، وأبي سعيد بن رُمَيْح، وأبي بكر القطيعي، وطبقتهم.
وولد في سنة ثلاثين وثلاث مائة، كذا وَرَّخَهُ عبد الغافر، فالله أعلم.
وقال: حدثنا عنه جدي زين الإسلام القشيري، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر بن زكريا، وأبو صالح المؤذِّن، وأبو بكر بن خَلَف، ومحمد بن إسماعيل التَّفْلِيسِيّ، وأبو نصر الجوري، وعلي بن أحمد المديني.
قلت: ومحمد بن يحيى المزكي، وأبو بكر البيهقي، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق كثير، وما هو بالقوي في الحديث.
ذكره الخطيب فقال: محلُّه كبير، وكان مع ذلك صاحب حديث، مجودا، جمع شيوخا وتراجم وأبوابا، وعمل دُوَيْرَةً للصوفية، وصنَّف سننا وتفسيرا.
قال أبو الوليد القشيري: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يسأل أبا علي الدقاق، فقال: الذكر أتم أم الفكر؟ فقال: ما الذي يُفْتَحُ للشيخ فيه؟ قال أبو عبد الرحمن: عندي الذكر أتم، لأن الحق يوصف بالذكر، ولا يوصف بالفكر. فاستحسنه أبو علي.
السلمي: حدثنا محمد بن العباس الضبي، حدثنا محمد بن أبي علي، حدثنا الفضل بن محمد بن نعيم، سمعت علي بن حجر، سمعت أبا حاتم الفراهيجي، سمعت فَضَالة النَّسَوِيّ، سمعت ابن المبارك يقول: حقٌّ على العاقلِ أن لا يَسْتَخِفَّ بثلاثة: العلماء والسلاطين والإخوان، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
القشيري: سمعت السلمي يقول: خرجت إلى مرو في حياة الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وكان له قبل خروجي أيام الجُمَع بالغَدَوات مجلس دَوْر القرآن بختم، فوجدتُه عند رجوعي قد رفع ذلك المجلس، وعقد لابن العقابي في ذلك الوقت مجلس القول فداخلني من ذلك شيء، وكنت أقول في نفسي: استبدل مجلس الختم بمجلس القول -يعني الغناء- فقال لي يوما: يا أبا عبد الرحمن: أَيْشٍ يقول الناس لي؟ قلت: يقولون: رفع مجْلِسَ القُرْآن، ووضَعَ مجلسَ القولِ. فقال: من قال لأستاذه: لِمَ؟ لا يُفْلِحُ أبَدًا.
قلت: ينبغي للمريد أن لا يقول لأستاذه: لمَ، إذا عَلِمَهُ معصومًا لا يجُوزُ عليه الخطأ، أما إذا كان الشَّيخُ غيرَ معصومٍ، وكَرِهَ قَوْلَ: لِمَ؟ فإنَّه لا يُفْلِحُ أبدا، قال الله -تعالى-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى. قال: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ بلى هنا مريدون أثقال أنكاد، يعترضون ولا يقتدون، ويقولون ولا يعملون، فهؤلاء لا يفلحون.
قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية الأحاديث.
قلت: وللسلمي سؤالات للدارقطني عن أحوال المشايخ الرواة سؤالَ عارف، وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلا، عدَّها بعض الأئمة من زَنْدَقَةِ الباطنية، وعدّها بعضهم عِرْفَانًا وحقيقة، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى، فإن الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم.
مات السلمي في شهر شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مائة، وقيل: في رجب بنيسابور، وكانت جنازته مشهودة.
وفيها مات عبد الجبار الجراحي والحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الحسن بن رزقويه ومنير بن أحمد الخشاب والمحدث أبو سعد الماليني وأبو أحمد عبد الله بن عمر الكرجي السكري، ومحمد بن أحمد غنجار.
أخبرنا أبو نصر الفارسي وأبو سعيد الحلبي قالا: أخبرنا علي بن محمود، وأخبرنا بلال الحبشي، أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر قالا: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد، أخبرنا القاسم بن الفضل، أخبرنا محمد بن الحسين، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد بن حسين الشيباني، حدثنا أحمد بن زُغْبة، حدثنا حامد بن يحيى، حدثنا سفيان، حدثني عمرو بن دينار، عن أبي سلمة، عن أم سلمة: أنَّ الزُّبَيْرَ خاصَمَ رجلاً، فقضَى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- للزُّبَيْرِ، فقال الرجل: إنما قضى له أنه ابنُ عمَّتِه. فأنْزَلَ اللهُ هذه الآية: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ الآية.
تفرد به حامد البلخي، وهو صدوق مكثر.
¥