تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيبدو – والله تعالى أعلم – أنه من أهل الصدق والصيانة والعدالة، غير أن في حفظه وضبطه شيئا، فمن وثقه؛ فإنما نظر إلى صدقه وعدالته، ومن ضعفه؛ فإنما نظر إلى شيء في حفظه، فمثل هذا يعد حسن الحديث عند المحدثين، ولا يرقى حديثه للصحة، ولذلك انتهى الحافظ في "تقريبه " إلى أنه " صدوق " ().

وأوضح منه، قول الذهبي في "السير" (9/ 234و235) - بعد سرد أقوالهم فيه -: " … ما هو بذاك الحجة، حديثه يعد في الحسان، وقد انفرد بأحاديث، منها: ما رواه ابن حبان في " صحيحه" … وساق حديثنا … "

قلت: وبناء على ما سبق فهذا الإسناد حسن ()، وهذا هو المفهوم من كلام بعضهم.

قال ابن القيم: وروي من عدة طرق كلها ضعيفة؛ لكنها إذا انضم بعضها لبعض مع تباين طرقها واختلاف مخرجيها دل على أن له أصلا وليس بموضوع.

وقال الدمياطي: له طرق كثيرة إذا انضم بعضها إلى بعض أحدثت قوة ().

قلت: وهذا قول من لا يقول بالصحة، بل ولا الحسن، وهو - على ما فيه - مناهض لقول من صحح. والله أعلم.

وأقرب منهم لما قررناه: ما قاله الحافظ الهيثمي في " المجمع " (10/ 102): " رواه الطبراني في الكبير، والأوسط بأسانيد، وأحدها جيد ".

p p قال: الطبراني في "الكبير" (8/ 114): " … زاد محمد بن إبراهيم في حديثه: و (قل هو الله أحد) ".

قال الزكي المنذري (2/ 299):

" وزاد الطبراني في بعض الروايات: و (قل هو الله أحد)، وإسناده بهذه الزيادة جيد أيضا "

قلت: رحم الله الإمام المنذري، فإن هذه الزيادة منكرة أو باطلة؛ تفرد بها محمد بن إبراهيم بن العلاء ابن زبريق.

قال في " الميزان " (6/ 35 ترجمة 7113): " قال فيه محمد بن عوف: كان يسرق الحديث "

وقال أيضا في ترجمة إبراهيم بن العلاء (8/ 21):

" قال ابن عدي (وهذا في " الكامل " (6/ 288ترجمة 1772): سمعت أحمد بن عمير يقول: سمعت محمد بن عوف يقول: وذكرت له حديث إبراهيم بن العلاء، عن بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (استعتبوا الخيل فإنها تعتب)؛ فقال: رأيته على ظهر كتابه ملحقا؛ فأنكرته، فقلت له، فتركه. قال ابن عوف: وهذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسرق الأحاديث، وأما أبوه فغير متهم، لم يكن يفعل من هذا شيئا، قال ابن عدي: وإبراهيم هذا حدث عن إسماعيل بن عياش وبقية وغيرهما، وحديثه مستقيم، ولم يرم إلا بهذا الحديث، ويشبه أن يكون من عمل ابنه كما ذكره ابن عوف انتهى"، ونقله الحافظ في " التهذيب " (1/ 129رقم 268).

وبهذا يظهر ما في قول الحافظ الكبير شرف الدين الدمياطي من المجانبة للصواب؛ حيث ادعى أن إسناد هذه الرواية على شرط الصحيح، فجل من لا يسهو.

p p وقال الطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 9رقم 824):

" .. زاد ابن زبريق في حديثه: (فإذا مات دخلها) ".

قلت: ابن زبريق هنا هو: إبراهيم بن العلاء الحمصي، الراوي عن ابن حمير في هذه الرواية، وهو جد عمرو بن إسحاق شيخ الطبراني، ووالد محمد بن إبراهيم الذي حل محله في رواية الطبراني في الكبير، والذي زاد الزيادة السابقة، والتي حكمنا عليها بالنكارة من أجله.

وإبراهيم هذا: صدوق، مستقيم الحديث.

قال أبو حاتم: " صدوق " (الجرح والتعديل 2/ 21رقم 370).

وكذا قال الذهبي في " الكاشف " (1/ 220 رقم 183).

وأما الحافظ فقال في " تقريبه " (ص 92رقم 226): " مستقيم الحديث إلا في حديث واحد، يقال إن ابنه محمدا أدخله عليه "

قلت: وهذا الحديث ليس حديثنا، وإنما هو حديث (استعتبوا الخيل .. )

ولهذه الزيادة شاهد من حديث المغيرة سيأتي تخريجه بعد قليل – إن شاء الله تعالى-

وعليه؛ فهذه الزيادة حسنة – إن شاء الله تعالى – إن لم تكن صحيحة لغيرها، والله أعلم.

p p وقد اختلف في متن هذا الحديث على محمد بن حمير؛ فروي على وجهين:

الأول: ما سبق، ورواه الحسين بن بشر، وإبراهيم بن العلاء ابن زبريق، وهارون بن داود النجار وغيرهم، ولفظه (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة؛ لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) مع تفاوت في اللفظ طفيف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير