الثامنة نار الصيد: وهي نار توقد للظباء تغشاها إذا نظرت إليها.
التاسعة نار الأسد: وهي نار توقد إذا خافوا الأسد لينفر عنهم فإن من شأنه النفار عن النار يقال إنه إذا رأى النار حدث له فكر يصده عن قصده.
العاشرة نار القرى: وهي نار توقد ليلاً ليراها الأضياف فيهتدوا إليها.
الحادية عشرة نار السليم وهو الملسوع: كانوا يوقدون النار للملسوع إذا لدغ.
ويساهرونه بها وكذلك المجروح إذا نزف دمه والمضروب بالسياط ومن عضه الكلب كي لا يناموا فيشتد الأمر بهم فيؤديهم إلى التهلكة.
الثانية عشرة نار الفداء: كان الملوك منهم إذا أسروا نساء قبيلة خرجت إليهم السادة منهم للفداء أو الاستيهاب فيكرهون أن يعرضوا النساء نهاراً فيفتضحن أو في الظلمة فيخفى قدر ما يحبسونه لأنفسهم من الصفي فيوقدون النار لعرضهن.
الثالثة عشرة نار الوسم: وهي النار يسم بها الرجل منهم إبله فيقال له ما سمة إبلك فيقول كذا.
-*و أول من أوقد النار بالمزدلفة قصي و الهدف من إشعالها أن يراها من يندفع من عرفة وهي إحدى نيران العرب تعتبر بمثابة وسيلة إعلامية يتخاطب بها الناس. وعند مجيء الحاج قال لقريش: " هذا أوان الحجّ، وقد سمعت العرب بما صنعتم وهم لكم معظمون، ولا أعلم مكرمة عند العرب أعظم من الطعام، فليخرج كلّ انسان منكم من ماله خرجاً ". ففعلوا وجمع مالاً كثيراً، ولمّا جاء الحاج نحر لهم على كلّ طريق من طرق مكة جزوراً، غير ما نحره بمكة، وأوقد النار بالمزدلفة ليراها الناس (السيرة الحلبية 1: 21) –
-* وفي تفسير الحافظ ابن كثير:قال ابن أبي حاتم وابن جرير: حدثنا يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس حدثه، قال: بينا أنا في الحجر جالسا، جاءني رجل فسألني عن: {والعاديات ضبحا} فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم. فانفتل عني فذهب إلى علي، رضي الله عنه، وهو عند سقاية زمزم فسأله عن {والعاديات ضبحا} فقال: سألت عنها أحدا قبلي؟ قال: نعم، سألت ابن عباس فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله. قال: اذهب فادعه لي. فلما وقف على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك، والله لئن كان أول غزوة في الإسلام بدر، وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد، فكيف تكون العاديات ضبحا؟ إنما العاديات ضبحا من عرفةإلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى.
قال ابن عباس: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي، رضي الله عنه.
وبهذا الإسناد عن ابن عباس قال: قال علي: إنما {والعاديات ضبحا} من عرفة إلى المزدلفة، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النيران.
وفي تفسير الألوسي، قال: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عباس قال بينما أنا في الحجر جالس إذ أتاني رجل فسألني عن العاديات ضبحا فقلت الخيل حين تغير في سبيل الله تعالى ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو جالس تحت سقاية زمزم فسأله عن العاديات ضبحا فقال سألت عنها أحدا قبلي قال نعم سألت عنها ابن عباس فقال هي الخيل حين تغير في سبيل الله تعالى فقال اذهب فادعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتي الناس بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام لبدر وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون العاديات ضبحا إنما العاديات ضبحا الإبل تعد من عرفة إلى المزدلفة فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النيران والمغيرات صبحا من المزدلفة إلى منى فذلك جمع.
هذا ما ظهر لي في هذه المسألة، غير أن مسألة الإيقاد على المزدلفة لم تعد إليها حاجة فقد عوض الله الأمة بها هذه الأنوار الكهربائية وهذه اللافتات المبينة لمسالك المشاعر، فلم يعد الحجاج في حاجة إلى إيقاد النيران و الوقيد ليلة النحر.
ملاحظة: قام بتخريج الآثار الأخ أبو بكر التونسي فجزاه الله خيرا
.
.