كَهْفُ الغَرَائِبِ!! وَمَغَارَةُ العَجَائِبِ!! (مُتَجَدِّد)
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[28 - 11 - 08, 08:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع أكتبه على فترات متقاربة، لأسجِّل فيه كل شاردة وواردة، مما وقع لي قديما وحديثا أثناء المطالعة، وما اقتنصتْه شباك أفكاري من أودية فنون تلك المعارف الساطعة، وجعلته على غرار (بدائع الفوائد) للشمس ابن القيم، و (الفنون) لابن عقيل الحنبلي، و (الكشول) و (المخلاة) كلاهما للبهاء العاملي، و (جؤنة العطار) لأبي الفيض الغماري، وما جرى مجرى هاتيك المؤلفات، وكان على طراز تلكم المصنفات، وقد قسَّمته أقساما، وجعلتُ لرءوس مواضيعه أعلاما، ومداخل يتطرَّق بها المتصفِّح إلى المجمل من أطرافه والمفصَّل، وسبيلا يهتدي به الطالب لأبوابه ويتوصَّل ...
وهي ذي: [(غريبة) و (عجيبة) (نادرة) و (لطيفة) و (فائدة) و (عبرة) و (داهية) و (عاصمة) و (قاصمة) و (طريفة) و (مُضْحِكة) و (مُبْكِتة) و (موعظة) .... ...... ]
ولستُ في هذا الموضوع بحمالة حطب!! ولاخائضا- فيما أُورد- بحور الجزاف والعطب!! بل ننقد ما ننقل، ونتثبَّت فيما نعمل، وننْسبُ كل قول إلى قائله، ونعزو كل حرف إلى لافظه، مع التحري في كل ذلك، و النَّصَفَة بين الغرماء فيما هنالك ....
وقد عزمتُ على كل من يريد أن يغترف من سواقي تلك الأنهار، أو يحصِّل ما شاء من بديعات ما أسطره من أخبار: أن يشُيد بالمصدر الذي نهل منه، ويرفع رأسا لهذا النهر الذي صدر عنه، إنْ هو احتاج إلى هذا في بعض الأوقات، أو اضطر للنقل منه مرة أو مرات، فيقول مثلا: (نقلتُ كذا بواسطة كذا؟) فإن من بركة العلم أن يُنسب إلى أهله، وعدم شكرانه التفريط فيه والقعود عن دَرَكه!!
ونسأل الله الثبات حتى الممات، ومزيدا من الأعمال الباقيات الصالحات، فإنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل ..... وهذا آوان الشروع في المراد ......
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[28 - 11 - 08, 08:49 م]ـ
[العجيبة رقم (1)] (مُحدِّث له وجه حمار!!)
نقل صاحب القول المبين في أخطاء المصلين [ص 252 / طبعة ابن عفان] عن صاحب فتح الملهم شرح صحيح مسلم [2/ 64] أنه قال - وهو بصدد شرح حديث: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يُحوِّلَ اللهُ رأسَه رأسَ حمار)
قال: (قال ابن حجر عن بعض المحدّثين: أنه رحل إلى دمشق لأخذ الحديث عن شيخٍ مشهورٍ بها، فقرأ عليه جملة، لكنه كان يجعل بينه و بينه حجاباً، ولم ير وجهه، فلما طالت ملازمتُه له، ورأى حرصه على الحديث، كشف له الستر، فرأى وجهه: وجه حمار، فقال له: احذر يا بُنيَّ أن تسبق الإمام، فإني لما مرّ بي في الحديث استبعدتُ وقوعه، فسبقتُ الإمام، فصار وجهي كما ترى!!)
قلتُ: هذه حكاية منقطعة عمن لا يُدْرى مَنْ هو؟!! وقد طال تتبعي لها في كتب ابن حجر المطبوعة فلم أقف لها على أثر؟!! إلا أن عدم صحتها – عندنا – لا يدل على عدم صحتها في نفس الأمر!!
وقد صح عند الجماعة من حديث أبي هريرة مرفوعا: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار) وقد اختلف العلماء حول هذا التحويل: هل هو حقيقي أو معنوي؟!! فنقل الحافظ في (الفتح) عن ابن بزيزة أنه قال: (يحتمل أن يراد بالتحويل المسخ أو تحويل الهيئة الحسية أو المعنوية أو هما معا)
قال الحافظ: (وحمله آخرون على ظاهره إذ لا مانع من جواز وقوع ذلك وسيأتي في كتاب الأشربة الدليل على جواز وقوع المسخ في هذه الأمة وهو حديث أبي مالك الأشعري في المغازي فإن فيه ذكر الخسف وفي آخره ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ..... )
قلتُ: وظاهر الحديث هو الظاهر في تلك المسألة، ويؤيده حديث أبي مالك الأشعري الذي أشار إليه الحافظ آنفا، من وقوع المسخ في هذه الأمة قبل قيام الساعة .....
فالحاصل: أن جواز أن يوجد رجل ممسوخ، أو امرأة ممسوخة، بين الناس في الغابر والحاضر: هو أمر غير منكر ولا مستبعد!! إلا أن أكثر الحكايات في هذا مما لا تقوم على ساق!! ولا تثبت من وجه مبين على تباينها واشتهار بعضها بين الناس!!
¥