والذي تلخص عندي في هذا الموضوع؛ أنه لم يثبت أن المنارة في المسجد كانت معروفة في عهده -صلى الله عليه وسلم- (1)، ولكن من المقطوع به أن الأذان كان حينذاك في مكان مرتفع على المسجد يرقى إليه كما تقدم، ومن المحتمل أن الرقي المذكور إنما هو إلى ظهر المسجد فقط (2)، ومن المحتمل أنه إلى شيء كان فوق ظهره كما في حديث أم زيد، وسواء كان الواقع هذا أو ذاك، فالذي نجزم به أن المنارة المعروفة اليوم ليست من السنة في شيء، غير أن المعنى المقصود منها – وهو التبليغ – أمر مشروع بلا ريب، فإذا كان التبليغ لا يحصل إلا بها، فهي حينئذ مشروعة؛ لما تقرر في علم الأصول: أن ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب.
غير أن من رأيي أن وجود الآلات المكبرة للصوت اليوم يغني عن اتخاذ المئذنة كأداة للتبليغ، ولا سيما أنها تكلف أموالاً طائلة، فبناؤها والحالة هذه – مع كونه بدعة، ووجود ما يغني عنه– غير مشروع؛ لما فيه من إسراف و تضييع للمال، ومما يدل دلالة قاطعة على أنها صارت اليوم عديمة الفائدة؛ أن المؤذنين لا يصعدون إليها البتة، مستغنين عنها بمكبرات الصوت. [«الأجوبة النافعة» (ص17 - 1)]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ولا ينافي هذا قول عبد الله بن شقيق التابعي: «من السنة الأذان من المنارة والإقامة في المسجد، وكان عبد الله يفعله»، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86/1) بسند صحيح عنه، وذلك لما تقرر في علم الأصول؛ أن قول التابعي: من السنة كذا؛ ليس في حكم المرفوع، بخلاف ما إذا قال ذلك صحابي، فإنه في حكم المرفوع.
(2) كما في حديث عروة بن الزبير قال: «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بلالاً أن يؤذن يوم الفتح فوق الكعبة»، أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 86/1) بسند صحيح عنه؛ إلا أنه مرسل.
انتهى.
والعجيب إنتشر هذا خلال أيام حرب المآذن في سويسرا كأن الحكومة السويسرية تناصر وتأيد السنة النبوية؟! وكأن هذا المقصود من كلام الشيخ الألباني رحمه الله؟! الظاهر أن الحرب على الإسلام وليست على المنارات فحسب ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
اختيار أقوال العلماء للترجمة إلى الإنجليزية في هذه المسائل كالمقاطعة وأي مسئلة تتعلق بالسياسة الشرعية أو الولاء والبراء أو حتى الكلام في العلماء والدعاة دائما يكون على هذه الطريقة الخداعية فحسبي الله ونعم الوكيل على هذه الحرب الفكرية ..
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[02 - 01 - 10, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا سفيان،
لم أعتقد أبداً أن يصل ذكاؤهم إلى هذا الحد!
حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[03 - 01 - 10, 03:31 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[03 - 01 - 10, 07:33 م]ـ
لماذا رفع عثمان درجات المنبر ولم تكن في عهد أبي بكر ولا عمر؟!
لذلك يُراجع كتاب زغل العلم للذهبي، وبالذات ما تحدث به عن المحدثين؟!
وكأنه لا يوجد في الدنيا شيء اسمه أصول الفقه؟!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[04 - 01 - 10, 07:34 م]ـ
عفواً أستدرك وأقول ولا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
فلماذا يفعل عثمان عملاً لم يفعله لا رسول الله ولا عمر ولا بو بكر رضي الله عنهم؟؟
إنه الفقه لا أقل ولا أكثر!
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:25 م]ـ
لماذا إثارة هاته المسألة في هذا الوقت بالذات؟
أم هو تأييدلمتطرفي الغرب في محاربتهم للإسلام؟
للأسف الشديد المتكلمون باسم الإسلام فتحوا بابا واسعا لكل من هب ودب ليسخر من هذا الدين فمن أراد انتقاد القذافي يتحين فرصة انتقاد الغرب له ومن كان له موقف من طالبان ينتظر انتقاد الأمريكان لها ومن أراد تحريم العمليات الاستشهادجية تحين فرصة وقوع عملية استشهادية وصرخات بني صهيون ليضم صوته إلي صوتهم وتري الأزهر يؤيد عمالة البعض لخدمة بني صهيون في الجدار الفولاذي.
نسأل الله السلامة لم نعد نفهم ما يحدث
هل هي الصدف أم فعلا كما يشاع أن بعض أهل الدين يساعد أعداء الله في محاربة الإسلام
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:09 ص]ـ
كلام الشيخ الحجوري ضعيف في تقرير المسألة.
ولم لم ينكر المكرفون الذي تردد في كلامه .. وتقريره في رد المنارة منطبق عليه.
وقل مثلها في جميع المصالح المرسلة التي حاد في الكلام عنها إلى قضية الإسراف.
ومن لم يكن من أهل الحي لن يعرف مساجده إلا بها، وهذه حاد عنها بقوله: يعرفه الناس!
أما قول الشيخ
ومما يدل دلالة قاطعة على أنها صارت اليوم عديمة الفائدة؛ أن المؤذنين لا يصعدون إليها البتة، مستغنين عنها بمكبرات الصوت. [«الأجوبة النافعة» (ص17 - 1)]
فغلط، فكيف يكون عدم صعود المؤذن دلالة قاطعة في عدم فائدتها؟
وهو يقول إنهم يستغنون عنها بمكبرات الصوات!
وهل مكبرات الصوات إلا عليها؟
ولو لم ترفع مكبرات الصوت على المنارة لما سمعها أكثر الناس لأن أقرب بيت للمسجد سيصد الصوت عمن خلفه.
ثم الفائدة الأخرى للمنارة هي أن يرى الناس المسجد ويعرفوه من بعد ويهدتوا إليه بأسرع وقت.
¥