3) على أنّنا لو قلنا أنّ رواية ابن سيرين عن الحذاء هي من رواية الأكابر عن الأصاغر؛ يبقى: أنّ الأشعث نفسه روى الحديث بدون ذكر التشهّد عند النسائي والحاكم، فلعلّ الخطأ جاء من قبل محمّد بن عبدالله الأنصاري، فهو وإن كان من رجال الصحيحين إلا أنّ أبا داود قال عنه: "تغيّر تغيّراً شديداً"، والله أعلم.
بل إنّ رواية النسائي هي بنفس إسناد الرواية التي استدللتَ بها ولكن دون ذكر التشهّد! وهو دليل على أنّ ذكر التشهّد خطأ في الحديث ولا شكّ.
4) ليس من منهج المتقدّمين قبول زيادة الثقة مطلقاً. بل لا بدّ من النظر في القرائن. وأنت ترى (وفقك الله) الجمّ الغفير ممّن روى هذا الحديث من غير ذكر التشهّد، وفيه دلالة على شذوذ تلك الزيادة.
والله أعلم.
ويأتي إن شاء الله الحديث على رواية عبدالله بن مسعود.
وأرجو من الإخوة الإدلاء بدلوهم.
عبدالرحمن الفقيه
الأخ الفاضل المبلغ جزاك الله خيرا على هذا المبحث الطيب
ولكن كما ذكر الأخ هيثم بالنسبة لشذوذ الرواية فكفى وشفى جزاه الله خيرا
ومما يضاف ما أخرجع أبو داود في سننه (1010) من حديث سلمة بن علقمة عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث السهو وفي آخره قلت لمحمد يعني التشهد قال لم أسمع فيه بشيء وأحب الى أن يتشهد
قال ابن رجب في فتح الباري (9/ 436) (وهذه الرواية تدل على أن رواية أشعث عنه في التشهد لاأصل لها لأن ابن سيرين أنكلر أن يكون سمع في التشهد شيئا) انتهى
ومما ينبغي التنبه له أن المتقدمين من أهل الحديث لم يكن عندهم كلمة شاذ بهذا المعنى الإصطلاحي وانما كانوا يستعملوها على معناها اللغوي في الغالب
والمقصود سواء سمي تفرد أم شاذ أم غيره فيتبين لنا أن هذه الرواية بزيادة التشهد غير صحيحة لأنه لم يذكرها الا أشعث عن محمد بن سيرين ولم ترد في جميع روايات الحديث الأخرى فيبعد عدم حفظهم لها
ومما يبين ذلك انكار محمد بن سيرين أن يكون قد سمع بشيء في هذا الباب
وبالنسبة لرواية أبي عبيدة عن أبيه عبدالله بن مسعود فقد اختلف في رفعها ووقفها ولعل الأرجح الوقف
وقد اختلف فيها من ناحية ذكر التشهد هو هو قبل التسليم أم بعده
ولعلك تبين لنا بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 03 - 02, 07:18 ص]ـ
هيثم حمدان
عدم ثبوت زيادة: "وبحمده" في أذكار الركوع والسجود
أولاً: طريق حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه):
عن حفص بن غياث عن محمد بن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً. (البزار والدارقطني).
وفيها علل:
1) ضعف محمد بن أبي ليلى: قال الحافظ ابن حجر: صدوق سيّء الحفظ جداً.
2) أنّ الإسناد المحفوظ إلى صلة بن زفر هو من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد عن صلة عن حذيفة. رواه عن الأعمش: شعبةُ بن الحجّاج وابن نمير ومحمد بن خازم وجرير بن قرظ؛ وليس فيه زيادة "وبحمده".
3) قال أبو بكر بن أبي شيبة قلت أنا لحفص بن غياث: "وبحمده؟! "، قال: نعم إن شاء الله ثلاثاً (تاريخ بغداد).
ثانياً: طريق ابن مسعود (رضي الله عنه):
عن عبد الله بن مسعود قال: من السنّة أن يقول الرجل في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده. (الدارقطني).
قلت: السري بن إسماعيل: قال الحافظ ابن حجر: متروك الحديث.
ثالثاً: رواية عقبة بن عامر (رضي الله عنه):
عن عقبة بن عامر قال: لمّا نزلت: فسبح باسم ربك العظيم، قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اجعلوها في ركوعكم، فلما نزلت: سبح اسم ربك الأعلى، قال لنا: اجعلوها في سجودكم، [فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً]. (أبو داود والبيهقي).
قلت: اضطرب موسى بن أيوب، فروى الحديث مرة بالزيادة التي بين المعقوفين، ومرة بدونها.
قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف ألا تكون محفوظة.
قلت: على كلّ حال فإنّ هذا الإسناد لا يصح، لأنّ إياس بن عامر لا يعرف، وانظر الإرواء 334.
رابعاً: طريق السعدي عن أبيه:
سعيد الجريري عن السعدي عن أبيه أوعمه قال: رمقت النبي (صلى الله عليه وسلم) في صلاته فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدرما يقول: سبحان الله وبحمده ثلاثاً (أحمد وأبو داود والبيهقي).
قلت: والسعدي لا يُعرف.
خامساً: قال ابن قدامة في (المغني): وروي عن أحمد أنه قال: أما أنا فلا أقول: "وبحمده"، وحكى ذلك ابن المنذر عن الشافعي وأصحاب الرأي.
سادساً: ورد في الصحيحين من حديث عائشة (رضي الله عنها): كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي.
والله أعلم.
عبدالرحمن الفقيه
أحسنت أخي الفاضل هيثم بارك الله فيك عى هذا المبحث الطيب
وكما ذكرت أنه لاتثبت هذه الزيادة
ومما يضاف لطرق الحديث
حديث أبي مالك الأشعري
رواه أحمد (5/ 343) والطبراني في الكبير كما في المجمع (2/ 131) من طريق عبدالحميد بن بهرام عن شهربن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم عن أبي مالك
واسناده ضعيف
وبالنسبة للإمام أحمد فكما ذكرت فقد نقل عنه ابن المنذر في الأوسط (3/ 159) فقال أما أنا فلا أقول وبحمده
ولكن نقل ابن قدامة في المغني (1/ 297) دار الفكر) (فإن أحمد بن نصر روى عن أحمد أنه سئل عن تسبيح الركوع والسجود سبحان ربي العظيم أعجب اليك أو سبحان ربي العظيم وبحمده فقال قد جاء هذا وجاء هذا وما أدفع منه شيئا) انتهى
¥