تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - لأن التأخير يقتضي تراكم الواجبات حتى يعجز عنها، فلربما إذا أخر المكلف أداء الواجب تراكمت عليه الواجبات، فيثقل عن أدائها فيقع في المحظور.

لا يسلم المخالف بهذا الاحتمال، خصوصا في الصورة المسؤول عنها هنا، وما شابهها، وهو إلى الافتراض أقرب منه إلى الواقع.

وفقكم الله ونفع بكم.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 04:25 م]ـ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك

آمين وإياكم - حفظكم ربي.

لقائل أن يقول:

ليس في هذه الآية دليل؛ لأن الخيرات اسم جنس لكل خير، ويدخل فيها المستحبات، ولا قائل بوجوبها فضلا عن فوريتها.

فاعل المستحب والواجب كلاهما يستحقان الثناء والمدح إذا بادرا إلى فعله، فدخول المستحبات في هذه الآية لا يخرج الواجبات من عموم دلالتها، فالآية عامة كما أشرتم – وفقكم الله تعالى – بقولكم: " الخيرات اسم جنس ... " إذن فهي تفيد العموم.

ثانيا: مسألتنا قد أجمع العلماء على أنها من الواجبات، وحينئذ فلا يرد مثل هذا الإيراد على هذا الدليل.

في هذه الصور قرينة في أنه يريد منهم الامتثال حالا، لا مطلق الامتثال، فهذه الصورة خارجة عمَّا نحن فيه.

دل النص على الوارد في هذه القصة على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم المطلق يفيد الفورية، ألا وهو (أوما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون) ..... فهذا يدلك على أن أوامر النبي صلى الله عليه وسلم المطلقة الأصل فيها الفورية.

كونه أحوط لا يرتقي به إلى مرتبة الوجوب؛ بل غايته أن يقال: إنه أفضل كما يقال في الصلاة أول وقتها.

قلت: بل إن الاحتياط في المبادرة بإبراء الذمة من الدَّيْن يقوي القول بوجوب المبادرة والفورية، ومخالفك لا يقول: إنه أخذ القول بالوجوب من الاحتياط، ولكن التحوط لدِين المرء يقوي قول من قال بوجوب المبادرة.

خاصة وأن مسألتنا الأصل فيها هنا الوجوب، فكان الأحوط أن يبرئ ذمته من هذا الدين الواجب، ولذا فالناس مجمعون على أن من سوّف في واجب عيني عليه حتى مات، فإنه مستحق للذم، فكيف يكون الأحوط هنا الذي يسارع في إبراء ذمته مؤثما له؟!.

وهذه كالتي قبلها، وتأثيم المؤخر على التأخير لهذه الاحتمالات = صعب.

هذه العلل المعقولة هي نص النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: [من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة] فهذا أمر من النبي – صلى الله عليه وسلم – بالتعجل، والأصل في أمره الوجوب إلا بصارف، ولا صارف.

لا يسلم المخالف بهذا الاحتمال، خصوصا في الصورة المسؤول عنها هنا، وما شابهها، وهو إلى الافتراض أقرب منه إلى الواقع.

بل إن مثل هذه الصورة واقع ملموس في حياة الناس، فكم من الناس تراكمت عليهم الواجبات بسبب تسويفهم وكسلهم، ومما يشهد لهذا الوقائع الدنيوية، وفعال الناس فيها.

[ QUOTE وفقكم الله ونفع بكم. [/ QUOTE]

آمين، وفقني الله وإياكم لإصابة الحق والعمل به.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير