ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[28 - 01 - 06, 08:49 م]ـ
قال شيخنا المفضال صالح آل الشيخ لايجوز النداء بصفات اللة لانة في باب النداء الصفة غير الذات بمقتضى النية كما في صفة الرحمة
ـ[حارث همام]ــــــــ[28 - 01 - 06, 09:02 م]ـ
شكر الله لأبي معاذ فائدته ..
وعوداً على بدء:
يقال لمن قال هو طلب ودعاء منه للصفة.
هذا بعيد لأوجه كثيرة، لكن لو سلمنا أنه دعاء وطلب فإن في الكلام اختصاراً وقد ذكر غير واحد من المؤرخين أن هذا كان شعارهم في بعض المغازي فلا يبعد أن يكون شعاراً لهم هنا، وإذا كان كذلك فإن الشعار ما هو إلاّ علامة واختصار يتعارفون به ويحث بعضهم بعضاً.
فإن قيل: فهل يسوغ أن يكون الشعار لفظاً محرماً؟
قيل: لا بل لابد أن يكون لفظاً مشروعاً ولكنهم يتجوزون فيه بحذف واختصار يناسب المقام.
ومن تأمل شعارات المسلمين وغيرهم في غزاهم ونظر في معنى الشعار الذي هو العلامة وعرف المقصود به بدا له ذلك جلياً.
ومن هذا القبيل شعارهم يوم المريسيع أو بني المصطلق وقيل هو من جملة شعاراتهم يوم الفتح:
- يا منصُ أمت أمت، أو يامنصور أمت أمت. والتقدير يا منصور ا بالله أمت المشرك.
- وشعارهم يوم بدر: أحد أحد. وتقديره الله أحد، إن كان الاسم –وأكثر الباحثين في الأسماء لايجعله اسما وهو خلاف الظاهر- هو المراد. أو غيره إن لم يرد الاسم.
- وشعارهم يوم اليمامة وغيرها على ما قيل: يا محمداه. وليس في هذا دعاء ولا طلب بل هو ذكر يقوي حضور معنى من قبيل ذكر الرعاية، أما المعنى الذي يحضره قولهم يا محمداه فهو استشعار قربهم منه ومحبتهم له واتباعتهم لشرعه ونصرهم لدينه صلى الله عليه وسلم، وذلك مما يحض النفس ويحثها على القتال والإقبال.
- وفي بعض مغازيهم يا مبرور. وفي يوم الخندق يا بني عبد الله، ويابني عبيد الله، وحم لا ينصرون. وروى ابن أبي شيبة أن شعارهم يوم الحديقة كان يا أصحاب سورة البقرة، وفي كل هذا تقدير ظاهر.
وغير ذلك مما يذكره أهل السير والمغازي والفتوح ولا أذكر الآن شعاراً لهم ذكروه ليس فيه اختصار أو تقدير ليكتمل معنى الكلام.
فلا يبعد أن يكون قول أبو سفيان هذا من هذا القبيل. ويكون تقدير الكلام: يا صاحب نصر الله اقترب، كقولهم يا خيل الله اركبي؛ أي: يا أصحاب خيل الله اركبوا، وهذا مثل قول عنترة:
هلا سألت الخيل يابنة مالك = إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
أي هلا سألت أصحاب الخيل.
ونحوه قول عمرو بن لجأ:
وسبحت المدينة لا تلمها = رأت قمراً بسوقهم نهاراً
أي أهل المدينة وأضرب هذا كثيرة في القرآن، وكل ما يسميه بعضهم مجازاً بالنقص يمكن أن يستشهد به هنا.
فإن قيل هذا ضرب من التأويل خلاف للأصل، أجيب بأنه لايسلم بأن الأصل في الشعارات ترك الاختصار والحذف.
وإن سلم فإن الانتقال لمقتض صحيح تجتمع فيه شروط الحمل على المعنى المأول المعتبرة عند أهل العلم، وتنضم إليها أسباب أخرى فمنها:
أولاً:
دلة الأدلة على أنه لا يجوز له شرعاً أن يريد دعوة الصفة أو دعوة النصر المخلوق المضاف إلى الله إضافة خلق أو تشريف.
أما الأدلة على هذا فهي الكتاب والسنة والإجماع والعقل -ويحسن اختصار القول في بيان ذلك للعلم حتى لايطول الجواب- فأما أدلة الكتاب والسنة فهي كثيرة وهي كل دليل فيه الأمر بعبادة الله وحده، أو إفراده بالدعاء وهي معروفة لكل من قرأ القرآن تكاد تكون معلومة بالاضطرار.
وأما الإجماع فقد سبق نقله في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في رد ماض.
وأما العقل فإن الدعاء نداء والنداء لا يخاطب به من لايسمع ويجيب، فالعقل يقضي بترك نداء من لاسمع له ولا إجابة، ولعل من حجج نبي الله إبراهيم العقلية في رده على أبيه آزر ما قاله الله سبحانه عنه: (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً)، ونحو هذه الحجة في القرآن في غير موضع.
ومن زعم أن صفات الله تسمع وتجيب فقد قال بغير حجة عقلية، ولا نقلية، بل زعم زعماً لابرهان له عليه، بل قال على الله بغير علم، بل افترى على الله ما لا يحط بعلمه.
ثانياً:
¥