علق الكتاني على هذا بقوله: وإذا كان هذا في ذلك الزمن زمن نفاق أسواق العلم ورجحان أهله بالمدارك والغايات فكيف بزماننا هذا زمن التأخر والانحطاط والتقليد الأعمى لكل مستهجن وغلبة الأعراض السافلة والمقاومة للكمال والكاملين والتشبت بأذيال الناقصين والساقطين سخطاً على الفضيلة ومقاومة لها.
ثم ذكر كلام ابن حزم في هذا الباب؛ حيث قال: وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر " أزهد الناس في عالمٍ أهله "، وقرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال: " لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده " وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - وهم أوفر الناس أحلاماً وأصحهم عقولاً وأشدهم تثبتاً، مع ما خصوا به من سكناهم أفضل البقاع، وتغذيتهم بأكرم المياه - حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها على جميع الناس، والله يؤتي فضله من يشاء، ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم، واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم حسناته، وتتبعهم سقطاته وعثراته، وأكثر ذلك مدة حياته، بأضعافما في سائر البلاد، إن أجاد قالوا: سارق مغير ومنتحل مدع، وإن توسط قالوا: غث بارد وضعيف ساقط، وإن باكر الحيازة لقصب السبق قالوا: متى كان هذا ومتى تعلم وفي أي زمان قرأ ولأمه الهبل! وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين إما شفوفاً بائناً يعليه على نظرائه أو سلوكاً في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس، وصار غرضاً للأقوال وهدفاً للمطالب ونصباً للتسبب إليه ونهباً للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه، وربما نحل ما لم نقل وطوق ما لم يتقلد وألحق به ما لم يفه به ولا اعتقده قلبه، وبالحرى وهو السابق المبرز إن لم يتعلق من السلطان بحظ أن يسلم من المتالف وينجو من المخالف، فإن تعرض لتأليف غمز ولمز وتعرض وهمز واشتط عليه، وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل، فتنكس لذلك همته وتكل نفسه وتبرد حميته، وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ يحوك شعراً أو يعمل رسالة، فإنه لا يفلت من هذه الحبائل، ولا يتخلص من هذا النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد. وانظر " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " (3/ 166).
علق الكتاني على هذا بقوله: فليت شعري ما يقال بعد خراب الأندلس وضعف الإسلام في القرن الرابع عشر. وجماع القول أن من جهل شيئاً عاداه، والمزكوم لا يجد رائحة العطر بل يأباه.
• المراد بالخلافة (1/ 2):
الخلافة هي: الرياسة العظمى والولاية العامة الجامعة القائمة بحراسة الدين والدنيا، والقائم بها يسمى الخليفة لأنه خليفة رسول الله ?، وأول خليفة هو أبي بكر الصديق ?.
• أول من اتخذ بيتاً للمال، وأول من لقب بشيخ الإسلام (1/ 5):
قال: أبو بكر هو أول من اتخذ بيت المال، وقال السخاوي: وهو أول من لقب بشيخ الإسلام.
• المراحل التي مر عليها لقب " أمير المنؤمنين " وأول من لقب به (1/ 6 ـ 17):
أول من سمي بأمير المؤمنين من الخلفاء عمر بن الخطاب اتفاقاً.
وأول من أطلق عليه هذا الاسم عبد الله بن جحش.
ثم قال: ثم توارث الخلفاء هذا اللقب سمة لا يشاركهم فيها أحد، وتنافسوا فيها خصوصاً ملوك بني أمية ثم بني العباس ببغداد إلا من راء أنه أحق منهم بالخلافة.
• تقديم محمد النفس الزكية بالخلافة على بني العباس (1/ 7):
محمد النفس الزكية بويع بالخلافة في المدينة قبل بيعة أبي جعفر المنصور فكان هو الخليفة الشرعي، ولهذا مالك وأبو حنيفة يجنحان إليه ويرجحان أمامته على بني العباس ويريان أن إمامته أصح من إمامة أبي جعفر لأنقاد هذه البيعة من قبل.
• سبب انتشار مذهب مالك في المغرب (1/ 8):
لأن إدريس بن عبد الله أمير المغرب أخ محمد النفس الزكية أمر أتباعه بإتباع مالك، وقال نحن أحق بإتباع مذهب وقراءة الموطأ مالك.
¥