تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1. " والخنزير؛ لأنه يشق ظلفاً، ويقسمه ظلفين، لكنه لا يجتر، فهو نجس لكم، من لحمها لا تأكلوا، وجثثها لا تلمسوا، إنها نجسة لكم "." سفر اللاويين " (11: 1 – 8).

2. " لا تأكل رجساً ما. هذه البهائم التي تأكلونها ... لا تشق ظلفًا فهي نجسة لكم." سفر التثنية " (14: 3 - 8).

وفي العهد الجديد:

1. " لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير "." إنجيل متى (67).

2. " قد أصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد إلى قيئه، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة "بطرس الرسول الثانية (2: 22).

3. " وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. فطلب إليه كلُّ الشياطين قائلين: أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها. فأذن لهم يسوع للوقت، فخرجت الأرواح النجسة، ودخلت في الخنازير ". " إنجيل مرقس " (5/ 11 - 13).

خامساً:

الحكمة من تحريم لحم الخنزير

1. الأصل أن الله تعبدنا بأحكام سواء عرفنا حكمته أم لا , ومع ذلك فإذا التمس العاقل الحكمة في النهي وجدها بينة.

سئل علماء اللجنة الدائمة عن الحكمة في تحريم أكل لحم الخنزير؟.

فأجابوا:

إن الله قد أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمةً، وحكمةً، وعدلاً، فهو سبحانه عليم بمصالح عباده، رحيم بهم، حكيم في خلقه وتدبيره وشرعه، فأمرهم بما يسعدهم في الدنيا والآخرة، وأحل لهم ما ينفعهم من الطيبات، وحرم عليهم ما يضرهم من الخبائث، وقد حرم الله أكل الخنزير، وأخبر بأنه رجس، قال تعالى: (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ) الأنعام/ 145 الآية، فهو إذاً من الخبائث، وقد قال تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) الأعراف/ 157 , وقد ثبت بالمشاهدة أن غذاءه القاذورات، والنجاسات، وأنها أشهى طعام إليه، يتتبعها، ويغشى أماكنها، وقد ذكر أهل الخبرة أن أكله يولد الدود في الجوف، وأن له تأثيراً في إضعاف الغيرة، والقضاء على العفة، وأن له مضارّاً أخرى، كعسر الهضم، ومنع بعض الأجهزة من إفراز عصارتها لتساعد على هضم الطعام، فإن صح ما ذكروا: فهو من الضرر، والخبث الذي حرم من أجله، وإن لم يصح: فعلى العاقل أن يثق بخبر الله، وحكمه فيه، بأنه رجس، ويؤمن بتحريم أكله، ويسلم الحكم لله فيه، فإنه سبحانه هو الذي خلقه، وهو أعلم بما أودعه فيه، (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) المُلك/ 14.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.

" فتاوى اللجنة الدائمة " (22/ 274، 275).

2. ثبت أن للطعام المتناول تأثيراً على الطباع البشرية.

يقول الفخر الرازي - رحمه الله -:

قال أهل العلم: الغذاء يصير جزءاً من جوهر المغتذي، فلابد أن يحصل له أخلاق، وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء، والخنزير مطبوع على حرص عظيم، ورغبة شديدة، في المشتهيات، فحرم أكله لئلا يتكيف بتلك الكيفية." تفسير الرازي " (5/ 462).

وقال ابن كثير - رحمه الله -:

وقال بعض العلماء: كل ما أحل الله تعالى: فهو طيب، نافع، في البدن والدّين، وكل ما حرمه: فهو خبيث، ضار، في البدن والدّين." تفسير ابن كثير " (3/ 488).

وقال ابن القيم - رحمه الله -:

الغاذي شبيه بالمغتذى، في طبعه، وفعله , وهذا كما أن حكمة الله سبحانه في خلقه فيه جرت حكمته في شرعه، وأمره؛ حيث حرم الأغذية الخبيثة على عباده لأنهم إذا اغتذوا بها صارت جزءا منهم، فصارت أجزاؤهم مشابهة لأغذيتهم؛ إذ الغاذي شبيه بالمغتذي، بل يستحيل إلى جوهره؛ فلهذا كان نوع الإنسان أعدل أنواع الحيوان مزاجاً لاعتدال غذائه , وكان الاغتذاء بالدم ولحوم السباع: يورث المغتذي بها قوة شيطانيّة، سبعيّة، عاديَة على الناس، فمن محاسن الشريعة: تحريم هذه الأغذية، وأشباهها، إلا إذا عارضها مصلحة أرجح منها، كحال الضرورة , ولهذا لما أكلت النصارى لحوم الخنازير: أورثها نوعاً من الغلظة، والقسوة , وكذلك مَن أكل لحوم السباع، والكلاب: صار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير