ونحن نبين لك إن شاء الله ما أشكل عليك مما جاء في كتاب " حصن المسلم ".
فحين تقرأ أو تسمع أن قراءة المعوذات الثلاثة (سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس) تستحب بعد صلاتي الفجر والمغرب ثلاث مرات، وأما بعد باقي الصلوات فمرة واحدة: فهذا التفصيل جاء في مجموع حديثين اثنين صحيحين، وليس في حديث واحد فقط.
أما الحديث الأول: فهو ما ذكرته في سؤالك من حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (قُلْ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ)
رواه الترمذي (حديث رقم/3575 ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) وأبو داود (رقم/5082). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه النووي في "الأذكار" (ص/107)، وابن دقيق العيد في "الاقتراح" (ص/128)، وحسنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 345)، والألباني في "صحيح الترمذي".
ولكن ينتبه إلى أن قوله صلى الله عليه وسلم: (حين تمسي وتصبح) أعم من أعقاب صلاتي الفجر والمغرب، فلو قرأ المسلم هذه السور الثلاثة بعد الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد العصر إلى غروب الشمس، تحقق له فضلها إن شاء الله.
وأما الحديث الثاني: فهو ما يرويه عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فِي دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ)
أخرجه أحمد في "المسند" (4/ 155) وأبو داود في "السنن" (1523)، والنسائي في "السنن" (رقم/1336)، وصححه الحاكم وقال: على شرط مسلم. وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وابن تيمية وابن مفلح والذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/ 433) والألباني في صحيح أبي داود والشيخ مصطفى العدوي في صحيح الأذكار.
ولفظ هذه الروايات جاء بصيغة الجمع: " أن أقرأ بالمعوذات "، من طريق حنين بن أبي حكيم، ويزيد بن محمد، عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر.
وأما لفظ التثنية: " بالمعوذتين " فجاءت من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر. كذا رواه الترمذي في "السنن" (2903) وقال: حديث غريب. يعني ضعيف.
فالظاهر أن لفظ " بالمعوذات " هو المحفوظ؛ لأنه من رواية اثنين عن علي بن رباح، وهما أوثق من يزيد بن أبي حبيب وحده، ثم إن بعض من نقل رواية الترمذي نقلها بلفظ الجمع أيضا - انظر: "تحفة الأشراف" (9/ 247) - وهذا يقوي وقوع التصحيف في الرواية، إما من نسخة الكتاب، أو من الراوي.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" المراد بأنه كان (يقرأ بالمعوذات) أي السور الثلاث، وذكر سورة الإخلاص معهما تغليبا لما اشتملت عليه من صفة الرب، وإن لم يصرح فيها بلفظ التعويذ.
وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة أحمد وابن خزيمة وابن حبان من حديث عقبة بن عامر قال: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، تعوذ بهن، فإنه لم يتعوذ بمثلهن، اقرأ المعوذات دبر كل صلاة " فذكرهن " انتهى.
"فتح الباري" (9/ 62)
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (المجموعة الثانية 2/ 185):
" ورد قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين دبر كل صلاة، لما رواه أبو داود في (سننه) عن عقبة بن عامر قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة)
وفي رواية الترمذي: (بالمعوذتين) بدل المعوذات.
فينبغي أن يقرأ: (قل هو الله أحد)، و (قل أعوذ برب الفلق)، و (قل أعوذ برب الناس) دبر كل صلاة، وأن تكرر عقب صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات، يقرأها كل إنسان وحده بقدر ما يسمع نفسه" انتهى.
وانظر جواب السؤال رقم: (60420 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=60420&ln=ara))
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/115073
ـ[أبو نادر]ــــــــ[28 - 11 - 10, 05:58 م]ـ
وحفظ الله الشيخ عبد الله السعد ونفع به ..
يضاف تعليق طيب للشيخ الطريفي حفظه الله و هو أن لا يسرد المرء الأذكار سردا فلم ينقل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
و الله أعلم.
لا أدري ما وجه ذكر هذه الإضافة
وترك الفضول في التعليق مطلوب