تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النص المفقود الذي سقته قريبا من كلام العقيلي، وثانيا: ما ذكره ابن المواق نفسه في «بغية النقاد» 2/ 206 حيث قال متعقبا عبد الحق الإشبيلي: «هكذا ذكر أن العقيلي خرجه، وإنما يعني بذلك أنه في كتاب الضعفاء للعقيلي، وما أرى ذلك صحيحا؛ فإني طلبته في نسخ من كتاب العقيلي صحاح، منها نسخة حاتم الطرابلسي فلم ألف هذا الحديث فيها فيما ذكر ... ».

فهذا يدلُّ على اطلاعه على نسخ الضعفاء المتقنة، ومنها نسخة الشيخ حاتم الأطرابلسي ثم الأندلسي، وهو ضابط متقن ثقة، توفي سنة 469 هـ.

و للفائدة: فإن ابن المواق لم يقف على الحديث في الضعفاء؛لأنه بحثه في ترجمة عبد السلام؛ لكنه في ترجمة موسى بن جعفر أحد رواته.

لأجل هذا لا أبعد أن يكون في النسخة التصريح بقول العقلي، أو راوي النسخة عنه، قال أبو جعفر، أو نحوها تمييزا لكلامه من كلام غيره.

ولأجل هذا كان الأمر الثاني الذي أشرت إليه في عبارتي أعلاه (ما حكي .. )

لأجل تعارض الفهوم = عبرت بالحكاية، وما ذلك مني جهلا بالنص المنقول في الضعفاء؛ بل كان ماثلا بين يدي، وهو سبب هذا كله!

و أما عدم التفاتي إليه، فلأمور:

الأول: لقد نص الأئمة النقاد على أن حماد بن سلمة ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه؛ وممن نص على ذلك:

1 - ابن معين: حيث قال: حديث سفيان وشعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم (رواه عباس الدوري 3/ 309 عنه)

وفي رواية عبد الله بن الدورقي عنه قال: حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم (رواه ابن عدي 5/ 1999).

وقال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى يقول: " شعبة وسفيان وحماد بن سلمة في عطاء خير من هؤلاء الذين بعدهم " (شرح العلل 2/ 735)

وقال في رواية ابن الجنيد (رقم 837): «وحماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قديما قبل الاختلاط».

2 – و كذلك أبو داود،، نسبه إليه غير واحد، منهم العراقي والأبناسي وغيرهما.

و قد نقل عن بعض أهل الحديث، ولم يسمه، فقال: " قال غير أحمد: قدم عطاء البصرة مرتين، فالقدمة الأولى: سماعهم صحيح، وسمع منه في القدمة الأولى: حماد بن سلمة وحماد بن زيد و هشام الدستوائي، والقدمة الثانية كان متغيرا فيها سمه منه وهيب و ... " (مسائل أحمد رواية أبي داود رقم 1852).

والذي في الكواكب لابن الكيال ص 327: وقال غير واحد، ولا أدري أيهما مصحفة؟

قلت: وهذا الذي ذكره الحفاظ النسائي والدارقطني وابن المواق وغيرهم أنه قدم البصرة مرتين، وسماع ابن سلمة منه في القدمة الأولى.

قال النسائي: " ... ودخل عطاء بن السائب البصرة مرتين، فمن سمع منه أول مرة فحديثه صحيح، ومن سمع منه آخر مرة ففي حديثه شيء " (عمل اليوم224).

وأقوال الباقين سيأتي نقلها.

3 - و الجهبذ يعقوب بن سفيان الفسوي - تلميذ ابن المديني والمتخرج به – قال عن عطاء: " ثقة حديثه حجة، ما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة وسماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بأخرة، فرواية جرير وابن فضيل وطبقتهم ضعيفة " (المعرفة 3/ 84) 4 -

4 - و ابن الجارود في «الضعفاء»: " حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمة عنه جيد ".

5 – و كذلك الطحاوي قال: " وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم و هم: شعبة وسفيان الثوري و حماد بن سلمة وحماد بن زيد "

6 - و قال حمزة الكناني في «أماليه»: «حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء»

7 - وقال الدارقطني: " دخل عطاء البصرة مرتين فسماع أيوب وحماد بن سلمة في الرحلة الأولى صحيح ".

8 –وقال ابن المواق متعقبا عبد الحق: «لا نعلم من قاله غير العقيلي، وقد غلط من قال: إنه قدم في آخر عمره إلى البصرة، وإنما قدم عليهم مرتين ... » 0الكواكب ص 326).

ثانيا: مثل هؤلاء الحفاظ تأخروا زمنا عن حماد بن سلمة، و لم يتبين لواحد منهم ما تبين للعقيلي من كون ابن سلمة أخذ عن عطاء مرتين، وحديث ابن سلمة مجموع بين أيديهم يحفظونه من طرق إليه، فترجيح ما عند العقيلي = مستبعد جدا جدا.

ثالثا: وهذا مترتب على ما قبله، أن ابن معين نص على أن حديثه مستقيم، وما فائدة الرواية قبل أو بعد الاختلاط إلا استقامة المرويات!

فرواية ابن سلمة عن عطاء لو خلت من كل هذا عدا عبارة ابن معين هذه = لكفاها، فهي صادرة من إمام تام الاستقراء – كما لا يخفى –

وهكذا يقال في جميع من قال بأنه سمع قبل الاختلاط؛ أنهم لو وقفوا على ما يضعف رواية ابن سلمة عن عطاء = لصاحوا به، حتى لو لم يكن عطاء قد اختلط!!

كما بينوا حال حماد بن سلمة في روايته عن بعض شيوخه، وأن فيها أغلاطا وأوهاما.

فكيف إذا علمت أن ابن معين نفسه قال مثل عبارة يحيى القطان في أبي عوانة، من أنه سمع المرتين في الصحة والاختلاط جميعا، فشأنه معروف لديه، وما أظنه تلقى ذلك إلا من شيخه القطان، كما تلقاه ابن المديني.

هذا ما حضرني ذكره الآن، مع انشغال البال و تفرق الهمة و كثرة الأعمال، فبُعَيدَ ساعات أنطلق مسافرا إن شاء الله، فاعذرني على التقصير في الإجابة، والحمد لله وحده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير