لكن ما سبب عدم التفاتك إلى هذا القول؟ مع أنه فيما يظهر لي وجاهته وإمامة قائله وتقدّمه في هذا العلم.
سددكم الله وأعانكم.
--
*=ت. الشيخ حمدي السلفي.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 05 - 07, 06:10 م]ـ
الأخ الفاضل أبا صالح وفقكم الله
.....
قولي في ذلكم التخريج (ما حكي عن العقيلي ... ) اشتمل على أمرين:
الأول: نسبة المخالفة للعقيلي دون غيره، والثاني: جعل النسبة على سبيل الحكاية لا الجزم على تضارب النقول والفهوم في هذا، وهذا شرح كل ذلك:
أما الأول: وهو نسبته للعقيلي، فقد جرى على ذلك جمع من أهل العلم، منهم عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام»،و ابن القطان في «بيان الوهم»، وابن المواق في «بغية النقاد النقلة»، و العراقي في «التقييد»، و الأبناسي في «الشذا الفياح»، وابن حجر في «التهذيب» و ابن الكيال في «الكواكب»، وبعضهم في هذا ناقل عن الآخر.
والذي جعلهم يعزون إليه القول بذلك، هو نصٌّ نقله العراقي و الأبناسي وتبعهما ابن الكيال، ونقله ابن القطان ولم يعزه للعقيلي – ولم يوجد في الضعفاء للعقيلي -،قال: «إنما يقبل من حديث عطاء ما روى عنه مثل شعبة وسفيان، فاما جرير و ... و حماد بن سلمة وبالجملة أهل البصرة، فأحاديثهم عنه مما سمع منه بعد الاختلاط؛ لأنه إنما قدم عليهم في آخر عمره ... ».
و في الضعفاء له روى عن ابن المديني سؤاله ليحي القطان: وكان أبو عوانة حمل عن عطاء بن السائب قبل أن يختلط؟، فقال يحي: كان لا يفصل هذا من هذا –عند ابن حجر في التهذيب: لا يعقل ذا من ذا -.زاد عقبه جملة: وكذلك حماد بن سلمة، وعند ابن حجر في نقله بياض، لعله من المطبوعة -.
فهذه الجمله المعترضة هي مِن كلام مَن؟
الذي جرى عليه الحفاظ أنها من كلام العقيلي، وسياق الكلام وسباقه = دال على هذا، ففيها بعده: قال يحيى: قلت لأبي عوانة فقال: كتبت عن عطاء قبل وبعد، فاختلط علي.
فليس في السؤال كله تعرض لحماد، ولو كان من مقول يحيى القطان لفصَّل في سبب الاختلاط كما فصَّل في أمر أبي عوانة، ولم يكن السؤال موجهًا له من ابن المديني إلا في شأن أبي عوانة، ولم يكن ابن المديني ليتركه يقول ما يقول دون استفسار منه، وقد فصَّل معه في شأن أبي عوانة وفي شأن غيره كما في روايات أخرى، وكلها في حال عطاء بن السائب!
ويقويه أن يعقوب بن سفيان خريج ابن المديني والعارف بأقواله = صرح أن ابن سلمة سماعه من عطاء قديم.
وهذا ما فهمه الحفاظ من هذا السياق، ومن أولئك ابن حجر، فإنه بعد أن ساق القصة في التهذيب = لم يخالف ما نقله عن ابن القطان في قوله: «قال العقيلي أيضا: وسماع حماد بن سلمة بعد الاختلاط» ثم قال: «كذا نقله ابن القطان» -قلت هو في بيان الوهم 3/ 273، ثم ساق القصة من ضعفاء العقيلي بشيء من الاختصار والتغيير، ولم يتعقب ابن القطان في هذا العزو.
ولم أر من فهم من السياق أن الجملة المذكورة من مقول يحيى القطان إلا الحافظ ابن رجب في «شرح العلل»، وهذا وقفت عليه قديما، وكتبت على نسختي الخاصة من «بيان الوهم» 3/ 273 قبل قرابة عشر سنوات التالي: «و قد تعقب ابن المواق العقيلي فأجاد، نقله العراقي في " التقييد والإيضاح "، قلت: وانظر شرح العلل لابن رجب 2/ 735 قال: ونقل ابن المديني عن يحيى بن سعيد أن أبا عوانة وحماد بن سلمة سمعا منه قبل الاختلاط وبعده، وكان لا يفصلان هذا من هذا. خرجه العقيلي».
انتهى ما كتبته بحروفه.
وهذا المنقول نقله ابن رجب بمعناه، وبحسب فهمه للسياق، وهو من هو رحمه الله؟
و الذي ظهر لي –ولا أزال عليه – هو ما ظهر لمن سميت من الأئمة أن الكلام هو من العقيلي، كما فهمه أولئك من دلالة السياق والسباق عليه؛ وللنص التام المنقول عنه، ولعل في النسخة الخطية التي كانت متداولة عند الإشبيلي وغيره ما ليس في النسخة التي اطلع عليها ابن رجب، ويدل على ذلك:
¥