ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 09 - 02, 10:46 م]ـ
الحديث الرابع والأربعون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا"، فقالوا: يا رسول الله ألسنا بإخوانك؟ قال: "بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض"، فقالوا: يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟، قال: "أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دُهم بُهم ألا يعرف خيله؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض فلا يُذَادنَّ رجل عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم: ألا هلم ألا هلم ألا هلم، فيقال: إنهم قد بدّلوا بعدك، فأقول: فسحقا فسحقا فسحقا".
خالف يحيى الليثي أصحاب مالك في هذا الحديث فقال: (فلا يذادنّ) بالنفي، وقال أصحاب مالك: (فليُذادنّ) بلام التأكيد، وقال آخرون (ألا ليذادنّ)، والكلمتان بمعنى واحد.
قال ابن عبد البر في التمهيد (20/ 257): "وأما رواية يحيى: (فلا يذادنّ) على النهي، فقيل إنه قد تابعه على ذلك ابن نافع ومطرف، وقد خرج بعض شيوخنا معنى لرواية يحيى ومن تابعه أي لا يفعل أحد فعلا يطرد به ... "، وهو بمعناه في الاستذكار (2/ 178).
وقال أبو الوليد الباجي في المنتقى: "وقوله: (فلا يُذَادَنَّ) هكذا رواه يحيى، وتابعه عليه مطرف، وروى أبو مصعب (فلَيُذَادَنَّ)، وتابعه ابن القاسم وابن وهب وأكثر رواة الموطأ، قال ابن وضاح: ومعنى (فلا يذادن) لا يفعلن رجل فعلا يذاد به عن حوضي كما يذاد البعير الضال يريد الذي لا رب له فيسقيه".
وقول ابن وضاح فيه بُعد، خاصة وأن أصحاب العلاء بن عبد الرحمن رووه عنه فوافقوا فيه أصحاب مالك مما يؤكد وهم يحيى الليثي فيه، وهم: روح بن القاسم، وإسماعيل بن جعفر، وشعبة بن الحجاج، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الرحمن بن إبراهيم الكرماني، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير.
والذين خالفوا يحيى الليثي فيه هم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: في الموطأ، ومن طريقه أبو داود في سننه (3237) وابن حبان في صحيحه (3/رقم1046) والجوهري في مسند الموطأ (ص486).
2 - عبد الله بن وهب المصري: في الموطأ، ومن طريقه ابن خزيمة (1/رقم5 و6) وأبو عوانة في مسنده (1/رقم361).
3 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/رقم71) ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (16/رقم7240)، ووقع في المطبوع من الموطأ (فلا يذادن) مثل رواية يحيى الليثي، وهو تصحيف.
4 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في ملخص القابسي (ص187 - 188/رقم133).
5 - قتيبة بن سعيد المصري: عند النسائي في المجتبى (150) والآجرّي في الشريعة (1/رقم287 - دار الوطن) وابن عبد البر في التمهيد (20/ 257).
6 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند أبي نعيم في المستخرج على مسلم (1/ 310/رقم583).
7 - مطرف بن عبد الله أبو المصعب المدني: عند أبي عوانة في مسنده (1/ 122/رقم360)، وقد حكى ابن عبد البر وأبو الوليد الباجي أن مطرفا وافق يحيى على لفظة (فلا يذادنّ)، فلعل ذلك في رواية لا تصح عنه، خاصة وأن ابن عبد البر ساقها بصيغة التمريض، والله أعلم.
8 - يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري: في الموطأ ومن طريقه البيهقي (1/ 82).
9 - معن بن عيسى القزاز: عند مسلم في صحيحه (249).
10 - إسماعيل بن أبي أويس المدني: عند البيهقي (1/ 82).
11 - محمد بن إدريس الشافعي: كما في كنز العمال (15/رقم42592)، ولا يوجد في المطبوع من مسنده.
12 - عبد الله بن نافع المدني: عند أبي عوانة في مسنده (1/رقم360)، وقد ذكر ابن عبد البر بصيغة التمريض أن ابن نافع تابع يحيى الليثي على رواية (فلا يذادنّ)، وليس كذلك كما هنا، والله أعلم.
13 - عبد الله بن عبد الحكم المصري: عند الجوهري في مسند الموطأ (ص486) ومن طريقه المقدسي في الجزء الخامس من الأربعين في فضل الدعاء والداعين (ص195 - 196).
ورواه إسحاق بن عيسى الطبّاع عند أحمد في مسنده (2/ 375) وعبد الرزاق بن همام الصنعاني في المصنف (3/ 575/6719) كلاهما عن مالك، واختصرا متنه.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 02 - 03, 12:42 ص]ـ
للفائدة والنفع لطلاب العلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[21 - 02 - 03, 12:14 ص]ـ
جزى الله خيرا الأخ الحبيب (نصب الراية)، وأسأل الله أن يعينني على تصحيح ما في البحث من أخطاء، وعلى إتمامه ....
ولا تنسونا من صالح دعواتكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 06 - 03, 03:55 ص]ـ
بارك الله في علمك أخي الفاضل أبا إسحاق التطواني.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 11 - 03, 05:10 م]ـ
لعل الأخ الفاضل أبو إسحاق يجمع هذه الموضوع في ملف وورد ويضعه في قسم الكتب فهو موضوع غاية في الجودة
¥