تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصلح المصلح]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:20 ص]ـ

الأخ خليل: أرى أن كثيراً من الأخوة لم يفرقوا بين زيادة التقة وبين الشاذ من الحديث.

فقد يكون الحديث شاذاً مخالفاً لما رواه الثقات وليس زيادة، وقد تكون الزيادة غير شاذة.

أرى أن بعض الأمثلة التي طرحت خلطت بين الأمرين، والله أعلم.

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[01 - 10 - 05, 09:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الفرق بين الشذوذ وزيادة الثقة والرواية بالمعنى والاضطراب:

إذا وردت روايتان صحيحتا الإسناد لحديث واحد؛ وكان في إحدى الروايتين لفظة أو عبارة ليست في الرواية الأخرى؛ فتلك اللفظة: إما أن يوجد ما يناظرها في الرواية الأخرى، أوْ لا؛ فعلى الثاني أي عدم وجود الزيادة المناظرة تكون تلك اللفظة زائدة في معناها كما هو واضح؛ وهذا هو مسمى (زيادة الثقة).

والزيادة من الثقة تقبل أو يتوقف فيها أو ترد وذلك بحسب القرائن وأدلة الترجيح.

وأما على الأول، أعني وجود الزيادة المناظرة، فإن كانت الزيادتان بمعنى واحد فإحداهما مروية بلفظها والأخرى بمعناها أو كلتاهما رواية بالمعنى.

وإن كانتا مختلفتين في معناهما وأمكن الجمع بينهما فذلك داخل في باب العام والخاص أوالمطلق والمقيد أو المجمل والمبين أو نحو ذلك، وكل ذلك له عند التدبر دخل في باب زيادة الثقة.

وإن كانتا مختلفتين في معناهما ولكنهما غير متضادتين ولم يمكن الجمع بينهما فكل منهما زيادة ثقة بالنسبة للرواية الأخرى.

فإن كانتا متضادتين أي لا يمكن الجمع بينهما فإحداهما شاذة أو منكرة، والمقابلة لها تسمى محفوظة أو معروفة أو صحيحة أو ثابتة. فإن تعسر الترجيح بينهما، وذلك نادر، فكلتاهما حينئذ تترك وهو الاضطراب.

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[01 - 10 - 05, 09:56 م]ـ

هذا كلام كنت أوردته في كتابي (الإخبار عما ورد في ظل يوم القيامة من أخبار) فيه بعض ما يتعلق بمسألة شذوذ رواية مسلم المذكورة، عسى أن يكون فيه فائدة زائدة عما ذكره الأخ الفاضل في هذه المسألة؛

قال الإمام البخاري في (صحيحه) في (كتاب الأذان) (باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة):

(660) "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ ? قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الإمام الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَأبا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إني أخافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أخفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ".

وقال الإمام مسلم: (حدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى جميعا عن يحيى القطان قال زهير حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله أخبرني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).

وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بمثل حديث عبيد الله؛ وقال: ورجل معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه). انتهى كلام مسلم.

قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) في شرح رواية البخاري المتقدمة:

(قوله (عن أبى هريرة) لم تختلف الرواة عن عبيد الله في ذلك).

قلت: هذا الإطلاق فيه نظر، وليس هذا محل بيانه.

قال ابن حجر: (ورواه مالك في الموطأ عن خبيب فقال: (عن أبي سعيد أو أبي هريرة) على الشك).

قلت: ويظهر أن الشك من مالك رحمه الله؛ والصواب الجزم بإسناده إلى أبي هريرة وحده، كما يأتي في كلام ابن حجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير