هب أنه أخطاء أهكذا علمك أشياخك،و مؤدبوك،في الرد أو النصح لمن صدر منه مالا تره حقاً صواباً.
وقولك: لو سلمنا بصحة الأثر ...
فقد ذكر تصحيح الحافظ للأثرين كما في فتح الباري (2/ 350)، ولكنك غير مقتنع بما ذهب إليه أمير المؤمنين في الحديث،وسيد من سادة الحفاظ، فماذا عندك؟
وأني أطلب من كل منصف،أن يقول من الذي يستحق عبارة (((ما هذا يا رجل؟!!)))
ثم قلت: فالأثر بيان لفعلتهم عند المساجد لقصد إفساد الرجال، وليس فيه تحريم الكعب العالي كذا مطلقا!!
فأقول: أنه لما ترجم للأثرين قال: أول من اتخذ الكعب العالي نساء بني إسرائيل يتطاولن بها في المساجد.
فمن أين جاء الضاحك على أخيه أنه قال بالتحريم المطلق على حسب تعبيره ... (((ما هذا يا رجل؟!!)))
هذا أمر ..
والثاني: الظاهر أنه أخذ هذه الترجمة من كلام الشيخ الألباني وقد ذكره في عرض فتاوى علماء العصر،فقد قال رحمه الله: ... وأصل هذا من اليهوديات، كُنَّ قديماً قبل الإسلام إذا أرادت الواحدة منهن أن تحضر المجتمع الذي يكون فيه عشيقها، فلكي يراها كانت تلبس نوع من القبقاب العالي، فتصبح طويلة فتُرى، ثم مع الزمن تحَوَّل هذا إلى النعل بالكعب العالي ... سلسلة الهدى والنور (1/ 11)
أولَئِكَ آبَائي، فَجئْني بمِثْلِهِمْ إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ
وأما عن مفاسد الكعب العالي
فقد سئل الشيخ ابن باز كما في مجموع فتاواه (6/ 397)
س: ما حكم الإسلام في لبس الحذاء ذي الكعب العالي؟
جـ: أقل أحواله الكراهة؛ لأن فيه أولا تلبيسا حيث تبدو المرأة طويلة وهي ليست كذلك، وثانيا فيه خطر على المرأة من السقوط، وثالثا ضار صحيا كما قرر ذلك الأطباء.
فقد قال الشيخ ابن جبرين كما في الفتاوى النسائية / فتاوى اللباس والزينة (101/ 7):
وأما لبس الحذاء المرتفع (الكعب العالي) فلا يجوز أيضاً وهو من التقليد الأعمى لنساء الغرب بما لا فائدة فيه ولا زينة، وإنما قصدهن لفت أنظار الشباب وتكرار النظر إلى تلك المرأة لتعجب الناظرين، ويمكن أن من قصدهن تحديب المرأة حتى تظهر عجيزتها أو بعض بدنها ونحو ذلك من المقاصد السيئة فتقليدهن في ذلك لا يجوز والله أعلم.
فكل ما اعترض به الضاحك على أخيه،هو في الحقيقة اعتراض على هذين العلمين الراسخين،فليضحك كما يشاء وحتى تتشقق أشداقه.
وقوله: ثم لو افترضنا صحة ما ذكرت، فهذا ليس من المفاسد! بل هو من أدلة أصل المسألة.
فأقول: لم يذكر في هذا المقال الأدلة على تحريم الكعب العالي، حتى تنكر عليه وأنه لم أضع هذه المفسدة أو تلك في فصل الأدلة، لو كان ذكر الأدلة ثم ذكر المفاسد كان لك الحق في الإنكار ولكنه أكتفى بذكر المفاسد عن الأدلة ظناً منه أن الأمر واضح وجلي لكل ذي فطرة سليمة غيورة على عاره وأهله،وما كنت أتخيل أن قد يتعقبه وبسخرية من يعتقد إباحة هذا النوع من النعال الخبيثة.
أبا ماجد أترضاه لأهلك!!!!
أخيراً نصيحة للساخرين بأهل العلم
أولاً:
يجب على طالب العلم أن يكون أول من يمتثل أمر الله عز وجل ويجتنب نهيه, لأنه مسئول عن ذلك من وجهين: الوجه الأول: أنه كغيره من المكلفين.
الوجه الثاني:
أن طالب العلم قدوة, أي عمل يعمله فسوف يقتدي به الناس ويحتجون به.
فإذا كان طالب العلم هو الذي يسخر من العلماء أو ممن دون العلماء فهذه بلية في الواقع, فالواجب على الإنسان إذا خالفه غيره أن يلتمس له العذر, ثم يتصل بهذا المخالف فيبحث معه، فربما يكون الحق معه -أي: مع من خالفه- ويناقشه بأدب واحترام وهدوء, حتى يتبين الحق.
أما سخريته به لمخالفة رأي شيخه فهذا أيضاً خطأ, كل إنسان يخالفك في قولك فإن الواجب عليك أن تحمله على أحسن المحامل, وأن هذا اجتهاده، وأن الله عز وجل سيؤجره على اجتهاده، إن أخطأ فله أجر واحد وإن أصاب فله أجران, ثم تتصل به, وتناقشه ولا تستحي, فربما يتبين أن الحق معك فتكون لك منة على هذا الرجل, وربما يتبين الحق معه فيكون له منة عليك, وأما السخرية فليست من آداب طالب العلم إطلاقاً, بل ولا من آداب المؤمن مع أخيه.
قاله الشيخ بن عثيمين في لقاء الباب المفتوح، لقاء رقم (118)
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 12:48 ص]ـ
الرد على الضاحك أبي ماجد صديقي
قال الضاحك:
¥