60. حديث سعد بن أبي وقاص (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر كل صلاة: اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر): سعد بن أبي وقاص أحد العشرة وممن اعتزل الفتن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
61. مسألة الاحتجاج بالحديث في قواعد العربية مسألة خلافية, وسبب الخلاف تجويز الجمهور للرواية بالمعنى.
62. في الحديث (خيركم من طال عمره) لكن بالقيد الآتي (وحسن عمله) , ولا يتصور ممن رد إلى أرذل العمر أن يحسن عمله, ولذا جاءت الاستعاذة من ذلك.
63. حديث ثوبان (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر, وجاء تفسير ذلك بأنه يقول (رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) , وأما الاستغفار الوارد في هذا الحديث فقد فسره الأوزاعي أحد رواة الحديث بقوله (يقول: استغفر الله استغفر الله استغفر الله) يكررها ثلاث مرات.
64. قوله (انصرف) يعني (سلَّم) , وليس المعنى قام من مكانه وخرج, وإن قال بعضهم إن المراد بالانصراف الانصراف من جهة القبلة لأن الإنسان لا ينصرف حتى ينصرف الإمام عن قبلته, وهو محتمل.
65. حديث أبي هريرة في التسبيح والتحميد والتكبير دبر الصلاة: هذا يكون بعد الفراغ من الصلاة إجماعاً.
66. صفة ذلك: سبحان الله سبحان الله سبحان الله ..... ثلاثاً وثلاثين, الحمد لله الحمد لله الحمد لله .... ثلاثاً وثلاثين, الله أكبر الله أكبر الله أكبر .... ثلاثاً وثلاثين, لا إله الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
67. لو زاد على القدر المحدد في الحديث من باب الاحتياط ولكي يجزم بأنه قال العدد المطلوب فهل يتحقق له الجزاء المذكور في الحديث, وهكذا في بقية الأذكار التي جاءت محددة بعدد: من أهل العلم من يقول إن الزيادة على القدر المشروع تدخل في حيز البدعة, لأن العدد هذا شرع فلا يجوز أن نتعداه, والجزاء يترتب على العدد بالتحديد ولا تجوز الزيادة عليه, ومنهم من يقول لا بأس بالزيادة كما جاء في الحديث (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة, لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه) فدل على أن الزيادة لا بأس بها, لأنها زيادة تمجيد وزيادة تحميد وزيادة تسبيح.
68. ولا شك أن التقيد بالنص وما جاء فيه من عدد أولى, وإذا أردت أن تزيد فاذكر أذكاراً مطلقة, وكان أبو هريرة يسبح اثنا عشر ألف تسبيحة لأنه ذكر مطلق والله يقول (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات) بلا حد, لكن الكلام إنما هو على ما رتب عليه من أجر, هل يحصل إذا زاد أو لا يحصل؟ مسألة خلافية بين أهل العلم, والأكثر على أن الأجر يرتب على من تقيد بهذا العدد ولو لم يستحضر المعاني, وأما استحضار المعاني والتأثر بها ومعرفة هذه المعاني فإن أجورها قدر زائد على ذلك, لأن الأجر مرتب على (من سبح) وهذا سبح ويصدق عليه أنه سبح, كما أن من قرأ القرآن له بكل حرف عشر حسنات ولو لم يتدبر, له أجر الحروف, لكن يبقى أجر التدبر قدر زائد على ذلك, وفضل الله واسع.
69. النقص لا إشكال في كونه لا يترتب عليه الجزاء, لأنه لا يصدق عليه أنه جاء بالعدد ليثبت له الجزاء المرتب عليه.
70. الجزاء والوعد على هذا الفعل: (غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) والجمهور على أن المراد بالخطايا هنا الصغائر, وأما الكبائر فلا بد لها من توبة, ومثل هذا (الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر).
71. قد يقول قائل إن الصغائر مكفرة بغير هذا, فهي مكفرة باجتناب الكبائر وبالصلاة وبالعمرة إلى العمرة وبرمضان وبالجمعة, لكن يقال: ومع ذلك أنت بحاجة إلى المزيد من المكفرات.
72. في بعض الروايات (له الملك وله الحمد يحيي ويميت) وفي بعضها (حي لا يموت بيده الخير).
73. قوله (وإن كانت مثل زبد البحر): يعني في كثرتها.
¥