تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأخرجه الخطيب في تاريخه (تاريخ بغداد 14: 288): أخبرنا السكري، أخبرنا جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

((من صلى أربعين صباحا صلاة الفجر وعشاء الآخرة في جماعة أعطاه الله براءتين: براءة من النار وبراءة من النفاق)).

- وإسناده ضعيف جدا.

ـ السُّكريُّ، هو: عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، أبو محمد السُّكريُّ، يعرف بوجه العجوز. صدوق. قال الخطيب في التاريخ (10: 199): كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة الصفار، سمعت البرقاني، يقول: عبد الله بن يحيى السكري شيخ وحسن أمره (ت417هـ).

ـ وجعفر، هو: ابن محمد بن أحمد بن الحكم، أبو محمد المؤدب واسطي الأصل ثقة. قال ابن أبي الفوارس „كان شيخا ثقة كثير الحديث.

وقال الخطيب: ثقة (ت353هـ). ترجمته في تاريخ بغداد (7: 231)

ـ ويعقوب، هو: ابن إسحاق بن تَحِيَّة (أوله تاء معجمة باثنين من فوقها، وبعدها حاء مهملة مكسورة، وياء مشددة، معجمة باثنين من تحتها) أبو يوسف الواسطي.

قال الذهبي: "ليس بثقه قد اتهم". ترجم له الخطيب، وساق له ثلاثة أحاديث عن يزيد بن هارون عن حميد. قال أبو القاسم النسَّاج عمر مائة واثنتي عشرة سنه. ترجمته في (تاريخ بغداد 14: 288)، (الميزان 4: 448).

ـ أما يزيد بن هارون ثقة متقن مشهور.

والحديث أخرجه الخطيب في تاريخه (7: 95 ـ 96)، ومن طريقه ابن الجوزي في الواهيات برقم (734): عن شيخه أبي العلاء محمد بن يعقوب، عن أبي القاسم بكر بن أحمد بن كثير بن صالح، عن يعقوب بن تحية، به (مثله).

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح ولا يعلم رواه غير بكر بن أحمد عن يعقوب بن تحية، وكلاهما مجهول الحال.

قلت: بل رواه الخطيب كما في الوجه الآنف: من حديث جعفر الواسطي، عن يعقوب بن تَحِيَّة، ولا يسلم له القول بجهالة بكر بن أحمد بن محمي فقد روى عنه جماعة. كما في (الميزان)، و (لسانه).

وأما حديث أبي حمزة الواسطي (جبير بن ميمون):

فأخرجه بحشل في تاريخه (ص62): ثنا أحمد بن إسماعيل، قال: ثنا إسماعيل بن مرزوق، قال: ثنا منصور بن مهاجر أبو الحسن، عنه به مرفوعا:

((من أدرك مع الإمام التكبيرة الأولى من صلاة الغداة أربعين صباحا، كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق)).

قال أبو الحسن: هذا اسمه جبير بن ميمون.

ـ ومنصور بن مهاجر الواسطي هذا مستور كما في التقريب برقم (6909).

ـ وجبير بن ميمون أبو حمزة الواسطي هذا لم أقف له على ترجمه.

وأما حديث عُمَارة بن غَزِيَّة:

فأخرجه ابن ماجة برقم (798): من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن عمارة بن غَزية، عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطاب، عن النبي … أنه كان يقول:

((من صلى في مسجد جماعة، اربعين ليلة، لاتفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء كتب الله له بها عتقا من النار)).

- وإسناده ضعيف؛ فيه علتان:

الأولى: إسماعيل بن عياش. صدوق إلا أن روايته عن غير أهل بلده ضعيفة. وهو هنا يروي عن مدني.

الثانية: رواية عمارة بن غَزِيَّة عن أنس مرسلة.

قال الترمذي في جامعه (1: 281): هذا حديث غير محفوظ، وهو حديث مرسل وعُمَارة بن غَزِيَّة لم يدرك أنس بن مالك.

وقال ابن حبان في الثقات (5: 244): شيخ يروي عن أنس بن مالك إن كان سمع منه.

وقال البوصيري في المصباح (1: 169): هذا إسناد فيه مقال عمارة لم يدرك أنسا ولم يلقه. قال الترمذي والدارقطني: ابن عياش كان يدلس.

وأما حديث نبيط بن عمرو:

فأخرجه أحمد برقم (12584)، والطبراني في الأوسط برقم (5444): من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال، عنه به مرفوعا:

((من صلى في مسجدي اربعين صلاة، لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار، ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق)).

ـ ونبيط بن عُمَر لا يعرف إلا في هذا الحديث.

ذكره ابن حبان في الثقات (5: 483) وجهالة العين لازمة له إذ لم يرو عنه إلا عبد الرحمن بن أبي الرجال. كما أن في لفظه مخالفه وهي قوله في ((مسجدي)).

قال الطبراني: „لم يروه عن أنس إلا نبيط، تفرد به عبد الرحمن.

وقال الهيثمي في المجمع (4: 8): ((رجاله ثقات)) كذا قال!

والحديث بهذا اللفظ ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (برقم (364).

وبالجملة فالحديث الفاظه متدافعة جدا بعضها يعل بعضا، وأسانيده كلها معلة على ما سبق بيانه.

قال ابن حجر في التلخيص (2: 27): ذكر الدارقطني الاختلاف فيه في (العلل) وضعفه.

وأورده ابن الجوزي في علله برقم (735).

والحديث مضطرب اللفظ (كذلك): ففي رواية حبيب عند الترمذي أطلق صلاة الجماعة.

وفي رواية حميد عند الخطيب خص ذلك بصلاة العشاء والفجر.

وفي رواية جبير بن ميمون عند بحشل خص ذلك بصلاة الفجر.

وفي رواية عمارة بن غزية خص ذلك بصلاة العشاء.

وفي روايتي عمارة، ونبيط بن عمرو خص ذلك بالمسجد النبوي، وعند غيرهما بإطلاق.

وقد مال الألباني إلى تقويته في الضعيفه (1: 366) فقال: ((ورد من طريقين يقوي أحدهما الآخر عن أنس، مرفوعًا وموقوفًا ... )).

وصرح بحسنه في صحيح الجامع برقم (6365)، وتبعه آخرون.

وقد بينا لك بما لا مزيد عليه أن الحديث لا يرقى إلى درجة الحسن بل هو ضعيف ولا يصح رفعه (والله أعلم).

وكتبه محبكم / يحيى العدل في 26/ 1/1423هـ. مع رجاء التثبيت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير