قال ومن اللطائف أن الإمام أبا إسحاق الإسفرايني ذهب إلى أن الأحكام والأحاديث التي يرويها الرجال والنساء إذا تعارضت فالمقدم مروي المرأة، قال: واضبطية جنس الذكر إنما تراعى حيث ظهرت في الآحاد وإلا فكثير من النساء اضبط من كثير من الرجال وصوبه الزركشي ونقله عنه العراقي وأقره، وعكس السبكي في " جمع الجوامع " فجعل من ا لمرجحات كون الراوي ذكراً، قال المحلي لأنه اضبط منها في الجملة قال العبادي ظاهره تقديم خبر الذكر حتى على خبر الأنثى التي علمت اضبطيتها، وفيه نظر ولا يبعد تخصيص هذا إذا جهل الحال أما لو علمت اضبطية تلك الأنثى فيقدم خبرها هـ.
وثالثها يرجح الذكر في غير أحكام النساء بخلاف أحكامهن لأنهن اضبط فيها .........
• العلة من عدم ظهور التصنيف في عصر الصحابة والتابعين (2/ 249): قال النوي في " تهذيب الأسماء " (1/ 65): الصحابة كانت همتهم مصروفة إلى جهاد الكفار لإعلاء كلمة الإسلام، وإلى مجاهدة النفوس والعبادة، فلم يتفرغوا للتصنيف، وكذلك التابعون لم يصنفوا.
• هل التأليف والتصنيف ينسب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (2/ 250): قال أبو علي اليوسي: لما تلكم على أصول طرق نشر العلم وأنها مأثورة قديمة، قال: وأما التأليف فاصله ما كان صلى الله عليه وسلم يفعله من كتب الوحي إذا نزل، وكتب الرسائل إلى الملوك وغيرهم، و" كتاب الصدقات " الذي جمع مسائل فهو علم مدون وذلك هو التأليف، ولئن كان صلى الله عليه وسلم لا يكتب بيده لما أغناه الله عن ذلك، لقد كان يأمر بالكتب، والمقصود إنما هو وضع العلم وتدوينه وتخليده سواء كتب العالم بيده أم لا، وكم من عالم يملي، ولا يكتب ويكون ذلك تأليفاً.
• أول من دون في الإسلام، وأول تصنيف في تراجم الصحابة (2/ 250):
قال: وقد غاب عن علم الجميع في هذا الباب، وعن كل من تكلم على أول تدوين في الإسلام " ديوان العطاء " الذي دون في زمن عمر ـ رضي الله عنه ـ وبإذنه. وأن يكتب الناس على منازلهم في العطاء؛ فإنه ينبغي أن يكون هذا الديوان العمري من أول ما دون في الإسلام.
وإن اعتبرنا كتابة أول من أسلم في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي بوب عليه البخاري في المغازي باب كتابة الإمام الناس، وذكر فيه قوله عليه السلام: " اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام " قال الدماميني: قيل كان هذا عام الحديبية.
فيمكننا الجزم بأن أول تدوين وقع هو ما ذكر، ولا شك أن كتاب الناس على مراتبهم في الأسبقية للإسلام والهجرة والنصرة هو المادة الأولى لكتب تراجم الصحابة، ولهذا أرى أن هذا هو أول ما دون.
• الحكمة الداعية إلى الاشتغال في تفسير القرآن، والتأليف فيه (2/ 253): وفي " بلوغ أقصى المرام " للطرنباطي: لما علم مهرة الصحابة والتابعين أن ليس كل أحد يقدر يفهم معاني القرآن اشتغلوا بتفسيره، ودونوا التفاسير نصحاً لمن بعدهم، ودون الأحاديث النبوية لأن ذلك وسيلة إلى معرفة ما وقع به التكليف وهو وسيلة إلى امتثال المقصود.
• ما صحة التفسير المنسوب إلى ابن عباس (2/ 254)؟: قال: ويتداول الناس تفسيراً ينسبونه لعبد الله بن عباس، ولكن لم يدونه هو وإنما جمع عنه ما نقل عنه ومنه ما لا يصح.
وممن جمع ما روي عن ابن عباس الفيروزبادي صاحب " القاموس" بكتاب سماه " تنوير المقياس من تفسير ابن عباس "، وقد طبع مراراً.
• كتابة العلم في عهد الصحابة (2/ 253ـ 265): ذكر كلاماً مطولاً حول التدوين في عهد الصحابة، وذكر الصحابة الذين عرف عنهم الكتابة للعلم، وذكر بعض الصحف التي كانت عند بعض الصحابة.
وممن قاله: وذكر صديقنا البحاثة طاهر الجزائري في " توفية النظر إلى أصول الأثر " (ص 8)، قال: توهم أناس أن لم يقيد في عصر الصحابة وأوائل عصر التابعين بالكتابة شيء غير الكتاب العزيز، وليس الأمر كذلك فقد ذكر بعض الحفاظ أن لزيد بن ثابت كتاباً في علم الفرائض .....
• بداية ترجمة كتب الطب والنجوم (2/ 268): وفي " كشف الظنون " (1/ 676) وكان خالد بن يزيد بن معاوية يسمى: حكيم آل مروان فاضلاً في نفسه له همة ومحبة للعلوم خطر بباله الصنعة فأحضر جماعة من الفلاسفة فأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اليوناني إلى العربي، وهذا أول نقل كان في الإسلام.
¥