تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبارة خطيرة تنتشر بين جماهير الناس: ((ما يستاهل اللي صار له!)).]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 04:50 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:

فإن من العبارات المنتشرة بين جماهير الناس، وهي عبارة قبيحة سقيمة، ذلك أن فيها اعتراضا على قدر الله تعالى وقضائه، قولهم -إذا أصيب إنسان في نفسه أو أهله أو ولده أو ماله-:

((فلان ما يستاهل!!)) أو ((فلان ما يستاهل اللي صار له!))، ولا شك ولا ريب أنّ الذي قدّر هذه الحوادث، و هذه الأقدار المؤلمة إنما هو الله -سبحانه وتعالى- قدّرها بعلمه وحكمته ومشيئته وقدرته، وإذا أراد اللَّه بقوم عذابا وشدة وأمرا يكرهونه، فإن إرادته لا بد أن تنفذ فيهم.

قال تعالى في كتابه الكريم:

{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].

سئل العلامة ابن باز-رحمه الله تعالى-:

بعض الأشخاص عندما يعود أحد المرضى يقول له: ما تستاهل، كأنه بهذا يعترض على إرادة الله، أو بعض الأشخاص عندما يسمع أن فلانا من الناس مريض يقول: والله ما يستاهل، نرجو من سماحة الشيخ بيان جواز قول هذه الكلمة من عدمه.

جزاكم الله خيرا.

فأجاب-رحمه الله تعالى-:

((هذا اللفظ لا يجوز، لأنه اعتراض على الله سبحانه، وهو سبحانه أعلم بأحوال عباده، وله الحكمة البالغة فيما يقضيه ويقدره على عباده من صحة ومرض، ومن غنى وفقر وغير ذلك.

وإنما المشروع أن يقول: عافاه الله وشفاه الله، ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة.

وفق الله المسلمين جميعا للفقه في الدين والثبات عليه، إنه خير مسئول)) اهـ من (مجموع الفتاوى والمقالات).

وقال الشيخ العالِم بكر بو زيد – رحمه الله تعالى – في كتابه البديع (معجم المناهي اللفظية):

((ما يستأهل هذا: ويُقال (ما يستحق هذا شراً) إذا كان بعضهم مريضاً أو مصاباً، وهذا اللفظ اعتراض على الله في حكمه وقضائه. وأمر المؤمن كله خير)) اهـ.

و قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ في (شرح أصول الإيمان):

((ومن أصول الإيمان عند أهل السنة توقير الله -جل وعلا- وتعظيمه والإنابة إليه والاستكانة له وعدم التألي عليه والقول عليه بلا علم.

فمثلا يقول الناس في ألفاظهم: "هذا ما يستاهل! "، أو "حرام أن يصيبه كذا! "، أو "مثل هذا لا يعاقب"، أو "هذا تنزل عليه العقوبة؟! " .. وأشباه هذه الألفاظ التي فيها تحكم في صفات الله جل وعلا)) اهـ.

ولذا يجب على من سمعها أن ينكرها على قائله بلطف، ويبين له الخطأ في هذه العبارة.

وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى، وعلّمنا ما ينفعنا في الدنيا والأخرى.

والحمد لله رب العالمين.

ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 05:31 ص]ـ

بارك الله فيك

ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[10 - 11 - 08, 07:39 ص]ـ

جزاك الله كل خير و نفع بك.

ــــــــــــــــــــــ

قال ابن تيمية رحمة الله: " قد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه، فيكون محموداً من تلك الجهة لا من جهة الحزن، كالحزين على مصيبة في دينه، وعلى مصائب المسلمين عموماً، فهذا يثاب على ما في قلبه، من حب الخير وبغض الشر، وتوابع ذلك، ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة، نهي عنه، وإلا كان حسب صاحبه رفع الإثم عنه "

ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[10 - 11 - 08, 11:11 ص]ـ

جزاك الله خيراً

وينبغي التفريق فيمن يقول هذه العبارة بحسب المعنى المقصود وبحسب الحال , فإن قصد بها المعنى الذي ذكرتَه أي حينما يرى شخصاً مبتلىً فهذا فيه اعتراض على قدر الله وفيه سوء ظن بالله.

و من الناس من يستخدمها استخداماً آخر يقصد به أن هذا الشخص لا يستحق الإهانة وإنما يستحق التوقير والاحترام , كمن يرى رجلاً قد هضم حقه ولم يقدَّر قدره فيقال فلان ما يستاهل.

وإن كانت الجهة منفكة هنا ,فالأول فيه اعتراض على أقدار الله , والثاني فيه عتاب للعباد على أفعالهم , لكن ينبغي التنبيه على هذا الأمر , حتى لا تنكر هذه العبارة مطلقاً.

والله أعلم.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 02:08 م]ـ

فإن قصد بها المعنى الذي ذكرتَه أي حينما يرى شخصاً مبتلىً فهذا فيه اعتراض على قدر الله وفيه سوء ظن بالله.

و من الناس من يستخدمها استخداماً آخر يقصد به أن هذا الشخص لا يستحق الإهانة وإنما يستحق التوقير والاحترام , كمن يرى رجلاً قد هضم حقه ولم يقدَّر قدره فيقال فلان ما يستاهل.

وإن كانت الجهة منفكة هنا ,فالأول فيه اعتراض على أقدار الله , والثاني فيه عتاب للعباد على أفعالهم , لكن ينبغي التنبيه على هذا الأمر , حتى لا تنكر هذه العبارة مطلقاً.

والله أعلم.

الإخوة الأكارم: العنزي، أبا سندس، القحطاني:

جزاكم الله خيرا على مروركم.

أخي أبا أسامة: لا شك أن الغالب في هذه الكلمة في المجتمع الآن هو قولها في حال نزول الأقدار المؤلمة، لا في ظلم العباد للعباد إلا قليلا، وهذا ما أراده العلماء الذين نقلت كلامهم.

وجزاكم الله خيرا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير