ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[01 - 02 - 06, 04:01 م]ـ
الأخ الكريم/حارث همام وفقه الله تعالى لكل خير وأعانه على أمر دينه ودنياه
نقلتم أخي الكريم قولي: "ولئن أمكن الحمل في بعض الأحاديث وتفسيرها بالتوسل فإن ذلك لا يستقيم في الأحاديث كلها، والأولى-عندي-أن نقول يجوز الاستغاثة بالصفة والاستعاذة بها لمجيء الأحاديث الصحيحة بذلك ولا نتكلف تأويلها على معنى التوسل، كما أنه لا يظهر لي محذور شرعي من ذلك لأن الصفة من الله تعالى لم يزل متصفا بها، فالاستغاثة بصفة من صفاته هي استغاثة بالله تعالى" وعلقتم عليه بقولكم:"أما المحذور الشرعي فإنه ظاهر، فالقول بجواز استغاثة الصفة واستعاذتها قول بجواز عبادتها ودعائها وفي هذا عدة محاذير، ما يحضرني منها:
- مخالفة الإجماع الذي نقل عن شيخ الإسلام في دعاء الصفة.
- مخالفة النصوص الآمرة بصرف العبادة لله وحده، وأنه لايجيب المضطر (يغوث) إلاّ الله، والله علم على الذات المقدسة القائمة بنفسها وليس علم على صفاتها وإن دلت عليها باللزوم أو التضمن.
- مخالفة النصوص الناهية عن صرف العبادة لغير الله تعالى، وصفات الله ليست هي إياه وإن كانت لاتباينه الذاتية منها والفعلية على تفصيل لعل الخوض فيه لايناسبه هذا الموضوع.
- القول بجواز عبادة لم تشرع للفرق بين الاستغاثة (طلب الجواب) بالصفة واستغاثة (طلب جواب) الصفة، أما الاستغاثة بالصفة فلا إشكال فيه وهو توسل وفي حقيقته كما قال شيخ الإسلام استغاثة بالله"
فأين أخي الكريم في كلامي هذا أو في مداخلاتي من أولها إلى آخرها القول بجواز استغاثة الصفة واستعاذتها، والكلام مني كله عن الاستغاثة بها والاستعاذة بها، وليس عن استغاثتها أو استعاذتها، وقد وافقتم أنتم على ذلك في كلامكم المنقول هنا حيث قلتم " للفرق بين الاستغاثة (طلب الجواب) بالصفة واستغاثة (طلب جواب) الصفة، أما الاستغاثة بالصفة فلا إشكال فيه وهو توسل وفي حقيقته كما قال شيخ الإسلام استغاثة بالله"
فما الفرق بين ما ذكرتُه وبين ما تفضلتم به؟، الفرق الذي يبدو لي أنكم تسمون هذا توسلا اعتمادا على ما قاله بعض علماء أهل العصر، وقد أحسنتم إذ انتهيتم إلى قول العلماء، وأما الذي بدا لي من كلام شيخ الإسلام أنه لم يسمه توسلا بل قال رحمه الله تعالى:" والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة وكما أن القسم بصفاته قسم به في الحقيقة"إلى آخر ما نقل عنه ولم يسمها توسلا بصفاته، فيكون القول بجواز الاستعاذة بالصفة والاستغاثة بها (لا استعاذتها واستغاثتها) لورود الأحاديث بذلك، وهي كما قال شيخ الإسلام استغاثة به في الحقيقة واستعاذة به في الحقيقة أولى عندي من تفسير ذلك بالتوسل، على أن تفسير الاستغاثة بالصفة أو الاستعاذة بالصفة على أنه توسل بها قد يكون فيه مدخل لبعض أهل البدع فيما يفعلونه من شركيات حيث يستغيثون ببعض من يعدونهم أولياء فيقول قائلهم مثلا:يا رب استغثت بالجيلاني أن تقضي حاجتي، فإن قلت له:هذا شرك، قال لك:هذا توسل، ومع أن التوسل بذوات الناس غير جائز أصلا، لكنه ليس بشرك
ولعلي ألخص ما انتهيت إليه من هذه المداخلات:
1 - المعبود بحق هو الله تعالى ولا تجوز عبادة غير الله تعالى، بل ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى على ألسنة رسله جميعا صلوات الله وسلامه عليهم
2 - عبادة الصفات غير جائزة لأنها عبادة لغير الله فالمعبود هو الله بصفاته كلها
3 - صفات الله تعالى منه غير بائنة عنه ولا منفصلة منه، ولم يزل تعالى متصفا بها، ولا يتصور الانفصال لا عقلا ولا شرعا
4 - الاستغاثة بالصفة والاستعاذة بالصفة أتت بها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولأهل العلم في تفسير ذلك طريقين:طريق يفسرها بأنها توسل اختار ذلك من تفضلت بذكرهم، وطريق يفسرها بأنها استغاثة بالله حقيقة واستعاذة به حقيقة ذكر ذلك ابن تيمية
وفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه وأسأله أن يعفو عنا ما وقع منا من زلل إنه جواد كريم
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:32 م]ـ
شكر الله لكم أخي الكريم والإشكال الذي طرحتموه وجيه جداً.
ولعله ينبغي التفريق بين من قال:
- "يا رب أستغيث بالجيلاني"، أو قال: "يا رب بالجيلاني أستغيث"، أو قال: "أستغيث بالجيلاني".
- ومن قال: "يا عبدالقادر أغثني".
¥