (5/ 59) عن أبي العالية قال: حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود.
قال أحمد البنأ في الفتح الرباني (3/ 257):
لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده صحيح.ا. هـ.
وكلام البنأ متعقب بكلام الشيخ الألباني فقد قال – رحمه الله - في صفة الصلاة (ص 103):
ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد الغني المقدسي في السنن بسند صحيح.ا. هـ.
وقال الشيخ شعيب الأرنوؤط في تحقيقه للمسند (34/ 197):
إسناده صحيح.
فكما نلاحظ أن الحديث مخرجه واحد، وتجتمع طرقه عند عاصم، عن أبي العالية عمن حدث أبا العالية به، واجتمع لنا عدة ألفاظ للحديث، وليس لفظ: لكل سورة ركعة.
فهذه الزيادات لا بد من الجمع بينها وتوجيهها.
توجيه العلماء للحديث:
قال أحمد البنأ في الفتح الرباني (3/ 257) في معنى حديث: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود. وفي رواية: لكل سورة حظها من الركوع والسجود:
أي نصيبها ومقدارها يعني والله أعلم أنه إذا كانت القراءة طويلة يكون الركوع والسجود قريبين من ذلك الطول، وإذا كانت قصيرة فكذلك تكون النسبة، ويؤيد ذلك ما قدمنا في الكلام على الحديث السابق من رواية مسلم عن البراء بن عازب وفيها قال: فوجدت قيامه فركعته فاعتداله بعد ركوعه فسجدته فجلسته بين السجدتين فجلسته بين التسليم والانصراف قريبا من ذلك. فهذه الرواية تشير إلى تقارب الأركان بعضها من بعض ومنها القيام للقراءة، هذا ما ظهر لي والله أعلم، وحمل بعضهم قوله: لكل سورة حظها من الركوع والسجود، على جواز القراءة فيهما؛ ويمنع ذلك ما صح من النهي عن القراءة في الركوع والسجود عند مسلم والإمام أحمد وغيرهما.ا. هـ.
وأما الشيخ شعيب الأرنؤوط فقد وجه الحديث في تعليقه على مسند الإمام أحمد (34/ 197) بقوله:
والأمر في حديث أبي العالية هذا ينصرف إلى من لم يُعط القرآن حقه في الصلاة من حيث إجادة حروفه وتبيانها، فيهذه كَهَذِّ الشعر، كما جاء عن ابن مسعود.ا. هـ.
وبعد هذا الجمع لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسله وآثار الصحابة والتابعين فإن الأمر واسع، وكل ذلك وارد عن السلف.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 07 - 02, 06:36 م]ـ
للرفع وشكر الشيخ عبدالله على تعقيبه.
ـ[طالب الحقيقة]ــــــــ[10 - 07 - 02, 07:00 م]ـ
وفقكما الله تعالى على هذا البحث القيم
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[22 - 11 - 04, 10:32 ص]ـ
وفي مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر للإمام محمد بن نصر المروزي (مطبعة رفاه عام - لاهور سنة 1320)، ص: 65/ 66، اختصره العلاّمة أحمد بن علي المقريزي:
باب كراهية تقطيع السورة والجمع بين السور في ركعة:
حدثنا حامد بن عمر ثنا عبدالواحد بن زياد عن عاصم عن أبي العالية: حدثني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لكل سورة حظها من الركوع والسجود. وفي رواية: لكل سورة ركعة. وفي أخرى: أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود.
وقيل لعبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: الرجل يقرأ القرآن في ليلة، فقال: أقد فعلتموها، لو شاء الله أنزله جملة واحدة، إنما فصّل، ليعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود.
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أعطوا كل سورة حقها من الركوع والسجود، ولا تهذّوا القرآن هذّ الشّعر ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه وحرّكوا به القلوب.
حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا زياد البِكاليّ عن ابن إسحاق قال: حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع من نخل، فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة رجل من المشركين، فلمّا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً أتى زوجها وكان غائبًا فلما أخبر الخبر حلف ألاّ يرجع حتى يهريق في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دمًا، فخرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً فقال: من يكلؤنا ليلتنا هذه؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا: نحن يا رسول الله، قال: فكُوْنَا بفم الشعب. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى الشعب من الوادي فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجريّ أي الليل تحب أن
¥