تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبكل حال؛ فلم يبين المؤلف مقصوده بالموسوعات التي تنشر التكفير وتخرج المسلمين من الملة حتى نناقشه فيها، لكني أوافقه على انهيار المنظومة العلمية والأخلاقية القديمة ... والأمر لله تعالى.

فصل

قال في (ص33) عندما ذكر مقروءات الشيخ على شيخه التمسماني:

"ومختصر خليل بالشرح الصغير للدردير، في الفقه المالكي".

قلت: للدردير شرحان؛ "الشرح الكبير"، وهو على "المختصر الخليلي"، وعليه حاشية الدسوقي. و"الشرح الصغير" وهو على مختصره هو في الفقه، استمده من مختصر خليل بحذف ما لا يحتاجه كثير من الناس، وإضافة فروع أخرى هامة، وإصلاح بعض عباراته المستغلقة. ثم شرحه، ووضع عليه الصاوي حاشية مشهورة. وعليه؛ فـ "الشرح الصغير" شرح "مختصر مختصر خليل".

فصل

قال في (ص34) عند ذكر جماعة من شيوخ التدريس في طنجة وضياع تراجمهم:

"وهذا تفريط من المؤرخين المغاربة، خاصة الطنجيين منهم، إذ لم نكن لننسى جهود هؤلاء الفقهاء في نهضة العلوم الشرعية".

قلت: المغاربة عرفوا منذ القدم بإهمال تراجم علمائهم، وقد نص على ذلك جملة من مؤرخيهم، وأنهم يدفنون فضلاءهم في قبري موت وإهمال. بل كثير من علمائهم يؤلفون الكتب الهامة ثم تكون مأكولات شهية للأرضة، أو تتكدس عليها طبقات الغبار. وما يطبع منها يخرج في حلة رديئة مع سقط وتصحيف مخل بالمعنى، يحتاج لتحقيق جديد.

فجزى الله المؤلف خيرا على هذه اللمحة وعلى وفائه لشيخه وشيخنا التليدي، حفظه الله، إذ أخرج لنا هذه الترجمة المختصرة، ومازلنا في شوق لترجمته الموسعة. أبقى الله أنفاسه للمسلمين.

فصل

في (ص35) تطرق لذكر والدة الشيخ، رحمها الله تعالى، ولم يذكر شيئا من ترجمتها، مع أن المصادر ما تزال موجودة لاستدراك ذلك من أفواه الأحياء، كما أنه لم يذكر تاريخ وفاتها، ولا عرج على وفاة الوالد نفسه رحمه الله. ثم وقفت على ذلك في (ص71). والله الموفق.

فصل

ذكر في (ص36) رحلة الشيخ لفاس، وقطعه الحدود خفية. وقد كان عليه أن يبين للقاريء حال المغرب آنذاك حتى يفهم سياق الرحلة. فقد كان المغرب مقسما منذ عهد الحماية سنة 1330هـ لثلاثة أقسام:

1 - المنطقة السلطانية: الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي، وكانت عاصمتها فاس، ثم نقلها المحتل لرباط الفتح.

2 - المنطقة الخليفية: وكانت تحت الاحتلال الإسباني، وعاصمتها تطوان. وكان يمثل السلطان فيها ابن عمه، ويلقب بالخليفة السلطاني.

3 - المنطقة الدولية بطنجة: ويسيرها مجلس مكون من عدد من الدول الأوروبية.

وبين كل منطقة وأخرى نقاط حدود فيها تفتيش، وتحتاج لإبراز جواز سفر وما إلى ذلك، كما هو الحال اليوم بين دولة وأخرى!!.

ولم يزُل هذا الوضع إلا بعد رفع معاهدة الحماية سنة 1376هـ، فتوحدت الجهات الثلاث، لكن احتفظت إسبانيا بسبتة ومليلية، وسيدي إيفني والصحراء المغربية. ثم خرجت من هاتين الأخيرتين سنة 1395هـ بعد المسيرة الخضراء الشهيرة.

وكانت "عَرْباوة" نقطة حدود بين المنطقة الخليفية والسلطانية، وماتزال بها مباني الجمارك والديوانة إلى الآن.

(يتبع)

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 01 - 06, 02:22 ص]ـ

-

وفقك الله ... وفك أسر الأخ العزيز ومن معه ...

وصحيح أننا نعاني من مسألة أخلاقية كبيرة اليوم، وقلة احترام التلاميذ لشيوخهم، بل قلة وفائهم لهم. وقد كان العلماء قديما على طريقة من الأدب رفيعة، غير أن دعاة الاجتهاد والعمل بالسنة يتحملون شطرا من انهيار تلك المنظومة الأخلاقية؛ لأنهم بدل أن يصلحوا من الداخل عمدوا لهدم الموجود، فأسسوا بناء جديدا غير متكامل.

وهذا الكلام أقصد به جل دعاة الاجتهاد والعمل بالدليل، سواء كانوا من المدرسة السلفية أو الصديقية أو "أنصار السنة" أصحاب الشريف محمد الزمزمي ابن الصديق. رحم الله الجميع وغفر لهم. وليس مقصودي التقليل من جهد أحد من العلماء، بل وضع اليد على مكامن الخطأ، وتقويم مسيرة الدعوة الإسلامية. [/ CENTER][/COLOR]

هذا كلام من وضع الهناء موضع النقب ... وهو حقيق بزيادة بسطة وبيان ... فقد تسلق هذه التلة الرفيعة أقوام خلوا من الأدب والقوة العقلية ... مع ضعف في الحصيلة العلمية ... فكان فسادهم أكثر بكثير من إصلاحهم ... وجعلوا من طعنهم في علماء الأمة والتشغيب عليهم - أمواتا وأحياء -ديدنهم ... وليس مجرد ضعف الاحترام ... فالمسألة تعدت ذلك بمراحل ... وبدأنا ندخل في مرحلة ... إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ...

وللعامة عندنا مقولة جميلة تحكي حال هؤلاء الذين لولا كراهة إخواننا لِذكر روابط أهل السفه لأتيتكم بآخر فواقرهم وضلالاتهم ... أبعد الله عني وعنكم الثقلاء السفهاء ... ولا تظنوا أنهم من الشيعة الشنيعة ... بل يدعون لأنفسهم أنهم حماة السنة و أهل التجديد ... وغيرهم - لأنهم يدفعون الغائلة عن أهل العلم ومحصليه وحملته - أهل تعصب وتقليد ... تقول العامة: متى نصيروا شرفى (شرفاء) .. يرد عليه السامع: نهار يموتوا كبار الحومة ...

وقد أحسن الشاعر إذ قال:

وما عبر الإنسان عن فضل نفسه - بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل

وليس من الإنصاف أن يدفع الفتى - - يد النقص عنه بانتقاص الأفاضل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير